مدينتي حزينة ومستسلمة رغم انها كانت تصدح بامجاد من رحلوا
…سليمة فراجي
يقال انه ينقصها الاستثمار
ويقال ايضا ان موقعها الجغرافي هو سبب عدم الاقلاع
ويقال ان المعامل منعدمة وفرص الشغل قليلة والمحسوبية ضاربة اطنابها
ويقال ان الكل اخلف الوعود بشأنها ، وان جل المنتخبين لا ينظرون اليها نظرة المحب الولهان، وان الحريصين على المصلحة العامة قلة ، وان اصحاب المصالح الشخصية كثر !
يقال ويقال ويقال
مدينتي لم تعد ترد على النداء المنبعث من شتات المنكسرين الذين لا زالت لديهم حرقة الوطن
لم تعد تشفق على حال كل من تنكر لها في زمن الفتنة والافتتان،
أتأمل شوارعها الحزينة وقناديلها المنعدمة الصيانة ،ومقاهيها المتصافة
بها منحنيات هادئة وشوارع ، وثانويات مر بها العظماء ،
هي التي صدحت بأمجاد ابنائها ممن رحلوا الى دار البقاء ، ومن مغادرين اغتنوا ورحلوا الى مدن اخرى تتعدد فيها الانشطة ،ومن اخرين يكتفون بالتأمل ويلوذون بالصمت ، ومن منتقدين يتبجحون في المقاهي و مختلف اللقاءات بمزايا وايجابيات المدن الاخرى ودول الخارج ، ويصبون الغضب على المدينة !
ويتردد الصدى المنبعث من شتات المنكسرين لطلب النجدة و الاستغاثة من هول الصمت الرهيب ، ومن ظلمة الأفق البعيد ومن صدمة اللامعنى والتوجس من تداعيات وباء غريب لم يكن في الحسبان ، وغربة إنسان