كورونا ـ كوفيد 19 ـ مدينة وجدة بين الحكمة والخطر!
الأستاذ منير الحردول
أمام حالة الاستهتار المتزايد، والابتعاد كل البعد من قبل أغلبية ساكنة المدينة الحدودية، وجدة، عن التدابير الاحترازية التي أقرتها السلطات المختصة، خصوصا مسألة التعود على ارتداء الكمامات، كجزء من طبيعة الحياة اليومية. وفي ظل تنامي الإصابات التي تخطت كل التوقعات، بل أصبح مثار قلق للجميع، أسرا ومؤسسات هيئات و…! وفي واقعية واقع معيشي صعب من الناحيتين الاقتصادية والإجتماعية، بفعل موروث، لا زال يترنح في أسطورة التوسع على حساب وحدة شعب وأمة لها جدور تاريخية راسخة في القدم، تتطلع للوحدة المغاربية واحترام الأخوة المشتركة، وفتح حدود شائكة في كل شيء! قاطعة لأرزاق عشرات الآلف، للجارين الشقيقين، هذا الموروث الذين يأبى فيه الضمير أن يراجع فيه نفسه، ويعترف أن معاكسة وحدة الأراضي المغربية المقدسة عند جميع أبناء تراب هذا الوطن العزيز ألم للشعب قاطبة. زد على ذلك الصعوبة المنثبتقة عن تأثيرات الجائحة على دخل التجار وأصحاب المهن الحرة وغيرهم كثير، ممن مستهم النتائج الناجمة عن انعكاسات الجائحة المسترسلة والصعبة في آن واحد.
وفي خضم التمادي في تجاهل التحذيرات المتتالية بخطر تفشي الفيروس في المنطقة، أقدمت السلطات المختصة بردة فعل وطنية عميقة، ذات بعد صحي نافع للجميع لا ينكره إلا جاهل، إجراءات أقل ما يقال عنها أنها واقعية بكل المقاييس، بحكم ما وصلت إليه الحالة الوبائية في الشرق، حالة أصبحت غير ثابتة تتأرجع نحو الارتفاع فقط.
ولعل الإجراءات المتخذة والتي استهدفت وقف زحف الفيروس المستجد، والحفاظ على سلامة صحة الجميع، دون الاضرار بالنسيج الاقتصادي وانعكاساته على المفعول الإجتماعي، وذلك من خلال تحديد أوقات فتح وإغلاق المحلات والمقاهي والمتاجر، مع فرض حظر ليلي، وتحديد وقت محكم لذلك، زد على ذلك إجراءات أخرى صدرت في البلاغ الأخير الذي أسهب نوعا ما في التفاصيل المتعلقة بذلك.
ولعل لجوء السلطات لهذه الخطوات، أملته الضرورات القصوى، في مدينة تعيش على وهم اللامبالاة، تلك اللامبالاة قد تعصف بالجميع، خصوصا وأن ارتفاع الإصابات وعدد الوفيات الناجمة عن الفيروس في ارتفاع مستمر، وهو ما يشكل خطرا على المنظومة الصحية الجهوية، ويشكل بؤرة يجهل مسار تفشيها، ونتائجها على الجميع، ولعل السلطات، مشكورة على ذلك، تنبهت لهذا الخطر، مما دفعها إلى تبني الحجر الشامل للأسر التي بها أحد المصابين بالفيروس داخل المنازل، وهو إجراء حكيم، بعد تواتر أخبار هنا وهناك تؤكد عدم التزام البعض بالبرتوكول الصحي، الذي ينص على العلاج في المنازل وفق شروط صارمة، ربما تبين في نهاية الأمر عدم احترامها من البعض!
فمدينة وجدة تحتاج قبل كل شيء في هذه الفترة العصيبة للتأمل في واقع يفرض على الجميع دون استثاء لأحد. لذا لم يبقي لأبناء هذه المنطقة من المغرب الجميل، إلا المزيد من الوعي ومجابهة الاستهتار، والتقيد بالإجراءات الصحية الصارمة، وتفعيل التباعد الإجتماعي على أرض الواقع، وفق مقاربة فردية، تجعل الفرد مسؤولا عن نفسه قبل كل شيء، وله القدرة على التنبيه و تقديم النصح لغيره، بغية العودة للحياة الكريمة، الهادرئة، المعنونة بعبارة: العودة للحياة الطبيعية أمل قائم نتشاركه جميعا!