تأملات في ظل الحجر الصحي
المختار شحلال
ضرورة الالتزام بالحجر الصحي…أمر مفروغ منه ولا يناقش إلا في حدود التفكير في إغناء الإجراءات التي تجعله شاملا وناجحا وفعالا #نبقاو_في_ديورنا
ضرورة الالتزام بارتداء الكمامة لا تناقش فهي تحميك وتحمي غيرك من الإصابة.
لكن الحجر الصحي يجب ألا يفهم على أنه حجر على وجهات النظر التي قد تختلف أحيانا عن طريقة تدبير الأزمة المعتمدة من طرف الدولة على مختلف الأصعدة الصحية والاقتصادية والأمنية والإعلامية……فهي في نهاية المطاف قرارات سياسية تحدد، بحسن نية، بناء على معطيات ثابتة وأخرى متغيرة على مدار الساعة وبالتالي قابلة للنقاش …
فمثلا ما الهدف من الحديث المتواصل ،عبر كل وسائل الإعلام الرسمية وكل المنابر التي أصبحت بمبرر الإجماع منابر رديفة ،عن عدد الإصابات بفيروس كورونا و عدد الوفيات وتوزيعها على التراب الوطني ،حتى أضحى موعد السادسة مساء شبيها بلحظة ترقب النطق بالحكم في جلسة محكمة غير عادلة…حديث بدون انقطاع عن أعداد الوفيات دون تفسير للأسباب المباشرة لها أو مقارنتها بنسب الوفيات في الظروف العادية أو عن فعالية التكفل الطبي وعن الإجراءات المصاحبة وعن نتائج اعتماد العلاج بالهيدرو كلو روكين وفعاليته…قصف إعلامي مستمر وكأن الهدف الوحيد هو الرفع من درجة القلق لدى الناس، الدين يعانون أصلا من ظروف الحجر الصحي وتداعياته النفسية والاقتصادية مما قد يؤدي إلى إضعاف إرادة الصمود لديهم.
ثم هل كل ما يقال في وسائل الإعلام الرسمية هي حقائق ثابتة يجب الأخذ بها عكس شبكات التواصل الاجتماعي (التي تنشر الأخبار الزائفة) والتي يجب وضعها تحت المجهر ومحاصرتها (طبعا مع ضرورة اعتماد الصرامة الواجبة في حالة نشر أخبار مضرة بالمجهود الوطني في مكافحة الجائحة) …أليست بعض أخبار قنواتنا الوطنية زائفة أحيانا، أليست هي التي نشرت وعلى لسان رئيس الحكومة أن الكمامات ليست ضرورية ولا حاجة لارتدائها من طرف العموم ليتبين لاحقا أن الأمر مجردfake news. فما هي الضمانة أن الأمر لا يتكرر يوميا من قبل العدد الكبير من الخبراء والفقهاء والاقتصاديين والمحللين الاستراتيجيين الدين يفهمون في كل شيء والدين لا يترددون في طرح فرضيات متسرعة ومتناقضة أحيانا، مع العلم أن “الطبيب” ليس عنوانًا كافيًا للحديث كخبير في كوفيد 19. وليس كل محلل اقتصادي أو سياسي بالضرورة مؤهلا للحديث بكل وثوقية عن الأزمة الصحية وتداعياتها الاقتصادية والمالية والاجتماعية.
ثم لمادا توارى رئيس الحكومة ووزراؤه عن الأنظار وأصبح إعلام تدبير الأزمة يتم عبر البلاغات وإذاعة المراسيم وفي أحسن الأحوال استضافة موظفين سامين عكس ما نراه في دول أخرى حيث لا يغيب المسؤولون السياسيون عن بلاتوهات المحطات الإذاعية والبرامج الحوارية…وما حاجتنا لناطق رسمي للحكومة إدا كان يكتفي بسرد أحداث جلسة الخميس…..
اللهم احفظ بلدنا من كل سوء