هكذا اتذكرك وأبكيك ياثانويتي……! يا اعدادية علال بن عبدالله بتاوريرت
بقلم : عبد الرحمان امقران
أصدقائي قدماء طلاب وطالبات ثانوية علال بن عبد الله لقد
شاءت الظروف في سنوات خلت ان تحتضننا هذه المؤسسة العتيدة ويشاء القدر ان نكون من طلابها وان نقضي بين
جنباتها أياما جميلة من الدراسة والجد والنشاط…………وتمر الأيام لنودعها ذات يوم من الأيام ونحن نتخطى بوابتها الرئيسية ونحن نلقي آخر نظرة على أقسامها بمقاعدها التي
لطالما جلسنا عليها ونقش كثير منا اسماءهم ورموزا ذات دلالات تعبيرية عليها بجميع ألوان قلم “البيك” من ازرق واحمر واخضر وأسود……………..نعم ونحن ننظر نظرة المفارق لسبورات ياما كتبنا عليها من كلمات وحسابات ومعطيات علمية وادبية…………نعم وودعنا بكل حزن نوافذ تلك الفصول الدراسية التي كانت تستهوينا عملية فتحها وإغلاقها تبعا لحالة الطقس وتبعا لتعاقب الفصول………..بل نلقي دمعة اسى
حتى على سلال المهملات والاماكن التي كنا “ننفض” فيها الممسحات ونتخلص من بقايا الطباشير العالقة بها …….نعم
جاء ذلك اليوم الحزين لنودع الملاعب الرياضية الخاصة بكرة
السلة وكرة اليد والكرة الطائرة ………ومدار سباق الجري ….
ونحن نتذكر كيف كانت تغمرنا الفرحة يوم كنا نقضي اوقاتا
ممتعة بيننا ونحن ندردش فرحين غير عابئين بقساوة الحياة
نعم جاء ذلك اليوم الذي لن انساه ماحييت لأودع ساحة الثانوية ورنات الجرس الذي كنا نحبه حتى وإن كان يزعجنا.
نودع شجرة التوت الضخمة التي كانت تتوسط تلك الساحة وكنا نجلس تحتها…..بل حل ذاك اليوم الذي ودعنا فيه محيط ثانويتنا الجميل بأشجار الصفصاف الطويلة التي كانت
تؤثث ذلك المحيط وطيورها ولقالقها بل وبحديقتها التي لطالماجلسناتحت اشجارهاوقضينا لحظات لاتبلى بل وساقيتها المارة بمحاذاتها والتي كثيرا ما تمتعنا بخرير مياهها السائلة
رقراقة بل وانتعشنا ببرودتها العجيبة ونحن نضع ارجلنا الغضة
فيها بعد ان نجلس على حافتها ……نعم ودعنا لحظات عشناها
ايام المسابقات الثقافية وايام الإحتفال بالأعياد الدينية والوطنية ….ودعنا اصدقاء غاليين علينا …….نعم لازلت اتذكر
ذلك اليوم وأنا اذرف دموعا ساخنة مالحة وحارة على خدي
وأنا أمسح تلك الدموع بكم معطفي لأنني لم استطع من شدة
الحزن حتى النهوض من على الكرسي للبحث عن منديل لأمسح به تلك الدموع ……….قلت امسح عيني اللتين اغرورقتا بالدموع وأحاول ان أتمالك أنفاسي واتظاهر بجديتي المعهودة ولكن دونما جدوى …..هكذا كبرنا وتجاوزنا
مرحلة الدراسة بتلك الثانوية وافترقنا وشرق منا من شرق
وغرب منا غرب وانصرف كل واحد لحال سبيله ومستقبله
وصرنا كبارا و لازلنا نعيش الحياة أحياء نرزق – رغم ان كثيرا من أصدقائنا الطلبة من غادرونا لدار البقاء رحمهم الله – و نفرح بفرحها ونقاوم احزانها ………..وتظل ثانويتنا ذكراها موشومة في قلوبنا ، مرسومة معالم حنينها في أدمغتنا
وفي مجاري عروقنا وفي شعورنا واللا شعورنا لايمكن ان ننساها و حتى وإن هي اضحت بعيدة عن أعيننا فهي
قريبة من قلوبنا نتذكرها كلما استبد بنا الشوق و نكررتذكرها مهما يكن وحتى وإن ذرفنا دموعنا عليها؛ لأنها بكل اختصار تستحق حبنا وبكاءنا لأنها عزيزةو علينا وتشكل جزءا مهما من حياتنا.