فيروس كورونا : لماذا نميل الى نظرية المؤامرة ؟
بقلم لحسن بنمريت ـ هولـنـدا
لآ شك أن فيروس كورونا أصبح من الأوبئة الفتاكة التي روعت جل دول العالم وادخلت اقتصادياتها في ركود تام وعجزت الكثيرمن الحكومات عن التعامل مع هذا الوباء بكل هدوء ورزانة بسبب سرعة انتقاله وانتشاره في انحاء المعمور.بطبيعة الحال أغلب الدول أخذت تدابيراحترازية واحيانا صارمة كما هو الشان بالنسبة لفرنسا واسبانيا والمغرب وغبرهم من الدول في انتظارما ستأني به الأيام والأسابيع المقبلة من مفاجآت. ويبقى المواطن في حيرة من أمره رغم أن جل الشعوب أصبحت ملتزمة بالتدابيروالتعليمات التي اصدرها المسؤولون في كل بلد ولكن يبقى الضغط النفسي كبيرا جدا ، بسبب الخوف والتوتروالهلع وخصوصا بسبب الشائعات التي تجد لها مكانا وسط شعوب الدول الفقيرة والبلدان السائرة في طريق النمو في انتظار المجهول.وتبقى مسؤولية المواطنين نساء ورجالا شيوخا وشبابا في الدرجة الأولى للحد من انتشارهذا الوباء بداية بتطبيق التعليمات التي تفرضها الحكومات سواء تعلق الأمربالنظافة المستمرة كغسل اليدين بطريقة مسترسلة والتخلي عن بعض العادات مثل المصافحة باليد والعناق أو تجنب التجمعات والبقاء في المنازل وأخذ المسافة الكافية عند التحدث مع شخص آخر
أما بالنسبة لوباء كورونا وانتشاره بهذه السرعة المذهلة فيمكننا أن نشيرالى 3 نظريات على الأقل :
النظرية الأولى : انتقال العدوى من الحيوان الى الانسان وهذه النظرية يروج لها الغرب كثيرا ويركز فيها على الشعب الصيني وعلى عاداته في الأكل وعلى تناوله لبعض الحيوانات. مع الأسف هذه النظرية تلقى قابلية لدى الشعوب ألأوروبية لسبب بسيط هو كون هذه الشعوب تثق في اعلامها ومسؤوليها بنسبة مئوية عالية لأن دولهم توفـرلهم العيش الكريم والرعاية الصحية اضافة الى هذا، تبقى نظرية المؤامرة غيرمطروحة في أذهانهم وعقولهم لأنهم لم يهاجموا ولم يشردوا ولم يحاصروا كما يقع للمسلمين . .
النظرية الثانية تقول ان الصين التي فرضت نفسها عالميا في جميع الميادين وأصبحت تنافس أمريكا في احتلآل المرتبة الأولى اقتصاديا وتجاريا وزاحمت الغرب والولايات الأمريكية في تصديرسلعها الى قارات كانت دائما تحت سيطرة أمريكا. يقول بعد المتتبعين أن الصين دخلت هي الأخرى في تجارب بيولوجية مع معهد باسنوربفرنسا وربما أخفقت ونتج عن ذلك انفلات في الجراثيم وهذه النظرية تبقى في نظرنا ضعيفة وغيرمستقيمة اللهم الا اذا ثبت العكس وظهرت مفاجآت أو تسريبات مستقبلا .
النظرية الثالثة والتي نرجحها وذلك بناء على سلوك أمريكا وزعماءها تجاه المسلمين من جهة، وتجاه كل الدول التي تزاحمها في عالم المال من جهة ثانية .ولنبدا بطرح السؤال التالي : هل لامريكا حس ومسؤولية أخلاقية لما يقع وينتج من أضرارللشعوب ؟ ألجواب بطبيعة الحال هوالنفي من خلال وقائع و حقائق على الأرض و ليس مجرد تكهنات أونوايا سيئة . نسوق في هذا الباب عن سؤال لأحد الصحفيين للوزيرالأمريكي السابق كيسنجرعن المبادى التي ترتكزعليها أمريكا في التعامل مع دول العالم. فاجاب ببرودة وبقناعة كبيرة : ان مبدأ أمريكا هومصالحها أولا ومصالح حلفاءها ثانيا وانتهى الكلام .مسالة أخرى تتعلق بالهجوم على العراق وقتل 8 ملايين من الأبرياء و تخييرالعلماء بين الخدمة لاسرائيل ـ حيث كان الموساد يصول ويجول في منطقة الأكراد ـ وبين الاعدام بكل وحشية ولاندخل هنا في لغة الأرقام لأنها موجودة في الكتب والمقالات والأبحاث. وكل هذا طبعا من أجل النفط والمالوليس نشر الديموقراطية المزعزمة . اذا، اذا كان الرئيس الحالي قمارا بارعا ونصابا كبيرا لا يهمه في هذه الحياة سوى جمع المال وتكديسه في الخزينة الأمريكية .السؤال الوجيه هو:هل سيسمح ترامب لدولة مثل الصين أن تزاحمه في ذلك وتسعى الى تغييرالمعاملات التجارية من الدولارالى عملة أخرى؟ أمريكا لم تتجرأ أن تخوض حربا تقليدية مباشرة مع الصين نظرا لقوة واستعداد هذه الأخيرة .كما جربت معها الحصارالتجاري والاقتصادي ولم يعط أكله. فكان عليها أن تجرب شيئا آخرلتقضي عليها وتقضي على اقتصادها وهذا الشيء الممكن هوالحرب البيولوجية أوالجرثومية التي تصل الى هدفها في سرعة قياسية وبخسائر قليلة بالنسبة للمعتدي طبعا .
ربما يقول قائل أن هذه النظرية مستبعدة لكون أمريكا تضررت هي الأخرى من فيروس كورونا وأصابها الوباء كذلك وتوفي مواطنون من جراءه .نعم هذا صحيح ، ولكن الرئيس الذي لايهمه الا المال ويديـرقاعات كبرى للقمارويهدد دول الخليج وعلى راسها السعودية بتقاسم مالها وخيراتها معه بكل وقاحة وجبروت ومباشرة على شاشات التلفزيون العالمية، هل يهمه كم من انسان سيهلك على هذه الأرض ؟.اضافة الى هذا ، فالمنطق الذي يفكر به جل الساسة الأمريكيين وعلى رأسهم ترامب هومنطق الربح والخسارة .أي ,أن يخسراليوم ليربح في المستقبل .الأمرالثاني كيف يتجرأ ترا مب للاتصال بمختبرألماني ويساوم مديـره لاحتكاراي تلقيح ناجع يكون تحت تصرفه ويعطيه لمن يشاء ويمنعه عمن يشاء .الضميرالانساني والأخلاقي منعدمان والمسؤولية التي من المفروض أن يتحلى به رئيس دولة عظمى غيرمتوفرة.الحصارالظالم والمستمرعلى الشعب الفلسطيني والسوري والايراني وشعوب أخرى ومنع الدواء عليهم في هذه الظروف أكبردليل على ما نقول دون أن ننسى ، شنق زعيم عربي مسلم يوم عيد الأضحى وامام انظارالعالم دون رحمة أو شفقة .أخيرا وكما قال أحد المحللين الألمان ” أن كل الحروب التي وقعت في القرنين الأخيرين كانت من طرف المسيحيين ضد المسلمين ولم يحدث العكس تماما ” ومن هنا نفهم مصيركل من يرفض أن يخرج على طاعة أمريكا واسرائيل رغم أن الأحراروالشرفاء لا زالوا يقاومون وينتفضون في وجه الغطرسة والجبروت والتجارة في أرواح البشر