وداعا الحاج مصطفى بلكايد… رجل القلب الكبير و ذاكرة كرة القدم بجهة الشرق…
بقلم : عبدالقادر البدوي
لبى نداء ربه الحاج مصطفى بلكايد ليلة الثلاثاء 28 ابريل 2020 عن عمر يناهز 86 سنة ، تاريخ المرحوم الحاج مصطفى الكروي جزء من الذاكرة التي تحتفل بها جهة الشرق بأمجاد وانجازات لن يقوى النسيان على طيها… المرحوم الحاج مصطفى اسم على مسمى ضاع امام جبروت لقب ” الحايل” الدي حمله الحاج ولازمه كإحدى تعبيرات محبيه الكثر، وهو واحد من المواهب التي صنعت ملاحم الرياضة الوجدية خصوصا كرة القدم..
نشأ وتربى في عائلة كريمة ومحافظة، تربية عناوينها الكبرى الاحترام والصدق وحب الاخرين والتفاني في خدمة الشباب والرياضة عبر كرة القدم التي احبها الى حد ” الهوس ” و هو بالفعل رجل القلب الكبير، هادئ الطبع لا تفارقه ابتسامة او ضحكة تفعم ناظره و مكلمه فرحا و سرورا وتثير فيه الاعجاب والتقدير،…ان اسم مصطفى الحايل هو – لقب ارتبط بعطائه الكروي ولازم مشواره الكروي الطويل – ، سيظل راسخا ومشعا ساطعا بين ثنايا و منعرجات ذاكرة كرة القدم بجهة الشرق ، تماما كما ظل وفيا لمبادئه ظل اصدقاؤه والمعجبين به صادقين له المحبة والاحترام ، لشخصه ولما يرمز اليه من خصال وتفان لأجل ان تبقى كرة القدم بوجدة والجهة الشرقية ذات معنى بعد ان كان لها “معنى وطنيا” .
الحاج مصطفى بلكايد ” فلتة ” كروية اضاءت الكرة الوجدية على مدار سنوات طويلة بعدها توارت وخفت نجمها تحت اكراهات والتزامات موضوعية ،واخرى ” ذاتية ” ، رغم ذلك بقي الحاج شامخا وحاضرا بقلبه وذاكرته التي لا تنضب ولا يفارقه هاجس العودة …عودة امجاد كرة القدم الوجدية …كان المرحوم الى عهد قريب يأتي الى مقهى فرنسا على كرسي متحرك يجلس مع اصدقائه بعض الوقت ، وكان كل من يمر بشارع محمد الخامس غير بعيد عن المقهى الا ويقف اجلالا لتحية هذا الشخص العظيم البشوش والخلوق…
ووفاء للحاج مصطفة – تغمده الله برحمته- في هده الايام المباركة، ولما كان يحمله من معاني جليلة و لآخرين مثله ومن طينته الطاهرة ، لم يفت للنادي الرياضي للصحفيين بوجدة ، الا ان يكرم مصطفى من خلال نشاط رياضي متميز ابهلا الجميع سنة 2001 ، وهو حفل املاه الحب والتقدير الدي كان يحمله اعضاء النادي جميعا و بدون استثناء للمحتفى به وهو واجب كدلك و مفخرة لأصدقائه الدين تحمسوا لتكريم واحدا منهم…جماهير غفيرة من المحبين كانت شاهدة على عظمة الحفل بالمركب الشرفي بوجدة في لقاء جمع نجوم قدماء لاعبي الفريق الوطني المغربي و قدماء المولودية والوجدية والنهضة البركانية …. نجوم ابوا الا ان يحضروا هدا الحفل ومنهم فراس وعسيلة والظلمي والهزاز وفتاح ولمريس وحسينة ، و البرازي و فشات ، وشهبون وبوسحابة والهراس وجويط وفلالي والطاهري و حديدي و مرزاق و بلحيوان ، والصالحي ، و غيرهم من اللاعبين ، وكان الحفل يتضمن لقاء في رفع الستار جمع فريق الصحافة ضد قدماء بركان و اللقاء الرسمي دار بين قدماء الفريق الوطني وقدماء فريق المولودية الوجدية…
الحاج مصطفى بلكايد في سطور…
كانت المدينة القديمة واحياؤها اول من احتضن الارهاصات الكروية الاولى لمصطفى بلكايد ، فبين منعرجات درب اولاد عيسى داعب مصطفى و هو في مقتبل العمر ، الكرة وتبادلها مع اصدقائه الكثر الدين كانوا يحملون مثله حبا وعشقا لا متناهيان لكرة القدم كرسهما ترددهم الدائم وغير المنقطع على الملعب البلدي بوجدة، حيث كان مصطفى يجد ضالته المفضلة الاستمتاع بما يشاهده من وجوه وقدرات فنية عالية انداك، شغفه الكروي والمتنامي جعله يتردد ايضا على ملعب الروك للاطلاع على نجوم كرة القدم وقتئذ، ليعود بعد كل فرجة للكبار لتنظيم مباريات بين ابناء حومته، هواجس حملها المرحوم الحاج مصطفى معه لعقود خلال مساره الكروي الحافل لعبا وتسييرا…
ولد هدا المناضل من اجل الكرة بوجدة سنة 1934 عاصر وعاش اهم المحطات النضالية الوطنية انجذب مند نعومة اظفاره نحو الرياضة والكرة الشعبية، كان احد المع نجوم فيرق الشرف الذي كان يلعب ضمن القسم الثالث خلال مواسم 1957-1958- و 1959 بعد ذلك عمل بالصحة فلعب في فريق هدا القطاع ، وهو ذات الفريق الذي اصبح فيما بعد يحمل اسم الهلال الاحمر الوجدي A.S.C.R.Oحيث اضطلع بمسؤولية تسييره بالإضافة الى تدريب عناصره من سنة 1959 الى سنة 1994، وقد تمكن من هدا الفريق من الفوز بكأس الصحة مرتين، والصعود الى القسم الثاني من البطولة الوطنية سنة 1993، تحت قيادة الحاج مصطفى رحمه الله، غير ان عطاءات الحاج مصطفى الاب العطوف ل 8 اولاد ، لم تنحصر فقط في الانجازات التي حققها بل كان بحسه الكروي يؤمن بان التكوين والاستثمار فيه هو وحده الكفيل لاستمرار العطاء والمردودية الكروية المطلوبة، وهو المبدأ الدي مارسه المرحوم بمسؤولية فنجح في ابراز طاقات كروية مشهود لها محليا ووطنيا : نذكر على سبيل المثال لا الحصر اسماء : الجبلاوي، عباسي، عرب، ملحاوي، عزاوي، حجيج، مظهر، وتميمي …وغيرهم من اللاعبين والمسيرين، كان للمرحوم اصدقاء البعض منهم رحل الى دار البقاء والبعض لا زال حيا يرزق ومنهم المرحوم مصطفى بلهاشمي الدي كان الصديق الحميم له واسماء اخرى منهم الحسين غوسلي، احميدة بن رحو، محمد بلهاشمي، المرحوم محمد كعواشي، سرار مولاي رشيد المرحوم مولاي المهدي، مصطفى اوشن، بوسماحة، المرحوم قويدر امال، غراس ، اضافة الى مسيرين من القطر الجزائري كمحي الدين خالف و بن يلس…