تقدير مجهودات الأطقم الطبية والصحية بمستشفيات وجدة واجب، وتنبيه المواطنين المستهترين بالبروتوكول الوقائي ضد كورونا ضروري
عبدالقادر كتــرة
“لا يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لا يَشْكُرُ النَّاسَ” صدق رسول الله، والمقولة “اُعطُوا مَا لِقَيْصَرَ لِقَيْصَرَ وَمَا لِلّهِ لِلّهِ”، مدخل لمقال أريد به أن أنبه بكلّ نزاهة وموضوعية واحترام وتقدير للمجهودات الجبارة والخارقة التي تبذلها الأطقم الطبية والصحية والإدارية سواء مستشفيات وجدة أو غيرها في المغرب بل وحتى في العالم، إنصافا لأصحاب البدلة البيضاء ولتضحياتهم، خلافا للانتقادات اللاذعة والظالمة التي يتعرضون لها من بعض المواطنين المصابين أو المخالطين لخوفهم مما قد يصيبهم، وهو إحساس إنساني منطقي وعادل…
لقد أجمع العالم على تقدير العمل الذي يقوم به هؤلاء الذين لُقّبوا بجنود الجيش الأبيض أو “محاربي كورونا” في جبهة محاربته أينما كانوا وحيثما حل الوباء القاتل فيروس كورونا المستجد ” كوفيد 19″ العابر للحدود الجغرافية وضع جميع البشر في جميع البلدان على كوكب الأرض في خندق واحد، فارضا عليهم الالتزام بالإجراءات الوقائية.
هؤلاء الجنود من أطباء وممرضين وإداريين بمختلف المستشفيات، هجروا أسرهم وأبناءهم منذ اكثر من أكثر من 10 أشهر وتخلوا عن عطلهم وسكنوا المستشفيات يشتغلون 24 /24 ساعة، ومنهم من توفّي ضحية واجبه الإنساني، رغم النقص في المعدات والخوف من الإصابة بالفايروس، يواجهون ، في أحيان كثيرة، يواجهون قرارات مفجعة أثناء معالجة المرضى.
وتداول مغردون عبر العالم صورا تبين ظهور ندوب وتقرحات على وجوه المسعفين والممرضين، بسبب ارتداء الأقنعة الطبية بشكل دائم، رغم أنهم يستعطفون مواطنيهم ويتوسلون إليهم لاحترام البروتكول الوقائي، دون أن يشتكون بل يؤكدون “نحن لسنا أبطالا، نحن نقوم بوظيفتنا فقط، والآن هو أكثر وقت يحتاجنا الناس فيه، ونحن كذلك في حاجة إليكم”.
الدكتور أسامة لوكيلي، الكاتب الإقليمي للنقابة المستقلة لأطباء القطاع العام بالدار البيضاء، ذكر بالظروف التي يعيشها الطبيب المغربي في ظل انتشار كوفيد 19، مفيدا بأن الإصابات وصلت إلى 1600، كما توفي حوالي ثلاثون طبيبا، والحصيلة مرشحة للارتفاع، قائلا: “نعلم أن هناك خطر الإصابة، ونتساءل اليوم متى سيحين دورنا لأن الإصابة باتت حتمية؟”.
لا بدّ أن نعترف أن الوضع خطير في ظل تسجيل المغرب لأرقام قياسية من حيث الإصابات والوفيات وذلك بسبب استهتار المواطنين ولا مبالاتهم وانتشار اللاوعي ، حيث أصبحوا يعيشون حياتهم الطبيعية دون احترام للتدابير الوقائية، من تباعد اجتماعي وارتداء الكمامات وتجنب التجمعات، وعند إصابتهم يهرعون إلى المستشفيات مرعوبين، مُحمّلين للأطقم الصحية ما ألمَّ بهم، متجاهلين أن مسؤوليتهم تسبق مسؤولية الجيش الأبيض الذي لا يمكن له الاستجابة الفورية لجميع الوافدين.
هناك مناطق، من بينها الجهة الشرقية ومدينة وجدة على الخصوص، لا توحي بحالة الطوارئ الصحية التي تعيشها البلاد، ولا بالارتفاع المقلق للحالات المؤكدة إصابتها بكورونا وتتسم بمظاهر “السيبة” التي باتت تعيشها بعض المرافق، بوسط المدينة القديمة والأسواق الأسبوعية والسويقات اليومية والقيساريات والطرقات والمقاهي المقاهي والمطاعم والمساجد وحافلات النقل الحضري والعديد من الأماكن العمومية إضافة إلى المآتم والجنازات والولائم، التي تعيش حالة من التجاهل للتدابير الوقائية.
بلاغ صحفي للمديرية الجهوية لوزارة الصحة بجهة الشرق جاء لتوضيح الوضع الصحي وحالات الوفيات في صفوف مرضى كوفيد-19 بجهة الشرق:
“على إثر ما يتم تداوله والترويج له في بعض وسائط التواصل الاجتماعي حول التطورات التي تعرفها الوضعية الوبائية بجهة الشرق، لاسيما ارتفاع حالات الوفاة في صفوف المصابين بكوفيد-19، فإن المديرية الجهوية للصحة بجهة الشرق، في إطار سياستها التواصلية وتنويرا للرأي العام، تقدم التوضيحات التالية:
أن ارتفاع عدد حالات الوفاة لدى مرضى كوفيد-19 راجع بالأساس الى ارتفاع معدل الإصابة لدى كبار السن ومن يعانون من امراض مزمنة تزيد من حدة وخطورة الإصابة لديهم، وهو ما تؤكده حصيلة الوفيات في صفوف هذه الفئة من المصابين.
بعض حالات الوفاة المسجلة راجعة بالأساس الى تأخر المصابين في القدوم الى المؤسسات الاستشفائية ما يؤدي الى تدهور حالتهم الصحية ووصولهم الى المستشفيات في حالات صحية جد حرجة تتطلب عناية طبية مركزة في اقسام الإنعاش، وتجدر الإشارة الى أن نسبة الشفاء لدى مرضى كوفيد-19 الذين تطلبت حالتهم الصحية عناية مركزة في أقسام الإنعاش فاقت 85 % .
ان التكفل بكل الحالات يتم وفق البروتكول الطبي المعتمد من طرف وزارة الصحة كما ان الفرق الطبية، التمريضية والتقنية تعمل جاهدة على توفير الرعاية الطبية اللازمة للمصابين خاصة من تتطلب حالتهم الصحية رعاية مركزة.
هذا وتدعو المديرية الجهوية للصحة بجهة الشرق كافة المواطنين الى اتباع الإجراءات المعتمدة من طرف المديرية الجهوية للصحة عن طريق ربط الاتصال بالمراكز المرجعية لتشخيص الإصابة بكوفيد-19 ضمانا لتشخيص جيد لحالتهم الصحية، كما تخبرهم أن باب التواصل معها مفتوح للجميع بغية التصدي لكافة الشائعات ولكل ما من شأنه التشكيك في خطورة الوباء أو التبخيس من المجهودات المبذولة من طرف كل الأطر الصحية في محاربة هذا الوباء.”
لا بدّ من التذكير أن وزارة الصحة سجلت، يوم الثلاثاء 10 نونبر الجاري، 5214 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، و3946 حالة شفاء، و69 حالة وفاة خلال الـ24 ساعة الماضية.
وأوضحت الوزارة في النشرة اليومية لنتائج الرصد الوبائي لـ(كوفيد-19)، أن الحصيلة الجديدة رفعت العدد الإجمالي لحالات الإصابة المؤكدة بالمملكة إلى 265 ألف و165 حالة منذ الإعلان عن أول حالة في 2 مارس الماضي، ومجموع حالات الشفاء التام إلى 216 ألف و851 حالة بنسبة تعاف تبلغ 81,8 في المائة، فيما ارتفع عدد الوفيات إلى 4425 حالة، لتستقر نسبة الفتك عند 1,7 في المائة.
وتتوزع حالات الإصابة المسجلة خلال الـ24 ساعة الأخيرة عبر جهات المملكة، بين كل من جهة الدار البيضاء-سطات (2381 حالة)، والرباط-سلا-القنيطرة (1209)، وطنجة-تطوان الحسيمة (458)، ومراكش-آسفي (220)، وسوس ماسة (206).
كما تم تسجيل 143 حالة بجهة درعة تافيلالت، و139حالة إصابة بجهة الشرق، و133 بجهة بني ملال خنيفرة، و109 حالات بجهة العيون-الساقية الحمراء، و100 حالة بجهة فاس-مكناس، و79 حالة بجهة كلميم-واد نون، و37 حالة بجهة الداخلة وادي الذهب.
وبخصوص حالات الوفاة، أشارت نشرة الوزارة إلى أنه تم تسجيل 14 حالة بجهة الرباط-سلا-القنيطرة، و13 حالة بجهة الشرق، و12 حالة بجهة الدار البيضاء-سطات، و8 حالات بجهة فاس-مكناس، و6 حالات بجهة مراكش-آسفي، و4 حالات بكل من جهات طنجة تطوان الحسيمة وسوس-ماسة وبني ملال خنيفرة، وحالتين بكل من جهتي درعة تافيلالت وكلميم واد نون.
وبحسب النشرة، فقد أصبح مؤشر الإصابة التراكمي بالمغرب يناهز 730,2 إصابة لكل مائة ألف نسمة، بمؤشر إصابة يبلغ 14,4 لكل مائة ألف نسمة خلال الـ24 ساعة المنصرمة، مع استثناء 15 ألف و769 حالة من كونها مصابة بالمرض، ليرتفع إجمالي الحالات المستبعدة إلى ثلاثة ملايين و266 ألف و235، فيما يبلغ مجموع الحالات النشطة التي تتلقى العلاج حاليا 43 ألفا و889 حالة.
وبلغ عدد الحالات الخطيرة أو الحرجة الجديدة الموجودة حاليا بأقسام الإنعاش والعناية المركزة، والمسجلة خلال الـ24 ساعة الأخيرة، 161 حالة، ليصل العدد الإجمالي لهذه الحالات إلى 984 حالة، 76 حالة منها تحت التنفس الاصطناعي الاختراقي، فيما يبلغ إجمالي الحالات التي توجد تحت التنفس الاصطناعي غير الاختراقي 380 حالة.
أما معدل ملء أسرة الإنعاش الخاصة ب”كوفيد-19″، فقد بلغ 37 في المائة.