فاس ….6 اشهر تمر على اختفاء السياح من المدينة
عزيز باكوش
منذ أواسط مارس الماضي ، لم تفرد أي طائرة جناحيها في سماء فاس. وقبل أكثر من ثلاثة أشهر ، لم يشاهد عيوننا أي سائح متقاعد وافد من شبه الجزيرة الإيبيرية أو أوروبا ذلك المشهد البانورامي ، الذي يتوسطه ضريح مولاي ادريس من على تخوم البرج الشمالي بفاس .
لقد بتنا نحن أهل فاس لا نشاهد سوى بعضنا البعض بدرجة غاية في الرتابة والملل ، كما لو أننا نعيش في جزيرة مغربية 100% نحن الذين دأبنا لسنوات طويلة على التعايش مع الأجنبي من مختلف الأجناس والأعراق والديانات صيفا وشتاء ، والتقاطع مع الأفواج السياحية القادمة من كل حدب وصوب في الاقتصاد والاجتماع وفن العيش .
لقد أدركنا متأخرين ، أن الاعتماد على السائح الأجنبي بالدرجة الأولى في توفير القوت لملايين الأسر خطأ جسيما في أجندة التدبير في برامج حكومتنا التنموية .
فلمن نبيع الصواني والأواني النحاسية الموثقة شعبيا من القرن 12عشر ؟ ومن يشتري منا لحاف وزرابي عمر بن الخطاب ؟ واين نخزن منحوتات الصناعة التقليدية البائرة ؟ وكيف السبيل إلى استئناف حياة البؤس هذه من اجل مد جسور حياة اكثر هامشية ؟..
قد نكون جزءا من المشهد العام للعالم رتباطا بالجائحة ، لكن الضرر افدح حينما يتعلق الأمر بانسداد تام وجفاف لكل المنابع للحياة والمعيش اليومي للناس الذين لم يسعفهم التكافل الاجتماعي والدعم الشحيح المسنود باجندات انتخابية بسد افواه جياعهم وأداء فواتير الماء والكهرباء الملتهبة
اليوم ، يبدو أن النفق لا يزال طويلا وعميقا ، والحاجة لضخ دماء جديدة في شريان الاقتصاد المعيشي ماسة ولا تقبل التأجيل