جنون العظمة : النظام الجزائر يشكر نفسه بعد أن لم يجد من يشكره، يدعي أن له أحسن منظومة في المغرب العربي وإفريقيا رغم الأرقام المرعبة
عبدالقادر كتــرة
في لقاء صحفي للرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون ممثل النظام العسكري، بمعية فعاليات إعلامية جزائرية، بثه التلفزيون الرسمي، مساء الجمعة 12 يونيو 2020، هو الثاني من نوعه في غضون شهر،
خصص عبد المحيد تبون لقائه الصحافي للحديث حول مستجدات الوضح بالجزائر.
الرئيس تبون صرح بنبرة جنون العظمة والتعالي وأعراض مرض الاضطرابات النفسية “الهذيان”، حول تطورات الحالة الوبائية بالجزائر بسبب تفشي وباء كورونا ومجهودات الدولة للحد من تداعياته، “أن الجزائر اتخذت عدة تدابير لمواجهة فيروس كورونا، متمنيا الوصول للقاح في أقرب وقت لعودة الحياة الطبيعية، ..وأن المنظومة الصحية الجزائرية أحسن منظومة في المغرب العربي وإفريقيا ” (في إشارة إلى المغرب الذي تحول إلى نموذج في العالم محاولا إظهار الجزائر تفوقها عليه بعد أن لم يجد أحدا يشكرها ويشيد بعجزها فشكر نفسه وأشاد بفشلها…).
وللتذكير فقط وليس للتبجح، أشاد العالم بإسره بالمغرب والخطوات والإجراءات الاستباقية التي اتخذها لمواجهة جائحة وباء فيروس كورنا المستجد “كوفيد 19″، وتحول إلى سوق عالمية لطلب الكمامات وأجهزة التنفس التي ينتجها من مختلف بقاع العالم، بما فيها الدول العظمى من أوروبا وأمريكا، كما واجه الوباء بأطره الصحية المغربية المدنية والعسكرية، ومختلف المراكز الاستشفائية الجامعية والمستشفيات والمختبرات المتنقلة عبر البوادي والأرياف..، ولم يتجاوز عدد الوفيات 212 وهو رقم معبر عن قوة المنظومة لصحية المغربية.
أما ما يهم الجارة “الشقيقة” الجزائر (والتي نتمنى لها كل الخير بكل صدق ونعتبر شعبها أخا وأهلا) فتعتبر أرقامها الأعلى في العالم من حيث نسبة الوفيات بكورونا، وليس فقط في المغرب الكبير أو إفريقيا، بحسب منظمة الصحة العالمية، خلافا لما يدعيه النظام العسكري الجزائري الحاكم الذي يسعى دائما إلى إخفاء الحقيقة عن شعبه.
وسجلت الجزائر إلى غاية مساء يوم الجمعة 12 يونيو 2020، ما مجموعه 10698 حالة مؤكدة، و751 وفاة، فيما يتواجد 39 مريضا حاليا في العناية المركزة، وما خفي كان أعظم.
وفقدت الجزائر 18 من الكوادر الطبية بسبب فيروس كورونا، حسب ما أعلن عنه وزير الصحة الجزائري عبد الرحمن بن بوزيد، من بينهم أطباء وممرضون وسائقو سيارات إسعاف، بعد إصابتهم بالعدوى، دون تقديم تفاصيل إضافية. (وهذا لم يحدث في أي بلد إفريقي أو عربي).
البرلماني الجزائري “حكيم بري”، كشف أن مختبر باستور أخطأ في نتيجة تحليل العينة الخاصة بذلك المواطن الجزائري، و أبلغه بأنه غير مصاب قبل أن يعود المختبر بعد ذلك بأيام ليعلن للسلطات أن النتيجة الأولية كانت خاطئة، وأنه وجب الحجر عليه ومنعه من مخالطة الناس، غير أن الإعلام الموازي في الجزائر ونقلا عن أقرباء المصاب كشف أنه مارس حياته بشكل عادي بعد إعلان النتيجة الأولية، و كان يخالط الناس و حتى الأطقم الطبية…، وأن عدد المخالطين له كبير جدا، وأن المخالطين بدورهم خالطوا أناس آخرين، والآن يجري الحديث عن كارثة حقيقية مع احتمال يتجاوز المصابين حاجز الأربع مائة في ولاية باثنة فقط، بعد تتبع مسار تحرك المصاب ومن خالطوه.
وقال البروفيسور خياطي رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث “أن الجزائر اتخذت إجراءات استباقية ومسؤولة لوقف تفشي الوباء، لكننا اليوم في حاجة إلى اتخاذ إجراءات أخرى، بداية من توسيع التشخيص لهذا المرض لأن الوتيرة الحالية ضعيفة لا تمس سوى 100 أو 150 تحليل يومي، وهذا قليل جدا مقارنة بالكثير من الدول ، فيما يقوم المغرب بحوالي 20 ألف يوميا.
انتشر خبر إصابة 12 طفلا و10 مستخدمين بمستشفى أورام السرطان بفيروس كورونا بوهران، حسب جريدة الجزائر تايمز الإلكترونية، بعد أن بررت السلطات بقيامها بنقل المرضى إلى العناية المركزة حيث إن هذا الإجراء غالبا ما يأتي بعد أن يصبح تدارك المريض بالعلاج أمرا مستحيلا كما أن السلطات لم تتخذ أي خطوة لمحاسبة المسؤولين في الوزارة ومدراء المستشفيات عن جرائم قتل المرضى بالامتناع عن إسعافهم وعن رمي أنابيب تحاليل الدم ومخلفات الوقاية من فيروس كوفيد ـ 19 من كمامات وقفازات الناقلة لكل أنواع البكتيريا في الشوارع والمزابل مما يشكل خطرا كبيرا على صحة المواطنين وخاصة الأطفال، حيث إن أغلب هؤلاء المسؤولين يبررون أفعالهم بأنها أوامر من جهات عليا وفق تعبير الطبيب فهل الجنرالات أعطوا أوامرهم لتخلص من مرضى (أصحاب السرطان وإلتهاب الكبد والقلب).
الجزائر تستنجد بالصين لمواجهة كورونا.. ولجأت إلى الصين التي نجحت في الحد من انتشار الفيروس على أراضيها بعد أن كانت بؤرة للوباء في العالم، حيث قررت بكين إيفاد فريق طبي وعتاد متطور يساعد الجزائر على تخطي الجائحة ( 13 طبيباً و8 ممارسي صحة)، وهو ما لم تطلبه أي دولة في إفريقيا أو العالم العربي، بما في ذلك الدول الفقيرة التي تكفل بالمرضى أطباؤها وممرضوها وأطرها الصحية.
الجزائر عجزت عن توفير حتى الكمامات ولجأت إلى استيرادها، فيما المغرب صدر 18.5 مليون كمامة إلى 11 بلدا منذ الترخيص بتصدير الكمامات الواقية من الثوب المنسوج وغير المنسوج بتاريخ 21 ماي 2020. وإلى غاية 8 يونيو، تم تصدير حوالي 18,5 مليون وحدة من طرف 69 مقاولة، وذلك إلى 11 بلدا، موزعين على أربع قارات.
هذه الصادرات التي رخص لها بعد تأمين الاكتفاء الذاتي الوطني، همت القارة الأوربية في المقام الأول، وخاصة فرنسا بـما مجموعه 6.212.398 وحدة، أي بنسبة 33,6 في المائة من الصادرات، متبوعة بالبرتغال بما مجموعه 5.270.416، أي بنسبة 28,5 في المائة، ثم إسبانيا بما مجموعه 2.705.594ـ بنسبة 14,6 في المائة. كما همت هذه الصادرات، كل من إيطاليا بما مجموعه 1.742.436 وحدة أي بنسبة 9.42 في المائة، ثم ألمانيا بـ1.009.568 وحدة، بما نسبته 5.46 في المائة، تليها موريتانيا بـ790 ألف وحدة بما نسبته 4.27 في المائة، والجزائر بـ526.050 بما نسبته 2.85 في المائة، والمكسيك بـ200.200، بما نسبته 1.08 في المائة، ثم بلجيكا بـ20 ألف وحدة بما نسبته 0.11 في المائة، والسينغال بـ10 آلاف وحدة، بما نسبته 0.05 في المائة، وأخيرا العربية السعودية بـ3.591 بما نسبته 0.02 في المائة.
وأخيرا، سبق لمنظمة الصحة العالمية في تقرير سابق، أن صنفت الجزائر ضمن قائمة 13 دولة يجب أن تكون “متيقظة بشكل خاص”، من فيروس كورونا، حيث إن الجزائر من بين الدول التي لا تملك المعدات الأساسية التي تحتاجها لإجراء الاختبارات على مسببات الأمراض الجديدة.
وقالت OMSإن الجزائر هي الدولة الوحيدة في شمال إفريقيا التي تظهر ضمن القائمة، إلى جانب أنغولا، وكوت ديفوار وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وإثيوبيا وغانا وكينيا ونيجيريا وموريشيوس جنوب إفريقيا وتنزانيا وأوغندا وزامبيا.
وقالت منظمة الصحة العالمية إنها ترسل مساعدات إلى 29 مختبرًا في المنطقة، لتمكينهم من تشخيص الفيروس الجديد واختبار العينات من الدول المجاورة.
وأكدت المنظمة على ضرورة تلقي الجزائر للمساعدة من طرفها، لأن “قدراتها الخاصة لا تسمح لها باكتشاف فيروس كورونا بشكل مستقل”.