ذاكرة مدينة وجدة المعرفية: ( إيڤيت بن سامون-كاطان)(1931-2020)- الحلقة 49
بدر المقري
بلغني منذ أيام وفاة الأستاذة الباحثة ( إيڤيت بن سامون) في بداية شهر يونيو 2020، بسبب جائحة (كورونا) في فرنسا. وإذا كنت قد عرفت بالأستاذة ( إيڤيت بن سامون) في مقام آخر وهي بقيد الحياة، ودعوت إلى أن تخص بتكريم خاص في مدينة وجدة، التي ولدت بها سنة 1931 وسعت إلى رفع شأوها في البحث العلمي، فإن هذه الأمنية ستتوطد أركانها بعد وفاتها.
فإذا جرى على اللسان اسم ( إيڤيت كاطان) ، ذكر كتابها الذي أصبح مرجعا أسا في دراسة تاريخ مدينة وجدة في الحقبة الاستعمارية: (وجدة مدينة المغرب الحدودية). والكتاب في أصله أطروحة تقدمت بها ( إيڤيت كاطان) لنيل الدكتوراه في التاريخ المعاصر بجامعة (ريمس) الفرنسية، سنة 1990. وقد صدر الكتاب في طبعته الأولى بباريس سنة 1990 في 683 صفحة، وفي طبعته الثانية بالرباط سنة 1993 في 569 صفحة.
والمدار في كتاب الأستاذة ( إيڤيت كاطان) ، على ثلاثة أقسام كبرى:
1- وجدة باعتبارها مدينة حدودية، قبل الحماية الفرنسية وعند إقامتها.
2- مدينة وجدة الجديدة، من خلال نموها الاقتصادي وتوسعها الديموغرافي.
3- البنية المفككة للمجتمع الوجدي (1907-1956) ، من خلال حقل التعليم الذي كان يعكس الفوارق الاجتماعية، والتعدد العرقي ونوع العلاقات الداخلية التي كان يفرضها.
وقد اخترت من مسار الأستاذة ( إيڤيت بن سامون) ، التي تعرفت إليها بوجدة سنة 1993، المحطات الآتية:
-أنهت مسارها المهني أستاذة محاضرة شرفية في جامعة باريس الأولى، مختصة بالتاريخ المعاصر.
– عرفت ( إيڤيت بن سامون) بقوة شخصيتها في محيط عائلتها، منذ كانت لا تزال طفلة تلعب مع قرائنها، في شارع (فوش) (محمد الدرفوفي)بوجدة.
-أصرت على متابعة دراساتها العليا بفرنسا وعمرها لما يتجاوز 18 سنة رغم تحفظ والدها على ذلك، لأنه لم يكن من عادة الأسر اليهودية بوجدة التساهل في ذلك. وقد لبت رغبة أبيها ألا تتخذ سبيلها إلى باريس، مدينة المخاطر بتعبير أبيها، بل إلى (تولوز).
-أصبحت في محيطها العائلي رمزا للتفوق الدراسي والمهني والعلمي، خاصة وأنها أولعت بعلم التاريخ، منذ كانت تلميذة بوجدة.
-أصدرت الأستاذة ( إيڤيت كاطان) بالتعاون مع الباحثة اللبنانية (راما شلق)، كتاب (المغرب الكبير: من الإمبراطورية العثمانية إلى نهاية الاستعمار الفرنسي ) (2007-400 صفحة).