حزب النهضة والفضيلة ينعي مؤسسه وأمينه العام الأستاذ محمد خليدي
بقلوب محتسبة راضية بقضاء الله وقدره، ينعي حزب النهضة والفضيلة أمينه العام ومؤسسه الأستاذ محمد خليدي، الذي لبى نداء ربه ظهيرة اليوم السبت 21 شتنبر 2024 م الموافق 17 ربيع الأول 1446 هـ، عن سن يناهز 86 سنة، بمنزله بمدينة سلا الجديدة، إثر مرض لم ينفع معه علاج.
وفي غمرة هذا المصاب الجلل، وإذ يشاطر حزب النهضة والفضيلة آلام الفقد مع أفراد عائلته ومناضلي الحزب وأصدقائه ومحبيه، ليستحضر مسار الفقيد الحافل بالتضحية والعطاء ونكران الذات وخدمة الوطن ونصرة قضاياه، والدفاع عن ثوابته ومؤسساته.
فقد خبر الأستاذ محمد خليدي دروب الوطنية والكفاح من أجل عزة وكرامة البلاد منذ وقت مبكر من حياته، حيث انضم شابا يافعا إلى الحركة الوطنية بمدينة وجدة، وانخرط في صفوفها مدافعا عن استقلال المغرب وسيادته وشرعية ملكه المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه.
ومع بزوغ فجر الاستقلال عمل الأستاذ خليدي إطارا بقطاع الشبيبة والرياضة الذي قضى فيه سنوات طويلة مسؤولا عن التكوين والتأطير جهويا ومركزيا، وحصل على دبلوم الدراسات العليا في علوم التربية والشباب، وأسس عدة جمعيات ثقافية وتربوية وفنية على المستوى الوطني، وعدة مبادرات شبابية وجمعوية عربية ودولية، إذ يعتبر عضوا مؤسسا للمهرجان العربي الدولي للشباب، وعضوا في المنظمة الدولية للتكنولوجيا، إلى جانب حضوره الدائم في مختلف الملتقيات والفعاليات ذات الصلة.
وساهم بالموازاة مع ذلك في النضال السياسي إلى جانب المجاهد الوطني الكبير الدكتور عبد الكريم الخطيب في حزب الحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية الذي ظل جزءا من قيادته إلى حدود سنة 1996 حيث تم تأسيس حزب العدالة والتنمية الذي كان أحد مؤسسيه وعضوا في أمانته العامة إلى حدود سنة 2005 حيث سيغادره من أجل تأسيس مشروع حزبي جديد هو حزب النهضة والفضيلة، وهو الحزب الوطني ذو المرجعية الإسلامية الذي سيقدم على رأسه إسهامات بارزة في النقاش السياسي العمومي وفي حل العديد من الإشكالات والقضايا المرتبطة باستقرار البلاد وترسيخ الأجواء الإيجابية بين أبنائها، حيث قاد الأستاذ خليدي مسلسل المصالحة بين الدولة ومعتقلي ما سمي بالسلفية الجهادية، وأسفرت جهوده عن إطلاق سراح عدد من رموز هذا التيار وإدماجهم في الحقل السياسي والنسيج الاجتماعي الوطني.
وخاض الأستاذ محمد خليدي تجربة العمل البرلماني وعمل فيها بنشاط بعد حصوله على مقعد برلماني عن دائرة وجدة في الولاية البرلمانية لسنة 2002-2007.
وإلى جانب العمل السياسي فقد ساهم الأستاذ محمد خليدي في العمل النقابي، حيث أسس الاتحاد الوطني للشغل، وكان أول كاتب عام له، كما اشتغل في مجال الصحافة مدير نشر وتحرير للعديد من التجارب الصحفية أهمها صحيفتا المغرب العربي وجريدة العصر.
وعلى مستوى الديبلوماسية الموازية، فقد ظل الفقيد حاضرا في قلب الدفاع عن القضايا الوطنية والإسلامية والقومية، حيث شغل منصب عضو في مجلس الشورى المغاربي، وعضوا في جمعية الصداقة المغربية الروسية، ونائبا لرئيس جمعية الصداقة الصينية المغربية، كما شارك من خلال سفرياته المتعددة إلى الخارج ولقاءاته بالسفراء وممثلي البعثات الديبلوماسية المعتمدين في المغرب، في التعريف بقضية الصحراء المغربية، ومواقف المغرب الثابتة تجاه القضية الفلسطينية، ونسج علاقات قوامها التعاون وتقريب وجهات النظر.
رحم الله الأستاذ محمد خليدي وجازاه عن دينه وأمته ووطنه خير الجزاء، وأسكنه فسيح جنانه، وأنعم عليه بجوار الصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا، وألهم أسرته الصغيرة والكبيرة الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
عزالدين الخير