من ذكريات زمان ساعي البريد “:الفاكتور”
بقلم : صديقكم عبد الرحمان أمقران
لازلنا نتذكر تلك اللحظات الجميلة التي كنا ايامها نقف على وجل وشوق وحيرة من أمرنا في الشارع او الزقاق الذي نسكن فيه ننتظر بكامل الشوق والشغف والحب ساعي البريد
“الفكتور” …….لعله يحمل لنا جديدا او خبرا أو رسالة من عند صديق أو قريب أو عزيز علينا………..بل كنا نحن الطلبة ننتظر التوصل بنتائجنا الدراسية الدورية………..نعم كنا حينما يناولنا ساعي البريد رسالة تتملكنا فرحة عارمة ممزوجة بارتباك نفسي عميق فنبدأ في فتح الرسالة بيدين مرتجفتين لا تقويان أحيانا على التركيز الجيد لأننا لم نكن ندرك ماقد يطلعنا عليه مضمون تلك الرسالة فتسبق إلى ذهنك توقعات
غريبة بين الفرح والحزن ومزيج بين ما تتمناه وما لاتتمناه
ان يكون مكتوبا………………وكلما وجدت في مضمون الخبر ما يفرحك كنت أسعد إنسان في العالم وتطير فرحا …..وكلما كان
العكس تصيبك نوبات من الحزن التي تجعل عينيك تذرفان
دموعا ساخنة على خديك……هكذا كان ” الفكتور” في متخيلنا
نعم إنه ذلك الإنسان الذي يطلعنا على أخبار من يعرفوننا
وأخبار نتائجنا الدراسية وكل معلومة تهمك من أي جهة كانت ….فساعي البريد يخبرك بواسطة إشعارات بوصول حوالات مالية أو باستدعاء لإجتياز مباراة مهنية او استدعاء
لغرض إداري ما……….إلخ……لقد كان لهذا الرجل دور اجتماعي محوري حتى اننا كنا نحبه ومن قوة حبنا له كنا نحترمه ونسلم عليه اينما التقيناه حتى ولو خارج اوقات عمله بل وكنا نكتب على ظرف الرسالة عبارة :” شكرا لساعي البريد”