يا أهل وجدة.. النجدة، النجدة
رمضان مصباح الادريسي
لماذا خيبتم افتخاري بكون كورونا لن تكون أبدا من ساكنة وجدة؟
كنت أرددها لأصدقائي ،وأكررها ،فيثنون على “تادُغريت ديال لوجادة”.
يومها لم تكن الإصابات اليومية تتجاوز العشرة؛ في مقابل اشتعال مدن أخرى “كوفيدًا”.
ليتني ما فاخرت ،حتى لا أشعر بالحرج اليوم ؛وأغلب المتصلين من الزملاء يلحون عليَّ بسؤال: ماذا دهاكم؟ من أين لكم هذا ؟
لا أجد حتى ريق الحنجرة لألملم إجابات ،ولو مرتبكة،لا تقنع أحدا.
هل هي البؤر الصناعية؟
ومن أين لوجدة بها ،وهي التي تنام على حلم فتح الحدود؛ ولو مع جار بفم مر؟
هل هي كورونا التعليمية؟
ان كانت هي ،فلا نامت أعين وزير التربية، لأن في حوزته بنكا من التحذيرات ؛من العارفين بالقطاع قبل أن يولد.
هل هي جماعة وجدة التي قد تكون راهنت “حَسِّي مَسي” على مناعة القطيع؛ خصوصا ورئيسها صيدلي ؟
لا هذا مزاح فقط فالسيد عمر حجيرة هو أول رئيس بلدية ،بوجدة،يعقم المدينة؛بعد أن حقنها والده بالوطنية، في زمانها.
هل كورونا الوجدية في تينها أم “هنديتها الزكراوية”،أم في رمانها؟
لا هذا و لاذاك فلا أحلى من ثمار الخريف الوجدي؛ أو على الأقل ما تبقى منها بعد أن كانت لها جنات عن يمين وشمال.
هل يعود السبب في تشتت “طراكسات” السيد بعيوي ،عبر التراب الوطني ؛فلم يعد للعملاق “كورونا” ما تخشاه؟
لا لا هي لا تهاب حتى “ترامب” صاحب الجحيم العابر للقارات.
ماذا حصل اذن حتى ينهزم سيدي يحي ؛حتى وهو محمي بحوريات الغار؟
صدقوني ما شرَّقت وغربت الا لتنفيس الكرب الذي أصابني الليلة وأنا بالقنيطرة، ومطْرَق رأسي ثلاثمائة وزاد ما زاد.
قضيت الصيف كله في وجدة ونواحيها ؛ولم أضيِّع اللبن.
عرفت من وقتها أن وجدة مقبلة على عجاف من الشهور الصحية ،لن يخلصها منها حتى واد سيدي امْعافة ان فاض عليها كعادته ؛التي يربط بها المخيال الشعبي القديم زوال وجدة ،بعد اكتمال عمرانها وحليها.
بمعنى : لن يتَحَيَّفها الوادي حتى تكتمل عروسا في كامل حللها.
هل استبدل هذا المصير،اليوم، بكرورنا تسرح وتمرح على هواها ؟
فعلا رأيتها الصيف في أعناق بكمامات ،وأفواه مفتوحة لكل عابر سبيل من الفيروسات.
وأنوف أنُفٍ لا ترضى أن تكون مُرابطية ملثمة ،بل موحدية مكشوفة الوجه ،مهدية الهوى.
وأيقنت أنها بالغة ما ستبلغه حين رأيت كمامات الادارة بين بين؛ لا هي تَستر ولا هي تُسفر.
ورقص منكرو كورونا على هواهم ؛وكرروا وكرروا حتى دخل الحلبة من يفهم في الرقص ومن لا يفهم.
والطامة الكبرى أن المكممين صار ينظر اليهم على أتهم مرضى فعلا بكورونا.
يتفاداهم الناس الأقوياء بجهلهم.
بل قل المحصنون .
دخلت المتجر مكمما ، فانتحى التاجر السافر الوجه مكانا قصيا حتى لا …
يصيبني أم أصيبه؟
أكيد أنه خاف من شبهة كورونا ، والا كيف يفسر تكميمي ؟
يا أهل وجدة:
الله يَهْديكم ،ها العارْ ..راه كورونا موجودة.
وحق وحق…سيدي يحي.