تاوريرت : أشخاص من زمان ….بسطاء لكن ظرفاء
بقلم : صديقكم عبد الرحمان أمقران
لازلت أتذكر ذلك المصور المائي رحمه الله الذي كان يسمى قيد حياته “اسي محمد فني” رحمه الله برحمته الواسعة وأدخله فسيح جناته.قلت هذا الرجل هو أب احد اللاعبين
المشهورين على مستوى تاوريرت ، إنه عبد العزيز فني والذي
عرف بتقنياته الكروية الهائلة على ذلك العهدولقد كان مقر هذا
المصور في إحدى زوايا شارع محمد الشفشاوني بالحي القديم حيث مقر متاجر بيع الأثواب والكتان.إذ كان يمتلك آلة
تصوير ثلاثية الارجل ” أنظر الصورة أسفله” وكرسي وسطل ماء ….. وكنا في صغرنا نسميه ” الصوار ديال الما” أي المصور
المائي ؟ إذ كانت الصور آنذاك تنتج باللونين الأبيض والأسود.
وقد اتصف هذا المصور بالطيبوبة ودماثة الخلق ومعاملته الحسنةمع ساكنة أهل تاوريرت ، حيث لازالت ذكراه عالقة في
مخيلتنا ايام كانت مهنة التصوير عملة نادرة….وكم كان جميلا أن تأخذ لك صورة وانت جالس فوق كرسي خشبي في الشارع العام وفي الهواء الطلق بطبيعة الحال ……….إنها فعلا
رومانسية عجيبة، وكان مثل هذا المنظر مألوغدفا عاديا لدينا
لايثير دهشة ولاعجب احد في ذلك الزمن الذي ولى دونما رجعة ، ولو أننا فعلنا مثل هذا حاليا لكان لشباب وأطفال اليوم
رأي آخر سيثيردهشتهم دونما شك …….وقد يتعجبون من سر
هذا النوع من التصوير لكنهم في آخر المطاف سيقدرون حتما
هذا المصور رحمه الله الذي كان متقنا لعمله وهو يعتمد في ذلك على آلة تصوير غاية في البساطة ويعمل في مثل هكذا
ظروف…