ركود غير مسبوق يواجه السياحة في وجدة
علي مبارك
يعيش القطاع السياحي في عموم جهة الشرق، و في وجدة على الخصوص حالة من الركود التام، استمرت لسنوات عديدة ، وانضافت اليها الاعلان عن حالة الطوارئ الصحية الناتجة عن انتشار جائحة كورونا، و اتضح جليا ما تعانيه الفنادق والمطاعم ، التي اضحت تعيش حالة من الفراغ القاتل، و تفيد الارقام الى هشاشة القطاع السياحي بالجهة بالرغم من المجهودات المبدولة، و ما زاد في تفاقم الوضعية ، استمرار نزيف اغلاق الفنادق و المطاعم..
الزيارة الاخيرة للسيدة نادية للسيدة فتاح العلوي وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي لجهة الشرق مؤخرا ، كانت مناسبة للوقوف على المشاريع الاستثمارية التي لازالت تبارح مكانها، خاصة وانها قامت بزيارة تفقدية لبعض المرافق السياحية الايوائية المصنفة بمحطة مارينا – السعيدية و كدا لقاءها التي عقدته رفقة والي جهة الشرق معاد الجامعي مع مهنيي القطاع السياحي بجهة الشرق، … لكن حبذا لو قامت السيدة الوزيرة بجولة استطلاعية ميدانية للوقوف على مكامن الخلل وسبب الركود والجمود الذي يعيش على وقعه القطاع السياحي بجهة الشرق و بالتالي بحث سبل الانعتاق والخروج من الأزمة التي تجثم على صدر المهنيين بالقطاع….
كان على السيدة الوزيرة الوقوف عن كثب ، لترى بأم عينيها عشرات الفنادق في الطريق المؤدية الى الحدود ، وهي خاوية على عروشها …فنادق عانت و لا زالت تعاني في صمت بسبب اغلاق الحدود و كدا بسبب جائحة كورونا، و ما خلفته من أضرار لحقت بالفاعلين الاقتصاديين والمستثمرين… كما لا زالت تساؤلات مبهمة تطال اسباب اغلاق فنادق و مطاعم في قلب شارع محمد الخامس ، ويكفي التذكير بمطعم سيجلماسة و مطعم – لاكوبول – و فندق – سيمون – التاريخي و فندق فيكتوريا ، و مند سنة تقريبا تم اغلاق مطعم فرنسا التاريخي ، ولا زال مغلقا لحد الان ، و ما يدعو الى الاثارة هو ان افواج من الفرنسين غالبا ما يقصدون المطعم التاريخي – فرنسا- في اطار شراكة بين المؤسسة والبعثة الفرنسية ، ليعودوا ادراجهم بسبب الاغلاق ، فهل تتدخل السلطات المحلية و معها المندوب الجهوي للسياحة، على الاقل لانقاد مؤسسة سياحية تشغل 46 عائلة بالتمام و الكمال ، وجدت نفسها بين عشية وضحاها بدون معيل… ، وبالتالي اعادة الاعتبار لمعلمة تاريخية اسمها ” مطعم فرنسا ” ، يرجع تاريخها الى فترة الخمسينات…
هدا و من اجل استعادة السياحة عافيتها بجهة الشرق ، ينتظر الجميع ، اتباع الاستراتيجية ، التي أقرتها السيدة الوزيرة، الخاصة للنهوض بقطاع السياحة الداخلية الموجهة إلى المغاربة، والتشجيع على الاهتمام بالمنتوج المغربي و”التراث الثقافي لبلادنا”. اضافة الى توزيع المنتوج السياحي عبر وضع آليات وإجراءات لتحديد العروض الملائمة للمغاربة بالاعتماد على الرقمنة ووسائل التكنولوجيا الحديثة، بالإضافة إلى عقد شراكات مع الفاعلين من وحدات فندقية و وكلات الأسفار والنقل السياحي بهدف وضع عروض مغرية للمغاربة وملائمة لهم لتشجيع السياحة الداخلية.