اكتساح فيروس كورونا لمدينة وجدة بتسجيل 1135 اصابة في ظرف اسبوع واحد…ينذر بخطورة الوضع الصحي بالمدينة
قدوري الحسين
اصبحت مدينة وجدة ثاني مدينة في المغرب تسجل اكبر عدد من الاصابات بفيروس كورونا المستجد ـ كوفيد 19 ـ ففي ظرف الآسبوع الأخير ارتفع عدد الاصابات يمدينة زيري الى 1135 اصابة من بين 1882 المسجلة بالجهة الشرقية …
ورغم ان السلطات الولائية كانت قد عقدت مجموعة من اللقاءات الماراطونية قبل شهر ، معتبرة بذلك انها تقوم بعمل استباقي ، وانها ستكون صارمة في فرض مختلف شروط السلامة ، مثل الزامية الكمامات ، وفرض التباعد الوقائي ، والحث على شروط النظافة والتعقيم …..الا ان هذه الحملة كانت عبارة عن زوبعة في فنجان ، بل اعتبرها المتتبعون للشأن الصحي بالمدينة مجرد حملة للاستهلاك الفلكلوري والاشهاري ليس الا ….
حيث مباشرة بعد تلك اللقاءات اصبح التسيب هو السائد ، واصبح الاستهتار ، واللا مبالاة من جميع الاطراف هو سيد الموقف ، لا مبالاة المواطنين بخطورة الوباء ، ولا مبالاة السلطات تجاه لا مبالاة المواطنين …فكانت النتيجة ان تفشى الفيروس وسط الساكنة كالنار في الهشيم …
واصبحت اعداد الاصابات بمدينة وجدة يعرف ارتفاعا صاروخيا ، يوما بعد يوم ، …امام ذهول المتتبعين ، خصوصا امام تعامل السلطات مع هذا الارتفاع الخطير وكأن شيئا لم يحدث …بل ما يلاحظ هو الانسحاب الكلي لمختلف السلطات من الشارع العام ، والاسواق التي اصبح التسيب فيها امرا عاديا وطبيعيا ..حيث ان السلطات تركت الحبل على الغارب .
وبالتالي على السلطات المحلية بمدينة وجدة ، ان لا تستهتر بالأمرالى هذا الحد ، وان لا تتعامل مع خطورة الانتشار تعامل النعامة مع الخطر ، بدس راسها في الرمال ، خصوصا بعد اصابة بعض المسؤولين بالوباء الذي اصبح لا يفرق بين غني ولا فقير ، بين مواطن عادي او مسؤول …بين رجل وامرأة ، وبين طفل وشيخ ، .ان التفكير في تدخل عاجل وصارم ، اصبح ضرورة ملحة ، وان اقتضى الأمر فرض حجر جديد لمدة اسبوع او اسبوعين بالمدينة ….قبل انفلات الأمور ، وارتفاع الحالات الحرجة والخطيرة ، وارتفاع اعداد الوفيات …..والحجر الصحي لمدة محدودة على الأقل سيكون اهون الشرين …
ومن جهة اخرى ان استهتار المواطنين بالفيروس ، واللامبالاة التي يتعاملون بها معه ، بعدم استعمال الكمامات ، وعدم الالتزام بمسافة الأمان ، واجتناب التجمعات ، والأسواق الا لضرورة ملحة ، وعدم التعقيم و النظافة ….قد يجعل الفيروس يفاجؤهم من حيث لم يحتسبوا ….
وعلى الكل ان يعلم ان الوقاية خير من العلاج