هل بالفعل تستعد الجزائر لشن حرب على المغرب ؟ وهل يدرك قادة الجزائر عواقب هذه الحرب ـ لا قدر الله ؟
..رابح قاسم
أضحى مألوفا في الأيام الأخيرة أن نقرأ في عدة منابر أخبارا في شبه فلاشات سريعة مفادها أن جارتنا الشرقية تستعد لشن حرب على بلادنا المغرب..وتورد هذه المنابر من الدلائل ما يحلو لها
من تصرفات وتصريحات القادة الجزائريين …كما أن وسائل الإعلام هذه. .وفي نفس الإطار تتفنن باظهار المغرب أكثر من مستوى الجزائر وأنه قادر على رد الصاع صاعين متى تطلب الأمر ذلك. ..
وإذا كنت اعترف مسبقا بأني لست خبيرا في الشؤون العسكرية ،ولا ادري الى ما ستؤول إليه هذه الحرب إذا ما وقعت لا قدر الله. ..فإن الإنسان العادي لا يجهل تداعيات الحرب..وما مدى تاثيرها على البلاد والعباد وعلى كل موارد التنمية والبنى التحتية..التى أفنى فيها الشعبان الجاران حياتهما لتدك في رمشة عين وتصبح في خبر كان…
الى درجة ان حتى الشاعر الحكيم زهير ابن ابي سلم قد وصف الحرب في بعض الأبيات في معلقته الشهيرة وصفا دقيقا يتماشى مع كل العصور..:
فما الحرب الا ما علمتم وذقتمو
وما هو عنها بالحديث المرجم
متى تبعثوها ،تبعثوها ذميمة
وتضرى اذا ضريتموها فتضرم….
إن الدعاية للحرب وكما لاحظنا ذلك في عصرنا هذا…هي دعاية شيطانية خبيثة تدفع الإنسان ليتقبل ما كان يكره بالأمس القريب وذلك عبر ايحاءآت دعائية متكررة..حتى يصبح العقل الرافض لقضية معينة،يستأنس بوقوعها وكأن لا بأس من ذلك. ..
فالحرب حرب، في كل زمان ومكان..رغم تطور أدواتها وخاصة في عصرنا..عصر الدمار النووي والجرثومي،
فهي تأتي على الأخضر واليابس..والتاريخ مليئ بالأمثلة الصارخة..التي تبدو فيها الحرب وكأنها الحل الوحيد لحل الخلاف. .وخاصة عندما تستوفي الدبلوماسية كل امكانياتها وتصبح بلا جدوى..فيصر الطرفان على موقفيهما المتجمدين..ويسمحان في لحظة من التعب و الإنهيار النفسي لآلة الحرب بأن تتكلم وتشعل النار التي يصعب إخمادها…
إن قضيتنا الوطنية قضية عادلة..وأن المنتظم الدولي يكاد يصطف بجانبنا برمته ماعدا الجزائر وجنوب إفريقيا ..ويمكن القول أن المغرب قد كسب المعركة السياسية والدبلوماسية..ويخاطب العالم وهو ثابت في مواقعه في صحرائه …وقد تسلح بما فيه الكفاية. .وأن الخصم الذي كان بالأمس يراهن على استنزاف المغرب عن طريق التسلح قد أدرك جيدا بأنه في استطاعة بلدنا بأن تتفوق عليه في السلاح والعتاد الحربي،في وقت وجيز وربما بأسلحة متطورة و من آخر صيحة..وليس بأي سلاح كان..
من المؤكد أن الخارطة: رقعة النزاع في الصحراء، لم تعد ترق لشرذمة البوليساريو وممولها الجزائر لذلك فإن منظريها يحاولون بكل ما أوتوا بأن يغيروا هذه الخارطة…حتى تصبح تستجيب لتطلعاتهم الإنفصالية. ..فالجدار الأمني قد قصم ظهرهم..وأربك حسابهم…لذلك نراهم يناورون من اجل تغيير مفهوم “المنطقة العازلة” بمفهوم آخر “المنطقة المحررة”…ونراهم يحاولون جادين الزج بموريطانيا في اللعبة..ربما من أجل نقل جزء من مخيم تندوف إليها. ..وان الهدف من مناوراتهم هذه لا تخفى عن الجانب المغربي…
والحقيفة ، أنه لو كان في جنرالات الجزائر رجل رشيد. .لوجد في تواجد المغرب قرب حدود بلاده..مخرجا من الازمة الخانقة التي تتخبط فيها..وذلك لأن المغرب أصبح قوة اقليمية رضي من رضي وكره من كره…وباستطاعته ان يساعد الجزائريين على التغلب على مشاكلهم..إن المغرب قد اكتسح افريقيا برجال الأعمال وبالرساميل..وبخبرة الإنسان المغربي المشهود له بها عالميا…
ان الحقيقة مؤلمة بالنسبة للجزائر ولكن الإنسان العاقل و الإيجابي هو الذي يحول مجرى الأحداث بحنكته لتصبح الأمور في صالحه.. فإذا كان سيخسر كل شيء..فمن الممكن أن يخسر الربع او أقل من ذلك ليربح الباقية..مادام القيام بهذه العملية ممكنا …قبل ان تصبح من المستحيل..
ان “النخوة على لخوا ” لغة قديمة وأن “النيف”الذي يعلو بصاحبه ولا يسمح له حتى من التأكد ومرافبة أين يضع قدميه…”نيف” سينتهي بصاحبه إلى أن يمرغ في التراب طال الحال أم قصر.