“كوفيون” مقاومون، و”كيpيون” عملاء..!!
المختار أعويدي
قام بعض التافهين من حثالة المتصهينين الجدد، بنحت لفظ تافه بليد، بنِيةٍ وضيعة حقيرة، لفظ مشتق من الكوفية الفلسطينية ذات الحمولة التاريخية الكبيرة، الشال الفلسطيني الجميل الرائع المرقط والمخطط باللونين الأبيض والأسود، رمز الهوية والإنتماء الفلسطيني الأصيل. الرمز الذي يختزل تاريخا كاملا لشعب تعرض لأكبر مظلمة ونكبة وتآمر دولي مفضوح في التاريخ. وهو اليوم يتعرض بالإضافة إلى التطهير العرقي والإبادة الهمجية الصهيونية، والتواطؤ الدولي الحقير، والخذلان والخيانة العربية والإسلامية الدنيئة. لتطاول بعض المرتزقة التافهين من عملاء الصهيونية الجدد، الذين طفوا بعد مسلسل التطبيع المذل إلى السطح على حين غرة، بينما كانوا قبل ذلك مندسين، يمارسون العمالة والتصهين في الخفاء كاللصوص.
للأسف فهؤلاء المرتزقة هم حفنة من بني جلدتنا، من الذين أصبحوا اليوم يجاهرون بتصهينهم الفاقع، ولا يتورعون في إشهار هرولتهم وانخراطهم الحقير في خدمة أجندات الصهيونية، بكل ما تستوجبه الحقارة والنذالة من وقاحة ودناءة وسفالة.
نحتوا لفظاً سخيفا مشتقا من الكوفية رمز مقاومة ونضال الشعب الفلسطيني، ومعه كل شرفاء وأحرار العالم. وذلك بنية الإساءة والإهانة، هو لفظ “الكوفيون”. نعتوا ووسموا به كل الشرفاء الأحرار المناصرين والمنتصرين للمقاومة والقضية الفلسطينية ومثيلتها اللبنانية، المناهضين والمعادين للصهيونية وجرائمها ووحشيتها. من يساريين وإسلاميين بتياراتهم ومذاهبهم المختلفة ومناضلين شرفاء أحرارا. متوهمين أن ذلك قد يمثل وصماً يقلل من قيمتهم، أو يفت من عضدهم، أو ينال من شرف التزامهم بنصرة قضايا الشعوب المستضعفة، وعلى رأسها الشعب الفلسطيني واللبناني. ومعتقدين أنهم باجترار وتكرار هذا الذي اعتبروه “وصماً” على مواقع التواصل الإجتماعي، قد يجعلونه مدعاة عار ومهانة لهؤلاء الشرفاء، ولكن هيهات هيهات..! فهذا اللفظ/النعت، المنحوت بمكر وحقارة معتبرينه وصماً شائنا، هو في الواقع يمثل وسام فخر ومدعاة شرف ورفعة. ولا عجب، فمنذ السابع من أكتوبر المجيد، تجاوزت الكوفية كل الحدود والسدود والصدود، كي تصبح رمزا عالميا للأحرار حيثما وجدوا. حتى قد أصبحت أعداد “الكوفيين” بفضل هذا الإنتشار لا حصر لها، حتى في معاقل قوى الغطرسة والتسلط المنيعة وعقر دارها. ولا عجب، فالكوفية كانت وستظل دائما مبعث انتماء لخندق المواجهة مع قوى الظلم والقهر والإحتلال. ومعها أصبح “الكوفيون” كل الكوفيين، وفي طليعتهم رجال وأبطال المقاومة الأبرار في ميادين الشرف، يمثلون فخر الأمة الأحرار الشرفاء، وحداً فاصلا بين شرف الإنتماء إلى خندق المقاومة المشروعة، ورفعة النضال النبيل، بمبادئه وأبعاده ومعانيه الإنسانية الرفيعة الراقية، من جهة. ومن جهة أخرى، مستنقع العمالة والمهانة والتصهين، وحضيض الخزي والخيانة والعار، بكل ما يحيل عليه من نذالة وحقارة وسفالة ووضاعة.
لعمري قد أصبحت الكوفية رمزا جامعا لجميع “الكوفيين” من أحرار العالم، يلفونها بفخر واعتزاز حول أعناقهم، أو يسدلونها بكل كبرياء على صدورهم، مجاهرين ومشهرين انتماءهم “الكوفي”، بما يعنيه من انتصابهم في وجه قوى الشر والظلم والعمالة، وتأكيد تخندقهم في صف المقاومة والنضال، الذي لا يزيدهم سوى فخرا وكبرياءا. هذا في الوقت الذي لا يجرؤ فيه المتصهينون الجدد منهم والقدامى أبدا، على وضع “الكيpا” Kippa على مؤخرة رؤوسهم البليدة، للتعبير عن تخندقهم في صف القتلة اللئام. لا لشي، سوى لأنها أي “الكيبا” عكس الكوفية، حولها الصهاينة بوحشيتهم وهمجيتهم ومجازرهم في حق الأبرياء، من رمز ديني عادي. إلى مدعاة خزي وعار وحقار، ومؤشر للتسلط وانتهاك انسانية الإنسان بأبشع الطرق وأحط الأساليب. حتى قد انتفت عنها أو كادت، رمزيتها الدينية، من فرط تلطيخها بدماء وجثث ضحايا الوحشية الصهيونية وجرائمها الهمجية، التي فاقت كل حدود التصور في حق شعب مدني أعزل.
إن مطابقة كوفية الأحرار برمزيتها التي تحيل على المقاومة والنضال وإرادة التحرر والإنعتاق، والكيpا Kippa في مدلولها المتصهين، الذي يحيل على القتل والمصادرة والإبادة. ومعهما المنتمين إلى خندقيهما، “الكوفيون” الشرفاء الأحرار، و”الكيpيون” المتصهينين داعمي القتلة، يرسم الحدود والسدود بين شهامة الإنتماء الإنساني الرفيع، في بعده الشمولي الواسع. ورذالة العبودية المتصهينة لجماعة كائنات همجية عديمة الإنسانية، أثبتت الوقائع التاريخية الموثقة وحشيتها، لا بل حتى انزياحها عن انتمائها الآدمي.
إنه في الوقت الذي يحمل فيه “الكوفيون” كل كوفيي العالم الأحرار الشرفاء، الكوفية الرمز، ويلفونها حول أعناقهم أو يسدلونها على صدورهم مرفوعي الهامات بكل فخر واعتزاز. لا لشيء، سوى لأنها مبعث شرف ونبل ومقاومة. لا يجرؤ متsهينو الإرتزاق من بني جلدتنا، حتى على حمل الكيpا Kippa في أيديهم، وأحرى أن يلبسوها ويضعوها فوق مؤخرة رؤوسهم البليدة. وذلك لفرط ما ترمز إليه من وحشية وتجبر وإبادة ودماء وأشلاء. حتى قد أصبحت أشبه تماما ما تكون، بما يحيل عليه الصليب المعقوف رمز النازية، من وحشية وإبادة. لا بل قد فاقت جرائمها الموثقة والمنقولة على الهواء مباشرة بالصوت والصورة، ما لفقه الإعلام والدعاية الصهيونية والغربية، للنازية بعد هزيمتها في الحرب العالمية الثانية من جرائم، أكثرها شفوي من وحي خيال وتحامل هذه الدعاية الصهيونية المسعورة وأعوانها.
وعليه، فشتان بين أن تكون “كوفيا” منتصب القامة مرفوع الهامة، مدافعا ومنافحا عن مبادئ الحق والعدالة والكرامة والحرية. وأن تكون كيpياً متصهينا مرتزقا، تخدم مشروع جماعة صهيونية وحشية، تعمل بالإضافة إلى القتل والبطش والإبادة، لتحقيق أطماعها التوسعية في كل بلدان الشرق الأوسط، على مشروع استعباد كل الآدمين، وجعلهم في خدمتها.
لعل من سافِر بلادة وسخرية حال هؤلاء “الوطنجية” الطارئين المتصهينين من بني جلدتنا الذين يدبون بين ظهرانينا، مزايدتهم بالوطنية الكاذبة الزائفة، وادعاء إنتصابهم الواهم للدفاع عن القضايا الوطنية وحدها دون سواها. لا بل ان بعضهم يضيف بعض توابل المزايدة بالأمازيغية أيضا. في محاولة يائسة بائسة منهم لإعطاء دروس في الوطنية الفارغة، لتبرير والتغطية على ارتمائهم في المستنقع الsهيوني القذر، والدعاية السافلة لمخططاته ومشروعه التوسعي القائم على الوحشية والإبادة.
يحاولون إعطاء دروس في الوطنية وفي ادعاء حب الوطن والدوذ عن قضاياه ومصالحه، وهم المنخرطين في دعم المشروع الصهيوني القائم على مصادرة واغتصاب وطن بكامله، وإبادة شعبه على رؤوس الأشهاد.. هذا علما أن الوطنية الفعلية الصادقة، لا تتناقض وتبني القضايا القومية والإنسانية العادلة، بل لا يمكن أن تكون وطنيا صادقا، ما لم تكن قادرا على التفاعل الإيجابي مع الشعوب المستضعفة والقضايا الإنسانية العادلة حيثما وجدت. ومناهضة الظلم والتسلط والإستعمار.
وعليه، فحب الوطن والإخلاص له، وكذا الإعتزاز بالإنتماء الأمازيغي، من جهة، والإرتماء في أحضان الصهيونية، من جهة أخرى، ضدان لا يلتقيان. ونقيضان لا يجتمعان في قلب وصدر واحد.. فإما أن تكون وطنيا مخلصا، وأمازيغيا حرا. أو تكون عميلا مُتصهيناً خادما للمشروع الصهيوني الهمجي.
فالوطنية الصادقة ليست فقط هي الولاء للوطن، بل هي بالإضافة إلى ذلك احترام حرية الأوطان، وحق الشعوب في العيش فوق ترابها وأراضيها، أيا كان لونها أو دينها أو انتماؤها. ونصرة القضايا العادلة والشعوب المستضعفة، ومناهضة الإحتلال والعدوان والجبروت والتسلط. فالأمر مسألة التزام مبدئي وقانوني وحقوقي واخلاقي، وليس تخندقا أعمى، تمليه نعرات الإسترزاق والعنصرية والإستعلاء والإنتقام.
كما وأن الإنتماء الأمازيغي الأصيل والصادق، يفرض حتما ووجوبا الإصطفاف إلى جانب الحق والعدل والحرية، ومناهضة الظلم والتسلط والعدوان. لا لشيء، سوى لأن الأمازيغي القح، هو إنسان حر بالفطرة والغريزة، وليس مطواعا لخدمة الأجندات الملوثة الفاسدة. ولم يحصل أن كانت الأمازيغية أبدا، ملاذا لكائنات عديمة القيم والمبادى الإنسانية الرفيعة، لم يحصل أن كانت مجندة لخدمة قضايا غير عادلة وأجندات قائمة على الظلم والإغتصاب والقهر. بالمختصر المفيد، أن تكون أمازيغيا يعني بدون فلسفة أو عناء فكري، أنك إنسان حر مناصر للحرية حيثما تعرضت للإغتصاب والمصادرة. معاد للظلم بكل صوره وتجلياته.
وعليه فالوطنية الحقة والإنتماء الأمازيغي الحر يتأسسان، بالإضافة إلى الولاء الصادق للوطن، على نصرة القضايا العادلة ودعم الشعوب المقهورة المظلومة. ولعمري أن الشعب الفلسطيني شعب اجتمعت واختصرت فيه كل تجليات الظلم والقهر والتنكيل والتواطؤ الدولي الظالم. ولذلك لا عجب، إن كانت الوطنية الحقة والأمازيغية الأصيلة تحيلان في هذه الظروف على التلاحم مع هذا الشعب وشقيقه اللبناني، ونصرتهم والتفاعل مع نضالاتهم ومقاومتهم للإحتلال والعدوان الصهيوني الهمجي الوحشي..!
ختاما أنصح حثالة “الوطنجية” من مثقفي الإسترزاق والتصهين، المُزايدين بكثير من الوطنية الكاذبة وغير قليل من الأمازيغية، الذين يدبون بين ظهرانينا اليوم، أن يستقوا دروس الوطنية والأمازيغية الصادقتين، وتجليات الرجولة والإباء الحقيقي من مواطنينا “الكوفيين” الأحرار الشرفاء في هولندا، وتحديدا في أمستردام، الذين لقنوا بلطجية الصهاينة الغاصبين، دروسا في احترام الرموز الفلسطينية، ولقنوهم كيف يتهجون شعار Free Palestine رغم أنوفهم.. لا لشيء، سوى لأن قلوبهم تنبض بالوطنية الحقة غير الملوثة، وبالأمازيغية الأصيلة الخالصة.
وعقبى لكم أن يأتي من يلقنكم كيف ترتدون عن تصهينكم وعمالتكم الحقيرة..