“وعادت حليمة إلى عادتها القديمة”….حل أزمة احتلال الملك العمومي بوجدة تحول إلى إشكالية..فأين الخلل؟؟
عبدالقادر كتـــرة
استبشر سكان وتجار « شارع عبد الغني زيزي وزنقة تيفلت » بوجدة، خيرا بعد تحركات السلطات الأخيرة الصارمة وصفقوا بقوة للحملة التي باشرتها بهدف تحرير الشارع الذي كان يعتبر نقطة سوداء بقلب المدينة الألفية بمحاذاة ساحة سيدي عبدالوهاب القلب النابض للتجارة بعاصمة الجخة الشرقية، والذي كان يعد كذلك شريانا حيويا واضطراريا لحركة المرور والنقل والتنقلات عبر مختلف المركبات خاصة وأنه يحاذي أكبر موقف “تحت أرضي” للسيارات والشاحنات والدراجات النارية، بالمدينة.
ومما زاد يقين التجار والساكنة بنهاية معاناتهم وتخليصهم من جحيم الباعة الجائلين والقارين وعرباتهم المجاورة والمدفوعة وروث بهائمهم وصخيب محركات مركباتهم وأزبال مخلفات بضائعهم من بقايا الأسماك والقشور والنفايات، تضاف إلى الإغلاق الكلي للشارع والازقة المتفرعة عنه. مما زاد يقينهم قرار تحويل شارع الامير مولاي الحسن إلى اتجاه واحد نحو ساحة سيدي عبدالوهاب، الأمر الذي جعل معه سائقو المركبات يحولون مسارهم في اتجاه شارع “عبدالغني زيزي” المؤدي إلى الملعب البلدي بهدف توزيع حركة المرور والنقل والتنقلات والتخفيف من الازدحام واختناق الطرقات…
فبعد أيام من سكون عاصفة حملة تحرير الملك العمومي بهذا الشارع، “عادت حليمة إلى عادتها القديمة” وعاد موج الباعة الجائلين وانطلق الزحف كما سبق، ولا شك أن الوضع سيعود إلى ما كان عليه في السابق وتعود معه المعاناة والمكابدة والأضرار والأوساخ والأزبال والضحيج والهرج والمرج والسب والشتم والتشابك والعراك بين التجار أصحاب الدكاكين والسكان والمارة وسائقي السيارات، من جهة والباعة الجائلين أصحاب المركبات المحملة بالبضائع والسلع والخضر المحتلين للشارع…
من جهة أخرى، الوضع سيتأزم ويتفاقم بهذا الشارع أكثر من السابق و”حل” تحرير الملك العمومي الذي باشرته السلطات قبل أيام، سيتحول إلى “إشكالية” عويصة بحكم أن قرار تحويل شارع الأمير مولاي الحسن إلى اتجاه واحد وفرض اتجاه على سائقي السيارات نحو الشارع المعني بالاحتلال، وهكذا سيغلق الشارع بصفة كلية ، إذا عاد الوضع كما في السابق، وسيختنق هذا المسار بصفة نهائية، وسينطبق على هذا الوضع المقولة المغربية العامية “جا يكحلو ، عماه”.. فأين الخلل؟؟؟؟؟؟؟
لقد سبق أن أثرنا موضوع هذا الوضع، في مقال سابق، بعد أن سبق ان وجه سكان وتجار « شارع عبد الغني زيزي وزنقة تيفلت » بوجدة شكايات للسلطات المحلية والأمنية والمنتخبة يطالبون فيها برفع الضرر عنهم بسبب ما يعانونه يوميا من احتلال الفضاءات من شوارع وأزقة تطل عليها مساكنهم ومتاجرهم من طرف الباعة المتجوليين العشوائيين بالعربات المدفوعة والمجرورة بالدواب وما يترتب عنها من إغلاق للمنافذ والممرات ومضايقات في تحراكتهم أثناء الخروج والدخول إلى منازلهم وفتح محلاتهم التجارية والتلوث السمعي والبصري بسبب الصراخ والصياح والمساس بالأخلاق نتيجة التراشق بالكلام الساقط بين الباعة فيما بينهم من جهة وبينهم وبين الزبائن من جهة ثانية، يضاف، إلى كل هذا، الأزبال والنفايات وبقايا فضلات البضائع والسلع والأسماك والمياه النتنة والعفنة التي تجلب جميع الحشرات الضارة والناقلة لمختلف الأمراض خاصة ونحن مقبلون على فصل الصيف الحار.
والتمس الموقعون على عريضة أرفقوها بالشكايات، من المسؤولين أن
يحظى تظلمهم « بالقبول والاهتمام وتفاعلا مثمرا يجنبهم تداعيات وإكراهات ما يعاننونه من الباعة
المتجولين الذين أبانوا عن فوضى لا توصف بوجوه صلفة وعناد مستفز وإضرار بالغ بمصالحهم« .
ومما جاء في الرسالة « نحن تجار وساكنة شارع عبد الغني زيزي و زنقة تيفلت حيث يوجد رياض دار الفاسية ، مما يؤثر على تجارتنا المرتبطة بالأساس بأصحاب المركبات وتسبب ذلك في عزوف الزبائن عن خدمات محلاتنا خاصة أن هاته المنطقة ذات اتجاه واحد و يجد الزبائن صعوبة كبيرة للولوج من جراء الازدحام ، وكلما التمسنا منهم عدم إزعاج تجارتنا واجهونا بالتعنيف و بما لا يليق من الكلام والأساليب المخلة بالآداب ناهيك عن إذاية الساكنة جراء المُخَلَّفات التي يتركونها وراءهم، خاصة مع وجود رياض دار الفاسية الذي يستقبل السياح الأجانب على طول أيام السنة ويعانون باستمرار من مشكل الولوج لهذا المرفق والإساءة في بعض الأحيان من طرف هؤلاء الباعة بسبب التهور أثناء تحركاتهم المستمرة طيلة النهار وقد حاولنا غير ما مرة حل هذا الإشكال بشكل ودي إلا أنه فشلت جميع المساعي لهذا الغرض ».
وفي الأخير، التمس السكان والتجار المتضررون من السلطات المحلية والأمنية والمنتخبة « رفع الضرر الكبير الذي يعانون منه وإنصافهم ورفع هذا الحيف والعبث عنهم والوقوف في وجه هذا الغزو الذي أفقد وسط المدينة رونقها وبهجتها و نظافتها وأمنها » بتعبير الشكايات.
وذكر المشتكون أنه سبق لهم أن وجهوا شكايات لكل من والي ولاية جهة الشرق عامل عمالة وجدة أنجاد وباشا مدينة وجدة ورئيس المجلس الجماعي لمدينة وجدة ورئيس الدائرة الثانية للشرطة ورئيس الدائرة الثامنة للشرطة
ورئيس المقاطعة الثانية لعمالة وجدة أنكاد.