إذا كان وزير قد أعفي بسبب ملعب كرة القدم غمرته مياه المطر فلماذا لا يعفى المسؤول الأول عن اللعبة بعد الهزيمة المخزية للفريق الوطني؟ :
محمد شركي
إذا كان وزير قد أعفي بسبب ملعب كرة القدم غمرته مياه المطر فلماذا لا يعفى المسؤول الأول عن اللعبة بعد الهزيمة المخزية للفريق الوطني؟محمد شركي :إن خيبة الأمل التي عاشها المغاربة يوم أمس وهم يتابعون نزال فريقهم الوطني ضد فريق بنين لا ينفع معها اعتذار المسؤول الأول عن لعبة كرة القدم ، ولا اعتذار المدرب الذي يأخذ أجره كاملا غير منقوص من المال العام ، ولا اعتذار اللعبين المدللين بل لا بد من إنزال عقوبة بالمسؤول الأول جريا على عادة الأمم التي يستقيل فيها المسؤولون أو يقالون حين يفشل من تحت سلطتهم في مهامهم.ولا شك أن أقصر جدار كما يقال هو المدرب الأجنبي الذي تتوقف مهمته على عقدة من السهل فكها ، وإذا ما فكت أو فكها هو، فلن يضيره ذلك لأنه سيحصل على حصته من المال العام كاملة غير منقوصة ، وإن كان مسؤول عن إقصاء فريقنا إقصاء مخزيا أمام فريق جد متواضع ، علما بأن الخزي هو انهزام القوي أمام الضعيف .والمسؤول الأول عن كرة القدم في بلادنا يتحمل مسؤولية الخطأ القاتل الذي ارتكبه اللاعب المدلل الذي ضيع ضربة الجزاء في الوقت بدل الضائع ،وهو هدف التأهل وفي نفس الوقت كما أنه هدف تنكب الهزيمة المخزية . ومعلوم أن المسؤول الأول عن اللعبة الشعبية هو من فرض اللاعب المدلل على المدرب بعد شنآن بينهما، لأن هذا الأخير كان ينطلق من خبرة التدريب ،ولا يرى ذلك اللاعب مناسبا ضمن التشكيلة الوطنية بينما انطلق المسؤول من حساب طائفي ضيق لأن اللاعب المدلل ابن مدينته ، وعلى عادة المسؤولين الذين يستغلون مهامهم، فرض وجوده على المدرب ،فكان نذير شؤم ، وسبب خسارة .ومع أن المسؤول الأول عن اللعبة هو من يتحمل المسؤولية عن هزيمة فريقنا الوطني بسبب قلة خبرة اللاعب المدلل الذي أهدر فرصة ثمينة لا تعوض ، فإنه أزبد وأرغى حين ذكر له أحد الصحفيين اسم هذا اللاعب لأنه مس في صميم عصبيته القبلية ، وراح يراوغ قائلا : إن اللاعبين يشرفون باللعب في الفريق الوطني وليس العكس ، ولكنه لم ينتبه إلى أن الشرف الذي يعطيه الفريق الوطني للاعبين خط أحمر لا يمكن أن يدوس عليه أحد بقدمه .وإذا كان وزير سابق قد أعفي من منصبه حين غمرت مياه المطر ملعبا لكرة القدم وحمّل مسؤولية عدم القيام بواجبه على الوجه المطلوب، فلا بد أن يكون مصير المسؤول الأول عن كرة القدم في بلادنا الإعفاء كذلك ليكون عبرة لمن سيأتي بعده كما كان الوزير المقال عبرة قبله ، ولا مجال للتساهل في المس بمشاعر المواطنين الذين انكسرت نفوسهم يوم أمس انكسارا كبيرا لا يجبر إلا بإعفاء من كان سببا في ذلك .أما إذا مرت الأمور وكأن شيئا لم يحدث، فعلى المغاربة أن يكبروا على لعبة كرة القدم أربعا ، وأن يزهدوا فيها وقد عانوا كثيرا بسبب خيبة الأمل المتكررة في كل دورة كروية دولية أو قارية .