ي الذكرى 69 لعودة المغفور له السلطان محمد الخامس طيب الله ثراه من المنفى إلى الوطن،انبعاث أمة وتحرير وطن….
عبد العزيز ملوك
بكل فخر واعتزاز،يخلد الشعب المغربي الذكرى 69 لعودة جلالة الملك محمد الخامس من المنفى إلى الوطن.
ففي مثل هذا اليوم من سنة 1955، عاد المغفور له الراحل محمد الخامس،طيب الله ثراه، من منفى قسري دام ازيد من 28 شهراً بجزيرة مدغشقر إلى أرض الوطن منتصراً مظفراً متوجاً بأكاليل العز والمجد والسؤدد،حيث شكلت عودة جلالته عيداً وطنياً ليس كالأعياد، لأنه انبعاث أمةٍ، وتحرير وطنٍ، واستقلال دولةٍ، وانتصار ملكٍ أخلص لشعبه، ووفى للأمانة، وصمد أقوى ما يكون الصمود المقاوم، في وجه غطرسة الاستعمار، وجبروت الاحتلال، وطغيان سلطات حمايةلفرنسية أذاقت الشعب المغربي كل أصناف الظلم والقهر، ومارست أعتى أساليب الحصار والتضييق والرقابة، على سلطان رفض الانصياع للضغوط الاستعمارية والتوقيع على مراسيم تسلب منه عرش اسلافه الميامين وتجعله خانعا طائعاً راضياً بالأمر الواقع، ومستسلماً لسياسة إقامة عامة تمثل دولة قائمة على الاحتلال تحت غطاء الحماية، واستناداً إلى معاهدة، فرضت على المملكة، ووقع عليها السلطان مولاي عبد الحفيظ تحت التهديد والضغط والمكر الخبيث.
ونحن نحتفل يوم الذكرى لابد أن نستحضر كيف خلفت عودة جلالته من منفاه ،يوم 16 نونبر 1955 فرحة عارمة لدى كل اطياف الشعب المغربي،الذي اعتبر عودة السلطان أب الأمة وأسرته من المنفى حدثا تاريخيا، وخطوة أولى في مسلسل استقلال البلاد، الذي تحقق في العام الموالي، في مارس 1956،إثر إلغاء معاهدة الحماية.
وفي الثامن عشر من نونبر من نفس السنة، أعلن المغفور له السلطان محمد الخامس، وبجانبه رفيقه في الكفاح المغفور له الحسن الثاني برد الله مضجعه انتهاء فترة الاحتلال وبزوغ عهد الحرية والاستقلال.
كتب التاريخ تذكر أن السلطان محمد الخامس الذي كرس كل حياته لتحرير بلاده من الحماية التي خضعت لها، بمقتضى معاهدة فاس سنة 30 مارس 1912،وعدم وداع والدته التي توفيت وهو في المنفى دون ان يتمكن من تشييعها وحضور جنازتها وهي التي كانت تجمعه بها علاقة متينة جدا، زاد من حدة المنفى لدى الأسرة الملكية كاملة والشعب المغربي قرطبة.
جلالة المغفور له محمد الخامس القى خطابا تاريخيا عبر فيه عن فرحته بالعودة إلى أرض الوطن، بعد قضاء أزيد من عامين في المنفى،مؤكدا جلالته وأكد أنه لا الأيام ولا بعد المسافات استطاعت أن تنال من اتحاد روحي جمع الشعب المغربي الأبي بملك عظيم تحمل ما تحمل في منفاه من الآلام والحنين إلى الوطن.
لقد عاش رحمه حياة حافلة بالكفاح، وواجه من خلالها مختلف المصاعب والعراقيل بمواقفه الوطنية فقدّم تضحيات كبيرة، وتحمّل أعباء المعارضة المستمرة للمشاريع الاستعمارية، فكان مخلصا لقضايا وطنه ووفيّا لشعبه الذي تلاحم معه في معركة تحرير المغرب الأقصى من ربقة الاستعمار ، وهو الأمر الذي أدى بالسلطات الفرنسية للبحث عن كيفية للتخلص منه، حيث قامت بمؤامرة ضدّه، فكان نفه وإبعاده وعائلته .
نفي كان له وقع كبير في نفوس الشعب المغربي برمته واختلاف مشاربه، فربط هؤلاء كفاحهم الوطني (الاستقلال) برجوع الملك، فكانت عودته ميمونة بإذن الله تعالى وعونه.
عيشي_يا_بلادي_الغالية_يا_حبي_لكبير.