في ظل فشل سلطات وجدة والجهة في تدبير تداعيات الجائحة.. المطلوب تدخلا عاجلا من مصالح وزارتي الداخلية والصحة لإنقاذ الموقف قبل فوات الأوان..
مصادر مختلفة و متطابقة ومتقاطعة ومن مجالات متعدّدة، تُؤكّد أن الوضع الوبائي أصبحَ مقلقا للغاية على مستوى جهة الشرق برُمّتها، و وجدة على وجه الخصوص، أصبحت مدينة وبائية بامتياز، لذا الأمر يفرضُ تدخّلا مركزيا عاجلا –وفي الحدود القصوى للعجلة – من قبل المصالح المركزية لكلّ من وزارتي الداخلية والصحة، على غرار ما تمّ على مستوى مدن فاس وطنجة ومراكش.. خاصة بعد عجز السّلطات المحلية على تنفيذ الإجراءات الوقائية والاحترازية، في ظلّ تسجيل أرقامٍ قياسية منذ بداية شهر أكتوبر وكذا في خضم تنامي المظاهر التي لا يحترمُ فيها السّكان الإجراءات الوقائية.
فعلى الرّغم من اتّساعِ رقعة الفيروس وانتشارهِ في كلّ أرجاء المدينة بشكل مُخيف، بالرغم من الإجراءات المتّخذة من قبل السلطات الولائية يوم الأربعاء 19 أكتوبر، والتي لم تزد الوضع الوبائي إلا تأجّجا والأرقام إلا تفاقما، وكأنّ من أبدع الإجراءات المومأ إليها والمتعلّقة ب”الإغلاق والسدان للمقاهي والمطاعم والأسواق و حظر التجوّل على التاسعة ليلا واطلاق العنان للا سيران” هي الحل، بالرغم من مظاهر الاستهتار وعدم الإكتراث البادية على مستوى تعامل المواطنين مع إرشادات وزارتي الدّاخلية والصّحة طيلة ساعات النهار، بحيث يغيبُ التّباعد الاجتماعي بشكلٍ كلّي، كما تنعدمُ ثقافة وضع الكمّامات في المناطق والأحياء المكتظّة بالسّكان، ناهيك عن الأعراس والحفلات التي لم يعد يخلو منها أي حيّ سكني أو زقاق، والإزدحام الذي تعرفه العديد من المرافق الحيوية، قيامة الأرقام، وسيارات الإسعاف التي تقضّ مضجع الوجديين في كل وقت وحين، ومع ذلك فإن والي جهة الشرق عامل عمالة وجدة أنجاد، لا وجود له في واقع الناس، ولم يظهر له أيّ أثر يُذكر منذ بداية الجائحة، لا حضور له لا في العير ولا في النفير، لا من قبل ولا من بعد، وكأن شعاره المثل الدارج”حزْموني ورزموني وما أتعولوش أعلي”. .
البنية الصحيّة جد مُهترئة، ومستشفى الفارابي الذي تمّ اعداده لاستقبال اصابات الجائحة، أصبح يعيش وضعا بئيسا يشبه ماريستانات العصور الوسطى، الصيدليات تخلو من دواء كوفيد 19، بل من جميع أنواع الفيتامينات والمقوّيات، مُسكّن دوليبران يتطلب هو الأخر وساطة وجاها لإقتنائه، إنه العبث إنه العبث، عشرات الحالات الوبائية تلتزم البقاء في بيوتها مفضّلة الموت الهادئ خوفا من جحيم مستشفى الفارابي… لذلك فالمطلوب إذا استمرّ الأمر هكذا وبعد فوات الأوان ليس توفير مستشفى ميداني أو عسكري ، بل امداد مدينة وجدة وجهة الشرق بالمزيد من النعوش و توفيرالمزيد من التوابيت، وتهييء سرادق العزاء الجماعي، لأن الآتي أسوأ أسوأ أسوأ أسوأ..”اللهمّ إنا قد بلّغنا من قبل ونعيد التبليغ مرّة أخرى وسنبلّغ مرات متعدّدة لأن في آذان من بيدهم القرار المحلي والجهوي وقرا..؟.
عن الموقع respress.ma