ذاكرة مدينة وجدة المعرفية: محمد محيي الدين المشرفي (1914-2003) الحلقة 30
بدر المقري
هي بالتأكيد غربة أكثر من مضاعفة، تلك التي يشعر بها، من تجرأ على تأمل ما آل إليه تراث من كانوا إلى عهد قريب، مربي الأجيال في مغرب ما بعد الاستقلال. وتبلغ الغربة منتهاها عندما يصبح أولئك الأفذاذ، نكرة في الميادين التي كانت لهم فيها صولات وجولات. ولعل ذلك ينطبق على مربي الأجيال، الأستاذ محمد محيي الدين المشرفي رحمه الله، في حقلي التعليم والشؤون الإسلامية.
ولد مربي الأجيال، الأستاذ محمد محيي الدين المشرفي رحمه الله بمدينة وجدة، سنة 1914. وليس نافلة التذكير بأن أسرة المشرفي هاجرت من مدينة معسكر (في الغرب الجزائري) إلى مدينة وجدة في بداية القرن 19، حاملة معها مجدا علميا متوارثا. وتوفي رحمه الله بمدينة الرباط، سنة 2003.
وليس هناك أدنى شك في أن الأستاذ محمد محيي الدين المشرفي، خليق بأشكال شتى من التكريم، وإن كانت الكفة راجحة في زمن الرداءة هذا لرفع شأو أهل التفاهة وتبخيس أهل العلم. والأحق أن تكون المدينة التي ولد ونشأ وتعلم ودرس بها، حمالة لواء تكريمه رحمه الله رحمة واسعة.
وقد اخترت من باب الاقتضاب ما يأتي من محطات رئيسة في مساره المهني والفكري:
1- كتاب: (إفريقيا الشمالية في العصر القديم)، الذي أنهى تأليفه في مدينة وجدة، يوم 28 ماي 1949.
2- كتاب: (القراءة العربية)، سنة 1951.
3- كتاب: (دروس الحساب)، سنة 1956.
4- كتاب: (الجغرافيا المصورة للمغرب الجديد)، سنة 1956.
5- إدارة مصلحة التعليم الابتدائي، في وزارة التربية الوطنية سنة 1956.
6- كتاب: (الجديد في تاريخ المغرب)، سنة 1958.
7- كتاب: (الجديد في المحادثة)، سنة 1960.
8- اعتمدته اليونسكو مستشارا تربويا، سنة 1966.
9- رئاسة جمعية تاريخ المغرب (1965-1972).
10- رئاسة معهد الدراسات والأبحاث للتعريب، سنة 1969.
11- تعيينه كاتبا عاما لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، إلى حدود سنة 1978.
12- كتاب: (نظرات في التربية والثقافة) في جزأين، سنة 1980.
ومما يجب التنبيه عليه، أن الأستاذ محمد محيي الدين المشرفي رحمه الله، قد بدأ في وضع لبنات كتابة جديدة لتاريخ مدينة وجدة، منذ أربعينيات القرن العشرين. فعسى أن تتضافر جهود الباحثين، من أجل تعميم الاستفادة منها.