بعد أن أصبحت وجهة للباعة من السويقات المغلقة، هل ستتحول “سويقة الجردة “بالحي الحسني/كولوش إلى بؤرة لوباء كورونا بوجدة؟
عبدالقادر كتــرة
تفاجأ سكان حي الحسني ومحيط “سويقة الجردة” بالحي الحسني بكولوش بمدينة وجدة وأصيبوا بصدمة قوية ، بعد أن تحول حيهم إلى سوق يومي بالفضاء المعروف “سويقة الجردة”، خاصة بعد أن هاجر إليه يوم الأحد عدد من التجار والباعة المفروض تواجدهم بالسوق الأسبوعية قبل إغلاقها.
وعبر سكان حي الحسني ومحيط “سويقة الجردة” عن استيائهم وتذمرهم من هذه الهجرة الكثيفة والمفاجئة التي حولت الحي إلى سوق ضخم، يوميا، بعد أن كان ينشط يوم سبت من كل أسبوع، وانتشر الباعة بمختلف وسائل النقل من سيارات الهوندا والبيكاب وعربات مجرورة ومدفوعة مملوءة بأنواع البضائع والخضر، إضافة إلى البضائع والسلع المعروضة أرضا على الطرق وعلى الأرصفة، واحتل الباعة مختلف الأرصفة المتفرعة عن الطريق الرئيسي والفضاء المخصص للسوق.
ولم يخف هؤلاء السكان تخوفاتهم من استفحال انتشار وباء فيروس كورونا المستجد وسط ازدحام آلاف الباعة والمتبضعين والوافدين والعابرين والمارة وسكان الحي، في ظل عدم احترام تدابير وإجراءات الوقاية الصحية التي ما فتئت وزارة الصحة ترددها وتكررها، ونتيجة الأرقام المروعة الخاصة بالمصابين والموتى، التي يتم تسجيلها، يوميا، بمدينة وجدة والجهة الشرقية، والمتواصلة الارتفاع بحيث تجاوزت قدرات الأطقم الطبية والطاقات الاستيعابية للمستشفيات.
لقد تحول فضاء السويقة إلى إسطبل ضخم على الهواء الطلق تُربط فيه البهائم من حمير وبغال يجلب روثها جميع الحشرات الضارة الحاملة لجميع أنواع الأمراض المتنقلة ناهيك عن الروائح الكريهة التي تنبعث من أكوام الأزبال ومخلفات المنتوجات على طول الطرقات والأزقة المحيطة بالحي والمخترقة له.
هذا دون الحديث عن احتلال الملك العمومي بالسطو على الأرصفة والطرقات العمومية بإغلاق المنافذ المؤدية للحي من طريقه الرئيسي وأزقته بالعربات المدفوعة والمجرورة على مدى أيام الأسبوع بعدما كان الوضع يتعلق بيوم السبت فقط، حيث يستحيل السير والجولان داخل الأحياء مما يعيق تحركات السكان من وإلى منازلهم
وسبق أن وجه جمعيات ومواطنون متضررون بالحي رسائل ونداءات إلى السلطات المحلية والولائية والأمنية كما يعتزمون مراسلة وزير الداخلية، حسب ما صرح به أحد رؤساء الجمعيات للجريدة، للمطالة بالتدخل الفوري والعاجل لوضع حدّ لهذا الوقاع الجديد في ظروف خطيرة، كما التمسوا من المسؤولين بولاية أمن وجدة تكثيف دوريات الشرطة بالمحيط من أجل تطهير المكان وتأمين سلامة وحياة الساكنة.
هذا الحي الذي بذل من أجله مجموعة من شبابه وجمعياته مجهودات جبارة لتنظيمه وتزيينه وتنظيفه خلال الأشهر الأخيرة، يبدو أنه تحول إلى بؤرة سوداء خطيرة بالمدينة، يستوجب تدخلا عاجلا قبل استفحال الوضع إلى الأسوء، وذلك بتحرير الملك العمومى من محتليه وبتطهيره من المنحرفين عبر الحملات الأمنية كإجراء احترازي لتفادي وقوع ما لا تحمد عقباه وتتحول الأحياء إلى منطقة موبوءة بهذا الوباء القاتل حماية للساكنة وللأرواح البريئة .