ذكرى اعدادية علال بن عبد الله بتاوريرت ومحيطها الطبيعي
بقلم : عبد الرحمان أمقران
كانت ثانوية علال بن عبد الله ومايحيط بها من حقول ومروج خضراء متنفسا طبيعيا للطلاب والطالبات ، إذ كانت مصدرا للحب الذي لاينضب .لقد كان الجمال الطبيعي المؤثث للمؤسسة يفتن عقولنا ويهيج أحلامنا، فهذه أشجار التوت وتلك أشجار الزيتون……وهذا وادي زا الساحر، وتلك حشائش
كثيرة : البسباس- الحميضى- الخبيزى- …………..وتلك أشجار غابوية مثمرة كالزفيزف والتغزاز والخروب وحب قريش…..
وهذه طريق ” الكوليج” المؤدية من جهة “للبيرو” اي القيادة
القديمة – وهذه الطريق لطالما غنى بها احد باعة الذرة ايام
زمان الملقب بإسم “ضميرو”حيث كان يقول ” مابياش طريق البيرو…………….بيا غيرعيونك آضميرو……..”- ومن جهة اخرى
كانت هذه الطريق تؤدي إلى “دوارلكراكرية الجميل مرورا بجنان الحاج امبارك واخوه مرزوقي رحمهما الله – نسبة لدوار المرازقة- وجنان عائلة الخطيب وجنان عائلة بنزقطيط…آية
في الجمال…………أما الطريق الوطنية رقم 1 في اتجاه مدينة
وجدة انطلاقا من محاذاة ثانوية علال بن عبد الله وحتى
القنطرة الطرقية المقامة على وادي زا مرورا بجنان عائلة
القرشاوي كلها فتنة طبيعية تسر الناظرين من خلال أشجار التوت العظيمة التي التفت فروعها في السماء وكانها تتعانق بحرارة بعد فرقة وغياب وذلك على مسافة طويلة مشكلة
مدخلا طبيعيا روعة ولا في الأحلام ، ثم من هذه الطريق في
اتجاه قرية بني كولال الجميلة عبر جنان المرحوم “عمي السباعي” ووادي مهراز ومرقد الولي ” سيدي مرزاق “حيث
يلوح لنا في الافق جبل”44 والي ” وكأنه لازال متكئا على
كتف السماء موحيا لنا بالهيبة والوقار وكيف لا وهو الشاهد
على ميلاد مدينة تاوريرت بل وشاهد على تطورها عبر الزمن.
نعم لقد كانت ثانوية علال محظوظة بهذا الموقع الجغرافي في وسط طبيعي قل نظيره مقارنة مع ثانويات أخرى بمدن
أخرى وبالتالي كنا نحن بدورنا محظوظين لانها كانت المؤسسة التي اختضنتنا بين جنباتها لمتابعة دراستنا وهي كالعروس وسط طبيعة خلابة. وهذا الإمتياز منحنا الفرصة لأن نستفيد من عالم الطبيعة الذي يؤثث محيطها،وهو الامر الذي أضرم في نفوسنا حب الطبيعة التي علمنا معاني الحياة الجميلة والبسيطة والمملوءة طهرا ونقاء ،بل العجيب حقا
ان حبنا هذا انعكس ايجابا على شخصياتنا وذكرياتنا بهذه
الثانوية العتيدة حيث كنا نحب كل ما يتحدث عن الطبيعة
من شعر ونثر وموسيقى …..بل كثير من أحاديثنا اليومية في
كلامنا ومواضيعنا وفروضنا الإنشائية لاتشتم منها إلى تعابير
الورود وخرير المياه وزقزقة العصافير…بل ولا عجب كيف كنا
نتقن الوصف الطبيعي الجميل….بل مثل هذه الظروف أعانتنا
كثيرا في معرفة اسماء أنواع كثيرة من الفواكه البرية والطيور والورود والنباتات بشتى تلاوينها وأشكالها حيث وفوق كل هذا كنا نتبادل نحن الاصدقاء هدايانا بورود طرية حية لازال عطرها فواحا والتي كنا نقطفها من الحقول والمروج الغناء التي كانت تلبس ثانوية علال بن عبد الله
ومحيطها رداء الخضرة والجمال الطبيعي المنقطع النظير خصوصا ونحن نستمتع بسماع خرير مياه الساقية التي كانت
تمر بمحاذاة المؤسسة والتي كنا نغسل فيها وجوهنا وأيدينا
ونجلس على حافتها واضعين ارجلنا الغضة بداخلها ننتشي
ببرودتها المنعشة ونحن في قمة السعادة. ..خصوصا في أواخر
فصل الربيع وبداية فصل الصيف.ضف لكل هذا ما كنا نعاينه
من أسراب العصافير واللقالق التي كانت طوال اليوم تجوب
السماء طولا وعرضا ونحن نتتبعها بأعيننا بشكل كان ينسينا همومنا وأحزاننا .نعم هكذا ظلت أرواحنا متشبثة بذكريات
ترفرف حوالي ثانويتنا العتيدة وكذا بالوسط الطبيعي الدائر
بها والذي تمتعنا به بلذة شيقة في تلك الأيام الخوالي لتبقى موشومة في ذاكرتنا التي لاتشيخ وهي من حين لآخر
تهدهد مشاعرنا كلما أتيحت لنا فرصة ما للحديث عن بعض
من تلك الذكريات كما تحدثت معكم أيها الأصدقاء أطال الله في أعماركم عبر هذه السطور المتواضعة والتي أهديها لكم
من خالص قلب ابن لمدينة تاوريرت اسمه أمقران عبد الرحمان
الذي يغار على ثانويته علال بن عبد الله وعلى مدينته على
حد سواء…… امقران عبدالحمان