قرار غريب لرئيس الحكومة …يدعو فيه الوزراء لتشجيع السياحة الداخلية
المختار عويدي
لعل من القرارت الغريبة التي اتخذها السيد رئيس الحكومة، إصدار منشور يُلزم جميع أعضاء الحكومة ومختلف المسؤولين السامين، بقضاء عطلهم داخل أرض الوطن، وذلك بدعوى تشجيع السياحة الداخلية، التي تعرف وضعاً لا تحسد عليه.
وتأتي غرابة هذا القرار، أولاً من كونه تطاولا على حرية التنقل والإستقرار التي يضمنها الدستور لكافة المواطنين، وثانياً من كون الحدود الوطنية هي أصلاً مغلقة في وجه غير مغاربة المهجر، والمغاربة العالقين في الخارج، والأجانب المقيمين في المغرب. اللهم إذا كان قرار الفتح الإستثنائي للحدود البحرية والجوية الوطنية، لا يسري على مواطني “الدرجة الأولى” من أعضاء فريقه الحكومي وكبار موظفيهم..
هذا من جهة، أما عن مبررات اتخاذ هذا القرار، أي تشجيع السياحة الداخلية، فالأمر يدعو حقاً إلى السخرية والشفقة، إذ كيف يمكن لحفنة من الوزراء وسامي الموظفين، أن يساهموا في رفع الضرر عن قطاع يعاني ما يعاني من ويلات. علماً بأن أغلبهم يقضون عطلهم الداخلية، في الإقامات الفاخرة التي يتوفرون عليها في مختلف المدن السياحية. بينما الفئات الإجتماعية التي كان بالإمكان الرهان عليها في تخفيف الأزمة عن قطاع السياحة، قد عرضها السيد رئيس الحكومة لصنوف التضييق المادي، ولقراراته المتعسفة، إضافة إلى أنها تواجه أعباء تعدد التزاماتها المادية، المرتبطة بمختلف المناسبات الدينية والإجتماعية. ناهيك عما ألحقته بها تداعيات جائحة الوباء اللعين من آثار سلبية.
مهلا السيد رئيس الحكومة، وكفى من القرارات الشعبوية التي لا تسمن ولا تغني من جوع. فإن إنعاش القطاعات المتضررة من آثار وباء كورونا، لا يتطلب مثل هذه الخرجات البئيسة، بل يستوجب قرارات مدروسة حكيمة وفاعلة..!