طبيعة العداء الاماراتي للقضية الفلسطينية او في الفرق بين التصهين والتطبيع !!
طيبي عمر
اجمع الإعلام العربي على وصف الاتفاق الإماراتي الصهيوني الامريكي على ترسيم العلاقات بين الاطراف الثلاثة على حساب الشعب الفلسطيني بكونه ” تطبيعا ” بين الإمارات وإسرائيل، وذلك بغض النظر عن مواقف من باركوا، او من ادانوا الموقف الاماراتي.
ولكن الخطوة التي اقدم عليها ابن زايد باشهار ولاءه اللامشروط لنتانيهو وترامب تتجاوز التطبيع كما مارسه على سبيل المثال الرئيس السادات والملك حسين والسلطان قابوس وبعض المرتزقة الأفراد من جميع البلدان العربية تقريبا، إلى ممارسة موقف يرتقي إلى إعلان حالة عداء رسمي للشعب الفلسطيني وقضيته المشروعة، وهو موقف ليس بجديد على النظام العشائري النفطي في ابو ظبي على كل حال.
فقد سبق لحاكم الامارات أن خان ثقة الشعب الفلسطيني عندما ارسل بعثة ” رجال أعمال ” مزيفة لشراء مجموعة عقارات في القدس المحتلة بدعوى دعم الفلسطينيين من خلال الاستثمار في عاصمتهم المحتلة، لكن هذه العمليات لم تكن في حقيقتها سوى عمليات تحايل لتمكين الصهاينة من تملك عقارات القدس العتيقة ضدا على الإرادة الفلسطينية التي تمنع تملكهم لها منعا مطلقا.
ومن جرائم هذا النظام ضد الشعب الفلسطيني المعروفة كذلك مشاركته الموساد عملية اغتيال أحد القادة المقاومة في غزة محمود المبحوح بابو ظبي سنة 2010، ثم إرسال مجموعة من الجواسيس تحت غطاء بعثة طبية لنجدة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة خلال العدوان الصهيوني عليها سنة 2014 ، وقد تكشفت حقيقة هؤلاء الجواسيس بعدما ضبطهم رجال المقاومة وهم يزودون الجيش الصهيوني بمعلومات ميدانية عن تحركات وامكانيات المقاومين.
وتمثلت المواقف الإماراتية المعادية للفلسطينيين أخيرا وليس اخرا في تجاهل ابن زايد التام للسلطة الفلسطينية ولقيادة منظمة التحرير عندما ارسل ما سمي بمعونات إنسانية وطبية للفلسطينيين في عز أزمة كورونا، عن طريق السلطات الصهيونية في تل ابيب، وكانما ليسحب اعتراف بلاده بالمنظمة كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني.
والحالة هذه فإن الأمر يتجاوز مجرد التطبيع مع الكيان الصهيوني كما تعارف عليه الرأي العام العربي حتى الان، إلى ممارسة نوع من “التصهين”، يتيح لابن زايد مشاركة الصهاينة حربهم القذرة ليس على الشعب الفلسطيني وحده ولكن على أغلب الشعوب العربية مثلما يحدث منذ سنوات في سوريا واليمن وليبيا وغيرها من البلاد العربية ، وذلك على أمل تحصيله لدور رديف عسكري واقتصادي، ووكيل محلي للهيمنة الإمبريالية الصهيونية التي خذت معالمها ترتسم بوضوح في اجواء المنطقة برمتها.
ع.ط