ذاكرة مدينة وجدة المعرفية: (بيير بن حمو)- الحلقة 41
بدر المقري
من أخلاقيات الذاكرة الجماعية توثيقها، خشية أن تطمس، أو أن تحرف وتبدل. ومن طرائق التوثيق، كتابة السيرة الذاتية، مع التنبيه على أن لهذه الكتابة ميثاقا يجب الالتزام به، وعنفوانه هو الصدق في البوح.
وقد اخترت في هذه الحلقة من سلسلة ذاكرة وجدة المعرفية، أنموذجا يجلي قيمة السيرة الذاتية في أبعادها الموضوعية المركبة.
إنه (بيير بن حمو) الذي ولد بمدينة بركان في أبريل 1939، وهاجر مع أسرته إلى مدينة وجدة سنة 1943، وبها نشأ وشب إلى حوالي سنة 1965.
وقد صاغ (بيير بن حمو) ميثاق سيرته الذاتية، في نص سردي نشره بباريس في 182 صفحة، في مارس 2019، تحت عنوان: (كتكوت وجدة).
ولم يكن الحكي لذاته فقط هو قصد (بيير بن حمو) ، ولكنه قصد إلى بيان دروس وعبر، اخترت منها ما يأتي: 1- أهدى (بيير بن حمو) كتابه إلى أولاده وأحفاده في المقام الأول، حتى يصونوا ذاكرته منذ ولادته ونشأته في بركان و وجدة.
2- يذهب (بيير بن حمو) إلى أن قساوة المناخ في مدينة وجدة، صقلت شخصيته مبكرا و جعلت منه إنسانا قادرا على تحمل صعاب الحياة و رجاتها.
3- أهلته الحياة في مدينة وجدة لأن يعتبر النجاح أولوية. 4- هاجر (بيير بن حمو) في الستينيات إلى باريس، حاملا معه روح التحدي التي اكتسبها في مدينة وجدة، واستطاع إحداث ثورة في قطاع كان لا يزال مجهولا حينها. إنه قطاع الإعلاميات و الرقميات الذي غير العالم و المجتمعات.
5- أسس (بيير بن حمو) في باريس سنة 1967 شركة للاستشارة في الإعلاميات، ثم أنشأ شركة كبرى مختصة بخدمات الهندسة و الإعلاميات، ذاع صيتها في العالم، وأدارها إلى حدود يوليوز 1994.
6- قوام سيرة (بيير بن حمو) الذاتية، هو كيف لشاب آت من مدينة وجدة بدون شهادة أو تكوين، أن يقتحم كل العقبات ويصبح معادلة عالمية.
7- اختار (بيير بن حمو) لسيرته الذاتية عنوان: (كتكوت وجدة)، لأن أمه أخبرته أنه مرض في صغره مرضا شديدا حتى أيسوا منه، فداوته جارة مسلمة لها تجربة في الطب الشعبي بكتكوت.