الجزائر : المفارقة الغريبة لقرارات الرئيس بين ترشيد الانفاق والدعم المادي لكيان ” البوليساريو ” الوهمي…
هشام ابو الشتاء
في خطوة مفاجئة حث الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، حكومته على ترشيد الإنفاق، لمحاولة التكيف مع التراجع في إيرادات الطاقة، وقالت الرئاسة، في بيان عقب اجتماع لمجلس الوزراء يوم امس الأحد، إن تبون دعا إلى “ضرورة ترشيد نفقات الدولة”. معلنا بدلك عن وجود ازمة مالية واقتصادية في البلد ، بعدما تأكد تراجع إيرادات الجزائر من تصدير النفط والغاز بشكل حاد بسبب انخفاض الإنتاج وهبوط في أسعار الخام العالمية منذ منتصف 2014، هدا وصادقت الحكومة الجزائرية رسميا على خفض الإنفاق العام بنسبة 9.2 بالمئة هذا العام، بينما تسعى لتفادي القلاقل الاجتماعية، بعد احتجاجات طالبت بالإصلاح على مدار عام كامل.
حين يصرح رئيس – غير شرعي – بترشيد النفقات ، تحار العقول إن هي أرادت أن تعرف أي مسار تاريخي أعوج يمكن ان نصنف فيه المفارقة الغريبة لهدا التصريح، و هو الدي خصص بالأمس القريب طائرة خاصة لنقل إبراهيم غالي، زعيم “البوليساريو”، إلى القمة الإفريقية في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، ناهيك عن تجديد دعمه اللامشروط المعنوي والمادي لشردمة البوليساريو ، وتبين هدا من خلال تصريحه المستفز مباشرة بعد تعيينه و بالضبط ، عند تشكيل الحكومة الجزائرية الجديدة، و كدا عندما استغل كلمته في القمة الإفريقية بأديس أبابا- دون ان يحترم المغرب كدولة جارة وشقيقة – لتأكيد موقف بلاده الثابت ، الداعم لجبهة البوليساريو الانفصالية…. بل اظهر مواقفه العدائية تجاه المملكة المغربية، بحضور رئيس الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني ، عندما اعتبر ان نزاع الصحراء المغربية مسألة “تصفية استعمار في القارة الإفريقية”.
و ما يطرح اكثر من علامة استفهام ، هو ان الرئيس لم يبال بالمرة بما يقع في بلده، فمنذ العام الماضي، تواجه الجزائر مظاهرات أسبوعية صاخبة للمطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية ومحاكمة المتورطين في الفساد ، و يظهر أن حمولة بيت الشاعر المتنبي عندما قال ” يا امة ضحكت من جهلها الامم “، أثقل من حمولة الرئيس ” تبون”، لقد أسف الشاعر لجهل أمته، هذا الجهل الذي وصل مستوى ضحكت منه الأمم، الا ان الرئيس في هده الحالة – للأسف – لا يهمه الإنصات الى مطالب شعبه ، و لا تهمه غدق اموال طائلة تأخذ من ميزانية الدولة لصالح كيان وهمي تخلت عنه مجموعة من الدول ، بعدما تأكد بالملموس انها عصابة مخدرات لم تعد تعرف الى اين تتجه، امام زحف احتجاجات ما تبقى من ساكنة المخيمات و الدين فطنوا للعبة جماعة ابراهيم غالي الارهابية…
و من خلال خرجات الرئيس البئيسة، يكفي الاستشهاد بالتصريح الغير المسبوق لاحد الشرفاء الجزائريين ، الامر يتعلق بعمار سعداني، الأمين العام السابق لحزب جبهة التحرير الحاكم بالجزائر الدي قال بالحرف : “الصحراء مغربية وليست شيئا آخر، واقتطعت من المغرب في مؤتمر برلين”، مشيرا إلى أن “الجزائر التي تدفع أموالا كثيرة للمنظمة التي تُسمى البوليساريو منذ أكثر من 50 سنة، دفعت ثمنًا غاليًا جدًا، دون أن تقوم المنظمة بشيء أو تخرجُ من عنق الزجاجة”.