“تبون” في مصر: ” رَيَّشُوهُ وعَشُّوهُ ومَشُّوهُ “
عبدالقادر كتـــرة
لم يجد الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون ما يقوله للرئيس عبدالفتاح السيسي في مصر إلا تسول الشركات المصرية لبناء الجزائر بعد ما هربت الشركات الصينية وأخرى تركية وأوروبية لعجز النظام العسكري الجزائري عن أداء ما ذمة الجزائر من من ملايير الدولارات.
ووجه الرئيس المصري السيسي رسائل قوية وصريحة تأديبية وتوبيخية وتذكيرية بقيمة “الجزائر القارة” فاقدة القيمة والهيبة والمواقف الدولية إذ نظامها مجرد “ظاهرة صوتية” فاشل منافق كذاب أفاك، يتاجر بالقضايا العادلة للتغطية على مناوراته ومؤامراته لزعزعة استقرار بلدان الجوار ، وخدمة لمصالح الجنرالات الفاسدين الناهبين لأموال الشعب الجزائري ولأجندات ملالي شيعة إيران، سبب خراب سوريا والعراق ولبنان واليمن وغزة…في أفق زعزعة شمال أفريقيا، لضرب الدول العربية أهل السنة…
وبسخرية الممثل المصري عادل إمام، وصف الرئيس المصري في الندوة الصحفية التي عقدها رفقة الرئيس الجزائري عقب انتهاء لقائهما، الجزائر ببلد “المليون شهيد” عطفا على ما سبق أن قاله الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر الاشتراكي العروبي، مجاملة لأول رئيس جزائري الراحل المغربي أحمد بنبلة ضحية غدر وانقلاب المقبور بوخروبة الملقب بالهواري بومدين، في سياق مناصرة البلدان العربية الجمهوريات الاشتراكية ضد البلدان الملكية….
رقم تلقفه الرئيس “بنبلة” الذي لم يحسب عدد شهدائه ولم يكن يعرف أحدا منهم ولا المقبور بوخروبة و”رباعتو” ، ولما وصل إلى الجزائر بالغ في الرقم الذي تحول إلى “مليون ونصف مليون شهيد” ثم بعد إضافة كيلغرامات من الخميرة أوصله “تبون” إلى 5 ملايين و630 ألف شهيد دون احتساب الشهداء “بلارج المجاهد” والصخرة المجاهدة” و”البغل المجاهد” و”الحمار المجاهد” و”الشجرة المجاهدة” و”الحفرة المجاهدة” و”قبر الولي المجاهد” بل كل المجاهدين، بعد أن وصل الرقم في يومنا هذا إلى 13 مليون شهيد، في أفق بلوغه رقما خياليا بمئات الملايين متجاوزا ضحايا الحربين العالميين الأولى والثانية قد يسجل في كتاب غينيس للأرقام القياسية.
وفي هذا الصدد وللتذكير، رغم تضخيم الأرقام وإضافة أعداد من الحركى والخونة وأفراد أسرهم والأشجار والأحجار والحفر وأصناف الحيوانات…، لم تتمكن وزارة المجاهدين الجزائرية من تجاوز رقم 430ألف شهيد وهو رقم قياسي وأكثر من نصف هذا العدد مسجل باسم مجاهد مجهول ولا أحد يعرف إلى أين تذهب تعويضاتهم ولا أجورهم ولا معاشاتهم ولا ولا ولا…
من جهة إخرى، سبق أن صرح المجاهد الجزائري لخضر بوركعة أحد قياديي الثورة الجزائرية أنه من سابع المستحيلات أن يتجاوز عدد الشهداء 35 ألف شهيد بحيث كان في الجزائر إبان الثورة 7 (سبع) قواعد عسكرية ينطلق منها المجاهدون ولم يكن يتجاوز عدد المجاهدين في كل قاعدة 5 أو 6 آلاف مجاهد، أما إحصائيات السلطات الاستعمارية الفرنسية الرسمية، حصرت العدد في أقل من 300 ألف قتيل بمن فيهم الجنود الحركى والفرنسيين والجزائريين ضحايا الجانبين فيما عدد المجاهدين لم يكن يتجاوز ال40 ألف…
كما وجه الرئيس السيسي صاروخا ملتهبا للرئيس الجزائري الذي سبق له أن صرح في إحدى خطاباته الهزلية “آه، لو فتح المصريون الحدود إلى غزة، فالجيش الجمهوري الوطني الديمقراطي الشعبي الجزائري جاهز للتدخل….لبناء 3 مستشفيات في 20 يوما”، وجه السيسي لتبون، صاروخا “أرض أرض ” بعد تصريحات سابقة بأن الحدود نحو غزة مفتوحة مرحبا بكل من يرغب في الدخول إليها، وهو تحدي للنظام العسكرى الجزائري الظاهرة الصوتية الجزائرية بامتياز المتاجر بالقضية الفلسطينة دون أن يقدم دينارا واحدا للمساعدة…
وصرح الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أمس الأحد 27 أكتوبر ، أن بلاده طرحت مبادرة من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة لمدة يومين، يتم خلالها تبادل إطلاق سراح 4 من الرهائن الإسرائيليين في القطاع مقابل عدد من السجناء الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وأشار الرئيس المصري، خلال المؤتمر الصحفي مع الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون، في القاهرة، إلى أن مصر قدمت مبادرة “في الأيام القليلة الماضية” بهدف “تحريك الموقف وإيقاف إطلاق النار”.
وأوضح السيسي، قائلا: “طرحنا مبادرة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة لمدة يومين لتبادل 4 رهائن مع بعض الأسرى، ثم خلال 10 أيام يتم التفاوض لتحويل الهدنة لدائمة”.
وقال السيسي إن غزة تعرضت لـ”التدمير الشديد”، مؤكدًا رفض مصر “أي محاولة لتهجير الفلسطينيين” من القطاع”.
وبهذا يكون السيسي قد قصف الرئيس الجزائري ( الذي توسل هذه الزيارة الودية لمصر فرارا من زيارة الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون للمغرب)، قصفا قويا مذلا ومهينا، وأدبه وعلمه ورباه وذكره بهرطقاته وأسكته سكتة المصدوم إلى حد فقد “تبون” البوصلة والتوى لسانه وغرق في التمتمة والتهتهة وشرع في كلام، كعادته ، لا منطق له ولا معنى له وانصرف يجر أذيال الخيبة ، مذلولا مذموما مدحورا مقهورا..، وهكذا في مصر المحروسة ” رَيَّشُوهُ وعَشُّوهُ ومَشُّوهُ ” على حد قول أشقائنا المصريين، أي تم ترييشه مثل ترييش الدجاج، وأعطوه وجبة عشاء، وأخرجوه يمشي للعودة من حيث أتى، خاوي الوفاض….