تدوينة الرئيس الفرنسي للتضامن مع بيروت المنكوبة باللغة العربية تثبت حقائق ينبغي أخذها بعين الاعتبار دون مزايدة أو ادعاء وهمي:
فؤاد ابو علي
أولاـــ ما لم يستوعبه كثير من أبناء المنطقة أن اللغة العربية هي لغة الخطاب الرسمي والأقرب إلى التفاعل الوجداني مع العقل العربي من المحيط إلى الخليج، وأن الحديث بلغة الضاد يمنح الخطاب حميمية خاصة يمكنها الولوج إلى العقول والوجدان، وهذا ما يستوعبه الساسة الغربيون ويغفل عنه المهووسون بضيق القطرية والخصوصية الإقليمية
ثانيا ـــ حديث ماكرون لم يكن بمنطق الخروج من الدائرة الفرنكفونية أو الاعتراف بالتعددية، بل بمنطق نفعي براغماتي أملته الدوائر التي أوصلته إلى سدة الإيليزيه والتي لا تنظر إلى الفرنكفونية إلا باعتبارها أداة للتوغل الاقتصادي قبل الثقافي، وفي سبيل الغاية المادية كل السبل تغدو مشروعة
ثالثا ـــ الردود التي صدرت من جل المعلقين الفرنسيين على التدوينة تدل على الاعتقاد الراسخ في العقل الفرنكفوني بالترابط اللزومي بين اللغة والسيادة وأن قائد الدولة أو اي مسؤول فيها ينبغي أن يتمثل هذا المعطى الهوياتي سياسيا وقانونيا
رابعا ـ كثير من الدبلوماسيين الأجانب يتحدثون بلغات الدول التي يوجدون فيها تعبيرا عن تقديرهم لأماكن تواجدهم، مثل روسيا أو الصين أو بريطانيا، إلا سفراء فرنسا الذين لا يستعملون اللغة الوطنية إلا حين الرغبة في الإشارة إلى حنينهم لماضيهم الاستعماري القائم على التشظي والتشرذم….