في رِثاءِ طَبيبَة
رمضان مصباح الإدريسي
انْزَوتْ في عَينها دمعٌ يُكابِر
كيفَ تُشفِي من وباءٍ لا يُجاهِر؟
من بلاء فاق مَكْرًا كلَّ عِلمٍ
كلَّ دِين ، لا يُبالي إذْ يُعاقِر
شاربا أنْخاب عِشق للمَنايا
ضاحِكا من ضُعفنا طُرَّا يُفاخر
كيفَ تصْمُد حولها وحش بتاج
حوله أشباح موتى والمقابر؟
يا مَلاكًا يا تَعالَيْ وَدِّعينا
يا رَحيمَة كيفَ تنْسانا العَشائِر؟
كيفَ كُنا بالأماسِي والليالِي
والأمانِي حولنا زَهرٌ وطَائرْ؟
يا أُخَيَّهْ لا تبوحي للعَواذل:
كيفَ مُتنا لا نُقاتل من يُصادِر
غاصِبا أرواحنا قَهرا وبَطشا
ينتشي بالقتل خَنقا وهو سادِر
هالَها صوتٌ تعالَى أنْ وداعًا
يا رِفاقي عُمرنا حُلم ٌ يُقامِرْ
أنْ هلُمُّوا حيثُ لا موتٌ يُعاودْ
حيثُ نَمْضي لا رَزايا قدْ تُعاثِرْ
ثُم ساد الصمتُ إلا مِن نَحِيبٍ
مِن دُموعٍ للطَّبيبة لا تُكابِر
أعقبَتْها بانهِيارٍ مِنْ عَياءٍ
من وَباء طالَها قَبْلاً وَهْيَ صابِرْ
يا رِفاقِي ها أنا أُفْضِي إليْكم
بالحَقيقة فاقبَلوا رُوحا تُغادِرْ
بعدَ أن أبْلت بلاءً طَيَّ صَمتٍ
طيَّ عجْز ، لا دواء ٌ لا دِثارُ
جادَها غيثٌ وحُبٌّ في شِغافٍ
يا ربيعا كُن لها حِضْنا يُزارُ
إنْ تكنْ ماتتْ كِفاحًا فَهْيَ نبضٌ
في قلوب مِن بياضٍ لا عَوارُ
يا بُدورا في الدُّجى هذا سَلامي
لِلأُلى جادُوا بأرواحٍ تَغارُ
ليتَنا نصْحوا ونَسمُوا عنْ خَبالٍ
ليْتنا نُصغي بِسمع لا يُكابرْ
مستفركي:غشت2020