كوفيديات رمضانية
بقلم : عبداللطيف الصبيحي
امتطى بن عرفة جواده وتدثر بسلهامه الابيض وخرج في الناس مهنئا لهم على نباهتهم وفطنتهم وحسن ترصدهم وتجاوبهم لما سربه اليهم وهو العارف لما يقال عن المجالس بكونها أمانات وهو الان مرتاح كما سبق وان ذكر ومطمئن القلب… بن عرفة المعارض الشهم داخل الحكومة سعيد أيما سعادة وقد ضرب ليس عصفورا واحدا بل عصافير عديدة، لا أفهم كيف سيستمر العمل الحكومي في ظل هده الاجواء السريالية والغير مفهومة.
سيظل المغاربة ولمدة طويلة يتذكرون ويستحضرون الحديث عن الكمامة و الوردة، وسيأتي يوم يبدأ فيه الفرد كلامه بين المجالس ويقحم مصطلحا الكمامة والوردة في كلامه وهو. يعني ما يعني في كلامه وبالطبع سيفهم الحاضرون مما يود قوله ويستمر في حديثه دون توقف أو مقاطعة وهكذا ستدخل هده الكلمة مثل ما دخلت اقوال كثيرة قاموسنا وارثنا اللغوي وهي غزيرة بمجرد الاستشهاد بها يفهم ما المراد منها ونستحضر على سبيل الذكر أقوال كعادة حليمة الى عادتها القديمة وترك الحابل على النابل ووافق شن طبقة وأقوال عديدة لا حصر لها…اما عن كتابنا و مدويننا وصحافيينا وروائيين و اساتذتنا وغيرهم فان مصطلحا الكمامة والوردة سيكون لهما حظ وافر في كتاباتهم ومقالاتهم مادام الرابط بينهما الغني بالدلالات والعبر سيصنف ضمن المحسنات الابداعية لكل نص مفترض كيفما كان جنسه.
لقد طلبت منا حكومتنا الموقرة ان نلتزم بالحجر الصحي فأخذنا به، وطلبت منا التزام بيوتنا فالتزمنا،وطلبت ممن استطاع اليه سبيلا المساهمة بصندوق كوفيد، وطلبت التدريس عن بعد فقبلنا طوعا لا كرها لخوفها على ابناءنا فصدقناها وصفقنا لكل مبادراتها الفعالة والصادقة لحمايتنا وحماية اسرنا ….وأمرتنا بوضع الكمامات فوضعناها ولكن ان تأتي في الاخير وتطبخ لنا قانونا في السر ليس فيه إلا العقاب فهكذا والله يكون الجزاء وثمن انضباطنا وامتثالنا لكل قراراتها وأوامرها. وفي الاخير تأتي وتسأل مع السائلين عن اسباب العزوف وأشياء اخرى
في زمن وضع كل سكان الارض الكمامات على وجوههم وفرضوا على انفسهم حجرا صحيا ظهر من بين ظهرانينا ومن كنا نحسبهم يتألمون مثلنا ويقدرون حق التقدير كل معاني الحرية وهم مافتؤوا يرددون دوما انهم من قدموا الكثير والكثير من اجلها ليحرموننا من التعبير والتنفيس في حدوده الدنيا و في زمن جائحة يتخوف من ان تأتي على الاخصر واليابس غير مبالين ولا مكثرتين لأحوالنا النفسية المهتزة مضيفة مشاريع قوانين جنائية وعقابية ليست بالضرورة مطلبا اجتماعيا انيا صرفا گاننا مخلوقات لا تستوي سلوكياتها وتصرفاتها ومعاملاتها إلا بإشهار سيف العقوبات ناسية اننا شعب مهما كانت ظروفه وأوضاعه فانه يغلب الصبر والتريث وانه لا يلجأ الى اشياء اخرى إلا من اجل ان يرفع عنه ضررا ما اصابه في سلامة حياته الطبيعية والتي اعتاد عليها.يصعب علينا فهم طبيعة العقلية التي تدير بها هذه الحكومة الوطن ونحن في ذروة النشوة بإعادة ملحمة تاريخية بين القصر والشعب وخصوصا ثورة الملك والشعب في مواجهة جائحة كوفيد 19وهنا قمة الاستغراب وخصوصا ان الجميع كان متفقا على اننا قبل الجائحة كنا نتساءل عمن يعيد تأسيس ثقة جديدة وفعالة بين كل مكونات الشعب التي بادر اليها ملك البلاد من خلال منصة لتشغيل الشباب بضمانة الدولة. فهل حقا كانت هده رغبة الجميع او العكس؟
لقد وقعت لحكومتنا ما وقع لذلك الشخص الذي جاء أخوه ليساعده في حفر قبر امه فهرب له بالفأس، فهل تكتفي الحكومة بالفأس فقط أم تهرب بكل شيء وكل هروب وانتم…!
…