ملك إسبانيا السابق “خوان كارلوس” يختار إمارة “أبو ظبي” لمنفاه
عبدالقادر كتــرة
اختار ملك إسبانيا السابق “خوان كارلوس” لمنفاه “أبوظبي” إحدى الإمارات العربية المتحدة، حيث سافر على متن طائرة خاصة الإثنين 3 غشت 2020، كانت في طريقها من باريس إلى أبوظبي، وتوقفت في مدينة بيجو بشمال غرب إسبانيا لنقل “خوان كارلوس” وأربعة من حراس أمنه وشخص آخر.
وفي وقت سابق، أفصح ملك إسبانيا السابق “خوان كارلوس” عن نيته مغادرة بلاده والتوجه للعيش في المنفى، حسب ما أوردته صحيفة “إيه.بي.سي” اليوم الجمعة 07 غشت الجاري، وذلك عقب تحقيقات داخل وخارج إسبانيا تفيد بتورطه في شبهات فساد.
وتحوم شكوك قضائية حول تلقي الملك السابق، البالغ من العمر 82 عاما، عمولة ضخمة من السعودية ووضعها في أحد البنوك السويسرية عام 2008 وعلاقات غرامية…
وأبلغ الملك خوان كارلوس نجله، “فيليبي السادس”، بقراره “مغادرة إسبانيا” بعد شهور من الأنباء والفضائح التي أثرت عليه وعلى سمعة القصر الملكي الإسباني.
وجاء ذلك في بيان أصدرته المؤسسة الملكية تشرح فيه أن الملك الفخري نفسه خاطب نجله الملك “فليبي” في رسالة ليبلغه بأنه “بنفس الرغبة في خدمة إسبانيا التي ميزت عهدتي، وفي مواجهة التداعيات العامة الناتجة عن بعض الأحداث الماضية المتعلقة بحياتي الخاصة، أود أن أعرب لكم عن استعدادي المطلق للمساهمة في تسهيل ممارستكم لوظائفكم”.
وتابع الملك السابق، في رسالة للملك السابق تم تعميمها على وسائل الاعلام، قائلا: “مسترشداً بقناعة تقديم أفضل خدمة للأسبان، لمؤسساتهم ولكم كملك، أبلغكم بقراري المدروس بالانتقال، في هذا الوقت، خارج إسبانيا”.
ويقول “خوان كارلوس الأول” في رسالته: “قرار أتخذه بشعور عميق، ولكن بهدوء كبير. لقد كنت ملك إسبانيا لما يقرب من أربعين عاما، وخلال كل هذه الفترة، كنت دائما أرغب في الحصول على الأفضل لإسبانيا وللمؤسسة الملكية”، ويضيف: “إن تراثي وكرامتي كشخص تتطلب مني ذلك”.
وفي نفس البيان الصادر عن القصر، عبر الملك الحالي، “فيليبي السادس” “عن احترامه وتقديره للقرار”، مؤكدا على “الأهمية التاريخية لحكم والده، كإرث وعمل سياسي ومؤسسي لخدمة إسبانيا والديمقراطية”، حسب نص البيان.
وفيما بدا أن خوان كارلوس سيدخل التاريخ كزعيم قاد إسبانيا بمهارة من الديكتاتورية إلى الديمقراطية بعد وفاة الديكتاتور الجنرال فرانكو عام 1975، أفضت الأنشطة المالية الخاصة بالرجل البالغ من العمر 82 عاما إلى فتح تحقيقين قضائيين في سويسرا وإسبانيا.
وبعد تخلي خوان كارلوس عن العرش إثر شائعات بشأن علاقاته الغرامية والمالية عام 2014، حاول الملك “فيليبي” أن يصنع لنفسه صورة متقشفة تناقض الصورة المترفة المرتبطة بأبيه، في بلد لا تحظى فيه الملكية بشعبية كبيرة.
غير أن اسم “فيليبي” ارتبط هو الآخر بنمط الحياة المترفة بفضل ملايين والده في الخارج، مما أدى إلى تصاعد مطالبات بالإصلاح وزيادة المحاسبة إذ يتعرض الملك الآن لضغوط لكي ينأى بنفسه عن أبيه.