انغلاق “الثقب التاريخي” لطبقة الأوزون أعلى نصف الكرة الشمالي
عبدالقادر كتــرة
أعلنت الوكالة الأوروبية كوبر نيكوس عن انغلاق الثقب التاريخي الذي شهدته طبقة الأوزون على القارة القطبية الشمالية خلال شهري مارس وأبريل.
وقالت الوكالة إن وقوع ما يُعرف بانقسام الدوامة القطبية سمح للهواء النقي للأوزون بالولوج إلى القطب الشمالي مما أدى لغلق الثقب، نتيجة استنفاد قياسي لطبقة الأوزون فوق القطب الشمالي هذا الشتاء، وهو ما وصفه الخبراء بالوضع غير المعتاد بهذه المنطقة من الكوكب.
وتكونت ثقوب مشابهة بنفس المنطقة خلال شتاء عامي 1997 و2011 ولكن بشكل أقل من ظاهرة هذا العام.
انتشار فيروس كورونا الذي أزهق آلاف الأرواح أدى إلى إيقاف حركة الاقتصاد العالمي تقريبا بعد فرض معظم الدول الكبرى حجرا صحيا على المواطنين منذ تفشيه قبل أشهر، وتسمح لكوكبنا بالتخلص من الغازات الملوثة والتخلص من سحب الأدخنة وتمنح الوقت لتطهير الهواء.
وسبق أن توقع “روب جاكسون” رئيس شبكة من العلماء الذي يرأس مشروع الكربون العالمي وتقدم بيانات عن انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، أن تنخفض هذه الانبعاثات بأكبر قدر منذ الحرب العالمية الثانية هذا العام بعدما أدى تفشي فيروس كورونا إلى توقف النشاط الاقتصادي تقريبا
وأوضح “جاكسون” أستاذ علوم نظم الأرض بجامعة ستانفورد في كاليفورنيا لرويترز أن إنتاج الكربون قد ينخفض بأكثر من 5% على أساس سنوي وهو أول انخفاض منذ أن تراجع بنسبة 1.4% بعد الأزمة المالية في عام 2008.
وقال : “لن أندهش من رؤية انخفاض بنسبة 5% أو أكثر في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون هذا العام وهو شيء لم نشهده منذ نهاية الحرب العالمية الثانية”، مضيفا: “لا أعتقد أن سقوط الاتحاد السوفيتي ولا أزمات النفط أو المدخرات أو القروض المختلفة خلال الخمسين سنة الماضية قد أثرت على الانبعاثات كما تؤثر هذه الأزمة”.
وأعلن خبراء وكالة الفضاء الأوروبية، أن ثقب الأوزون الضخم فوق القطب الشمالي الذي نتج عن انخفاض درجات الحرارة في طبقة “الستراتوسفير” الذي يحمي الحياة على الأرض من الأشعة فوق البنفسجية المنبعثة من الشمس، سيغلق في أواسط أبريل.
ووفقا للباحث “دييغو لويلا” من المركز الألماني للطيران والفضاء DLR ” منذ 14 مارس بدأ عمود الأوزون فوق القطب الشمالي بالتقلص إلى المستوى الطبيعي الذي يعادل 2.2 وحدة دوبسون. ونحن نتوقع أن يغلق هذا الثقب تماما في وسط شهر أبريل الجاري”.
وتبلغ مساحة ثقب الأوزون فوق القطب الشمالي التي كشفها القمر الصناعي الأوروبي حوالي مليون كيلومتر مربع. ويعتقد علماء مركز DLR أن سبب نشوء هذا الثقب هو ظروف جوية غير طبيعية بما فيها درجات الحرارة المنخفضة جدا في “الستراتوسفير”، ما أدى إلى انخفاض حاد في مستوى الأوزون.
ويشير العلماء، إلى أن ثقوب الأوزون الصغيرة نادرا ما تظهر فوق القطب الشمالي، بيد أن الثقب الحالي هو الأضخم من بين الثقوب التي ظهرت سابقا.
يذكر أن مساحة ثقب الأوزون الذي ينشأ فوق القطب الجنوبي سنويا في فصل الخريف ويستمر 3-4 أشهر، تبلغ 20-25 مليون كيلومتر مربع.