“من القبايل إلى باريس”، قصة سرية لعميل جزائري ساهم في ربط علاقات إسرائيلية/جزائرية لمحاربة الجبهة الإسلامية للإنقاذ
“من القبايل إلى باريس”، قصة سرية لعميل جزائري ساهم في ربط علاقات إسرائيلية/جزائرية لمحاربة الجبهة الإسلامية للإنقاذ
عبدالقادر كترة
في 25 يوليوز 1994 على الساعة الثالثة مساء في صالون بحانة ” بركلي” بشارع ماتينيون بالشانزيليزي بباريس التقى العقيد الحزائري حبيب سوامات عقيد ممثل المخابرات الجزائرية بعد وساطة شاقة قام بها حميد سياد مؤلف كتاب “من القبايل إلى باريس”” De Kabylie à Paris ” (قبل أن ينسحب من الاجتماعات ويترك المسؤولين يشتغلون…) التقى بمسؤول سامي مدير المخابرات الإسرائيلية الموساد “موشي كبيري” قدم من تل أبيب عاصمة إسرائيل، في باريس تحت رعاية الرئيس الجزائري ليامين زروال، جلس اليهودي والعربي على نفس الطاولة في لقاء تاريخي بمبلركة فرنسية…
وتعود تفلصيل القصة التي رواها في كتابه، التقى مؤلف الكتاب حميد سياد بصحافي إسرائيلي من أصول جزائرية بجنسية فرنسية للوساطة بيا الجزاىر إسرائيل بهدف ربط علاقات مع المخابرات العسكرية الجزائرية، وتردد لأسابيع عديدة بين سفارتي الجزائر وإسرائيل بباريس لنقل التقارير بين الطرفين وتأمين المفاوضات وإخبار السلطات الفرنسية بما يجري ويدور بينهما في الاجتماعات الإسرائيلية الجرائرية.
وجاءت رغبة إسرائيل في ربط هذه العلاقات بحكم أنها كانت ترفض أسلمة الجزائر وقيام نظام حكم إسلامي بعد الفوز الساحق للجبهة الاسلانية للانقاذ بزعامة الراحل عباسي مدني، بعد الانتخابات التي تحققت ديمقراطيا لأول مرة تحت نظام العسكر للرئيس الراحل العقيد الشاذلي بن جديد.
إسرائيل كانت ترفض رفضا باتا قيام نظام إسلامي في الجزائر، في بلد يتوفر على الغاز والبترول يمكنه من تمويل الجماعات الإرهابية في المنطقة وزرع الفوضى وزعزعة الاستقرار، فقررت الدخول في اتصالات مباشرة مع جزائريين وعرضت مساعدتها وتعاونها على العسكر الجزائري بعد استقالة الرئيس بنجديد أو إقالته وخلفه العقيد العقيد ليامين زروال، للقضاء على الحركات الإسلامية…
ولإقناع الحكام الجزائريين على مصداقية وصراحة وموثوقية الإسرائليين وطمأنتهم، اقترح مسؤولو الموساد الاسرائيلي إطلاق سراح عدد من أسرى جزائريين تم أسرهم إلى جانب مقاتلين حركات فلسطينية عربية (وهو الأمر الذي بقي سريا)
ومباشرة بعد اقتناع النظام العسكري الجزائري بمصداقية الإسرائيليين أعطى الرئيس ليامين زروال موافقته للقاء بين الموساد والمخابرات العسكرية الجزائرية، وتمت مشاورات واتفاقات وترسيخ تعاون على مستويات استخباراتية وعسكرية ولقاءات سرية لم يفصح عنها مؤلف الكتاب لخطورتها وأمنه والتي تبقى في خانة “سري للغاية”…
وللأمانة نورد في آخر هذا المقال
تقديم الصحافي الاستقصائي الجزائري المعارض “عبدو السمار” الذي تحدث عن الموضوع الخطير باللغة الفرنسية، هذا مضمونه باللغة العربية:
“من القبايل إلى باريس”” De Kabylie à Paris “، القصة السرية لجزائري أصبح مراسلا مشرفا”، هذا عنوان كتاب قد يبدو غامضا ومثيرا للاهتمام، لكنه في الواقع، أمر غريب للغاية. عمل قيم يجب على جميع الجزائريين قراءته لأنه يكشف معلومات جديدة وغير معروفة تماما عن فصل مظلم بالكامل من تاريخ الجزائر المعاصر: العشرية السوداء، ومكافحة الإسلام المتطرف والإرهاب والتبادلات السرية بين أجهزة المخابرات الفرنسية والجزائرية. مؤلف هذا الكتاب جزائري حياته تستحق فيلما: حميد سياد، قبائلي الأصل من عزازقة، وصل إلى باريس عام 1980 وليس في جيوبه أي شيء، وبدأ حياته بإطلاق أحلام كثيرة لنفسه. بعد عدة وظائف غريبة والعديد من المصاعب، اقتحم حميد سياد مجال صناعة الجعة حتى أصبح مالكًا ثريًا لأكثر من 17 مصنع جعة باريسي. أصبح حميد سياد، الملقب بملك حانات باريس، شخصية اجتماعية ويتردد على أغنى الأوساط الاقتصادية والسياسية والفكرية في باريس. عالم يمنحه قوة تأثير فريدة ويفتح الأبواب المظلمة لأجهزة المخابرات.
خلال التسعينيات، أصبح المراسل أو الوسيط المعين لأجهزة المخابرات الجزائرية والفرنسية المنخرطة في الحرب ضد الإرهاب الإسلامي.
وفي هذا السياق المظلم المذهل، سيصبح رجل الأعمال الفرنسي الجزائري هذا أيضًا الوسيط بين إسرائيل والجزائر في عام 1994.
وسيحتفظ البلدان، على الرغم من العداء الدائم الذي يعارضهما، بعلاقات سرية وغير معترف بها.
في عام 1994، اتخذت أجهزة المخابرات الاسرلئيلية خطوات غير مسبوقة تهدف إلى الدخول في اتصال مباشر مع المخابرات الجزائرية لتقديم الدعم والمساعدات ومشاريع التعاون من أجل تعزيز الحرب ضد الإرهاب الإسلامي والإسلام السياسي المتطرف الذي كان يترسخ في الجزائر، وهي دولة مركزية في “المغرب العربي الكبير”.
ولم يكن الإسرائيليون يريدون للجزائر أن تغرق أو تقع في حظيرة الإسلاميين.
لقد أرادوا بأي ثمن تجنب “الأسلمة” السياسية للمغرب العربي بما يتعارض مع مصالحهم.
في كتابه الذي سيسيل الكثير من الحبر بلا شك، يروي حميد سياد ويكشف كيف تمكن في 25 يوليوز 1994، من تنظيم لقاء سري في باريس، بناء على طلب الإسرائيليين، في مطعم باريسي أنيق بين عقيد من المخابرات الجزائرية واثنين من كبار مسؤولي المخابرات الإسرائيلية الشهيرة الموساد.
وقد تمت الموافقة على هذا اللقاء رسميا من قبل اليامين زروال شخصيا، الرجل الذي كان يرأس الدولة الجزائرية في ذلك الوقت.