قبل رحيله، خداد المنسق السابق ل”بوليساريو” مع بعثة “مينورسو”، يعلن عن نهاية “جمهوريته الوهمية”
عبدالقادر كتــرة
تم تسريب تسجيل صوتي للراحل ”أمحمد خداد” عضو الأمانة لعصابة “بوليساريو” الانفصالية، المنسق الصحراوي مع بعثة “مينورسو” ومسؤول العلاقات الخارجية في “بوليساريو”، قبيل المؤتمر الأخير لعصابة “بوليساريو” يتحدث فيه بمرارة ويأس عما يدور داخل أروقة الأمم المتحدة، ويتنبأ بالنهاية الحتمية للعصابة وجمهوريتها الوهمية.
مباشرة بعد وفاة “ولد خداد”، انتشر تسجيل صوتي وصفته بعض المواقع الإلكترونية البوليسارية ب”تفجير اللغم” عندما أفرج عن التسجيل وجعله ينتقل بين الهواتف واجتاح المقطع الصوتي مواقع التواصل والحسابات الصحراوية وأصبح حديث الساعة.
التسجيل الذي كان موجها لعصابة “بوليساريو” قبيل مؤتمرها، “شرح فيه الوضع الحقيقي للقضية المفتعلة وكيف أنها تتنفس اصطناعيا، وأن مهمة العصابة والمؤتمرين تكاد تكون مستحيلة وهم مطالبون بوضع قواعد جديدة لإنعاش وإحياء القضية… “.
“امحمد خداد” تحدث في تسجيله عن العجز الذي أصبحت عليه عصابة “بوليساريو” بكل مكوناتها وإيمانها ومخططاتها… والذي أصبح لا يطاق، لأن المغرب ربح القضية… وأن كل موظفي البعثة الأممية إلى الصحراء أصبحوا يقبلون ختم جوازاتهم بالرمز السيادي المغربي، والنزاع منذ أشهر عديدة وهو بدون مبعوث شخصي، وأن الزمن يمضي ويكاد يكتمل نصف قرن من اللجوء (الاحتجاز)، وأن “الدولة الصحراوية” الوهمية دفنت ثلثي “شعبها” في أرض جزائرية…
ويضيف “خداد” بمرارة، “أن القوى العظمى التي تمتلك القلم وتصيغ التوصيات في مجلس الأمن لا تهتم ب”بوليساريو”، ولا يحركها ما تقوله “الجمهورية الوهمية” وبيانات قيادتها (التي يمليها عليها النظام العسكري الجزائري وجعل من نفسه الناطق الرسمي لهذه القضية المفتعلة والتي هو الطرف الوحيد فيها عدو الوحدة الترابية المغربية لا ثاني له)، وأن أمريكا وروسيا وحتى الصين لا يريدون أن يحصل أي تغيير في الخارطة السياسية للمغرب العربي، فيما فرنسا تعتبر الأمر محسوما لصالح المغرب لخبرتها التاريخية.
“بوليساريو” تمنى “لو قام مسرب التسجيل بمسح المقطع الصوتي، حسب الموقع الذي نشر التسجيل، وأن يكسر الهاتف ويحرقه ثم يدفن رماده حتى لا يبقى على أثره، لأن الرجل كان يتحدث بنبرة صوت غير التي عرف بها، كان منهارا وكأنه طبيب يخبر مريضه يائسا بعجزه عن وصف علاج يقيه المصير المحتوم، كان يتحدث بحزن شديد … قال الحقيقة كما يجب قبل أن يرحل، وهي المرة الأولى التي يقول فيها قيادي الحقيقة دون بهرجة كلام وبعيدا عن لغة الخشب…”
التسجيل يقول ل”بوليساريو” ومن يحميها باختصار أنه حان وقت رفع العلم الأبيض وإعلان الاستسلام…