ترى ماذا لو كان المفكرون والفلاسفة يحكمون عالمنا كيف سيكون ؟
نشر المفكر والسوسيولوجي الفرنسي إدغار موران في خضم الانتخابات الرئاسية لسنة 2007 مقالا مهما في جريدة لوموند ( 22 أبريل 2007 ) بعنوان ” لوكنت مرشحا” يقدم من خلاله برناجه مبرزا أهم القضايا التي تشغل باله كمفكر وعالم اجتماع ومدير البحث في المركز الوطني للبحث والعلوم ورئيس الوكالة الاوروبية للثقافة (آنذاك). وبما أن السياسيين وصناع القرار في فرنسا ينتبهون جيدا لخرجات من هذا النوع (ولا يأخذون بها لأسباب معروفة ) ، فإن خرجة إدغار موران وضعت يدها على الجرح وبينت مكامن العطب في الجمهورية الفرنسي بل في أوروبا وحوض البحر الابيض المتوسط . قال موران في بداية خطابه ” علينا أن ندرك أننا نعيش في إطار مجموعة ذات مصير كوني تجاه التهديدات الاجمالية المتولدة عن تكاثر وانتشار الاسلحة النووية وانفجار الصراعات الاثنية ـ الدينية وانهيار المحيط البيئي والمسار غير المتجانس لاقتصاد عالمي غير مراقب والسيطرة الوحشية التي يفرضها المال وكذا تزاوج تلك الوحشية الواردة في أعماق التاريخ مع الوحشية الباردة للحساب التقني الاقتصادي .إن النظام الكوني محكوم عليه إما بالموت، أو بالتحول إلى درجة أن عهدنا المخصص للتغيير أضحى تغييرا للعهد …” وبعد أن بسط برنامجه مركزا على الأولويات : اللامساواة المتعددة ، اللاتوازن المتصاعد الرأسمال والشغل ، إعادة الحياة إلى الأخوة مكافحة الانهيارات المتعددة للبيئة والتغذية والماء والصحة ، الاقتصاد ، التعليم …وفي كل نقطة من هذه الأولويات يربطها بأوروبا والعالم …
طبعا كل ذلك يدخل في إطار لو كنت مرشحا …وهو السؤال الذي طرحته جريدة لوموند وأجاب إدغار موران عنه بدقة …