حصاد جماعة بني كيل الحصيلة والانجازات لأربعة سنوات ونيف
مصطفى بلحلومي
تأتي هذه المقالة متابعة للحلقات السابقة من مقالاتنا . التي حاولت عبر تلك الحلقات المتسلسلة ابراز و تقديم قراءة لواقع جماعة بني كيل، طفت من خلالها على الوضع المزري لهذه الجماعة، وكيف فشلت المكاتب المسيرة المتعاقب عليها في تنميتها و انتشالها من براثن الفقر و البطالة و التهميش.
قد يتعجب البعض انني عاكف منذ مدة على الوضعية التنموية بجماعة بني كيل ،و نقد أداء مسيري شأنها المحلي، وأكد هنا أنه ليس بيني وبين هؤلاء أي خصومة , بل العكس بيني وبينهم مودة وصداقة. و لكن حتى يفهم الجميع حقيقة ما يحدث ،فانا لست ضد مسيريها أو أعضاء مكتبها، لكنني بمقالاتي هذه احتج ضد كل من يقوم بتسيير شأن هذه الجماعة و لا يقوم بشيء يذكر، و هذا من واجبي كمواطن ينقل ما يقع في بلدته.
فلعل المتتبع لنشاط ودورات الجماعة،منذ انطلاق الولاية الحالية الى حد الان، يلاحظ انعدام أي برنامج عمل تراعى فيه الحاجيات الضرورية لساكنة الجماعة، أو تشخيص الوضعية مع كل الفرقاء و الشركاء بكيفية دقيقة، أو الانكباب على الملفات العالقة، و بالتالي ادراجها بالدورات لتدارسها والمصادقة عليها. و يمكن الجزم هنا بأن جل المهتمين بالشأن المحلي لهذه الجماعة يجمعون وصف حصيلة المجلس الحالي خلال الاربع سنوات بالسلبية على مستوى مختلف الاصعدة واتسامها بالجمود وغياب الإرادة الحقيقية للعمل وهو الشيء الذي انعكس سلبا على الوضع التنموي بالجماعة.
أجل لم يتمكن العديد من المجالس المسيرة لجماعة بني كيل الذين تعاقبوا عليها طيلة عقدين ونيف من الزمن من نفض غبار التخلف فهي لا تزال تعيش لحظة بلحظة واقعا مرا ومزريا ومعاناة لا تنتهي. و تتجلى هذه الأوضاع المزرية من خلال مظاهر الفقر والحرمان والبؤس الذي أصاب المنطقة منذ أزل جراء الأوضاع بالإضافة إلى الركود الاقتصادي. كما أن الجفاف الذي يضرب المنطقة انعكس سلبا على قطعانها كونها أهم مورد رزق للساكنة .
توحي مجرد قراء للمتفحص المتمعن لمحاضر دورات جماعتنا هده سواء تلك المتعلقة بالبرمجة او بالحساب الاداري (المداخيل و المصاريف) أو الفائض المالي الي يوظف عادة في المشاريع التنموية ،كل هذا يؤكد على مدى الفشل وسوء التسيير والتخبط و العشوائية للمكتب المسير سواء في كيفية برمجة لمشاريع التنموية أ وخلق موارد اخرى للمداخيل ( سوق أسبوعي).
فجماعتنا هده تعيش اليوم قمة عطائها في مجال الفوضى وسوء ا لتدبير، و هذا ما سوف نلاحظه من خلال هذه الاطلالة:
- ترسم ساكنة الجماعة أكثر من علامة استفهام اتجاه رئيس الجماعة التي لم يكلف نفسه عناء التنقل إلى هذا الدوار أو ذاك للاطلاع على الوضعية المزرية المعاشة، رغم توفر الجماعة على سيارتين رباعتي الدفع جديدتين الاولى تم ادخالها في خدمة الرئيس في مطلع 2016 والثانية تم اقتناءها في اواخر سنة 2019 لتوضع في خدمة الرئيس كذلك.
- لم يجد الساكنة تفسيرا مقنعا لإقصائهم من برنامج التنمية المستدامة سواء في مجال برنامج تقليص الفوارق الاجتماعية والمجالية أو التشغيل الذاتي الذي استفادت منه الجماعة بحوالي( 250 مليون سنتيم) والذي يهدف بالدرجة الأولى الى تنمية قاطنيها وفرملة هجرتهم نحو المدن ،
- ويرتسم هذا التساؤل كذلك في ظل افتقار الساكنة لأبسط ضروريات ومؤشرات الخدمات العمومية سواء في شقها المتعلق بانعدام شبكة الطرقات ومقاطعها التي لا زالت في مجملها عبارة عن مسالك ترابية من الصعب استعمالها أثناء تساقط الأمطار بفعل بروز التوحلات والبرك المائية على طول الخط والتي يتعذر حتى على الدواب اجتيازها، الشيء الذي جعل العديد من سكان المداشر ، يعيشون عزلة فرضتها عليهم انعدام المسالك الطرقية( منطقة العطشان ) على سبيل المثال لا الحصر،لتبقى هذه المنطقة من أكثر المناطق عزلة وحرمانا. حيث لا زال سكانها يعيشون مظاهر الحياة البدائية. بينما يتم تبذير ميزانية الجماعة في مسائل ثانوية كاقتناء السيارات مثلا.
-انعدام الخدمات الصحية الضرورية حيث لا تتوفر الدواوير على قاعة علاج مما تضطر معه الساكنة إلى التنقل نحو المستشفى ببوعرفة من أجل العلاج في ظروف جد صعبة.
- الإقصاء الكلي من كل برامج التنمية القروية من الاستفادة من السكن الاجتماعي (مجمعات ريفية ) الذي أقرته الدولة في إطار سياسة تثبيت سكان البادية في مواقعهم الأصلية للحد من الهجرة و النزوح إلى المدن بحثا عن سبل العيش الكريم .
-النقل المدرسي : على الرغم من أن حافلات النقل المدرسي مخصصة لتمدرس الاطفال من المناطق البعيدة و على الرغم من توفر الجماعة عل عدة حافلات خصصت لهذا الشأن، ليبقى النقل المدرسي حلما مؤجلا يراود تلاميذ مدارس ( الجبوب – عريض – ومعذر الكبش ) التواقين الى ركوب حافلة تعفيهم من السير على الأقدام والتعرض لتقلبات الاجواء و الاستعانة بالحمير لبلوغ مدرستهم، ، الأمر الذي جعل الكثير من التلاميذ يتوقفون عن الدراسة نهائيا والمحظوظون منهم من يمتهنون السرح (الرعي) .
السدود المائية ( باراج): واقع مؤسف، فالبرغم من أن احتضان الجماعة لمنشأتين لتخزين المياه ( حمو ورزاك والشابر) لتوفير الماء للماشية على طول السنة وخاصة أيام الجفاف، هذان السدين اللذين استنزفا الملايير من الخزينة، تعرضت للعطب وملئت بالأوحال ولم تعد تتسع للمياه كمخزون ولم تتعرض ولو مرة واحدة للتهيئة و الترميم فقد التهمتها الة اهمال الجماعة وأسقطتها من اهتمامها تماما.