قصتنا مع” منبه الدجاجة”
بقلم : عبد الرحمان أمقران
لقد كانت لنا ذكريات جميلة مع هذا المنبه العجيب التي كنا
نسميها ” الساعة ديال الدجاجة ” يوم كانت وسائل الإتصال لم تتطور بعد كما اليوم ، نعم كبرنا ولازلنا نتذكر هذه التحفة الجميلة التي لازالت صورتها حية ماثلة أمامي ، تكاد لا
لاتفارق مخيلتي. ومن محبتي لها فإنني مازلت أحتفظ بواحدة منها إلى يومنا هذا…………وأنا أستحضر ذكرياتنا معها
لايسعني إلا أن أقول أنها كانت تلعب دورا مهما في إيقاظنا
من النوم كل صباح خصوصا أيام الدراسة حيث كان منبه
هذه الساعة او ما نسميه باللغة الدارجة “السرسار”قويا يوقظ
الميت من القبرقبل الحي…..ولكن بقدر ماكان مزعجا كان مهما
ان يكون بمثل تلك القوة التي لولاها لما قمنا من نومنا……….
نعم لازلت أتذكر هذه الساعة وجمال تلك الصورة التي زينت إطارها الداخلي حيث تظهر لك دجاجة لاتتوقف عن تحريك
منقارها صعودا وهبوطا وكأنها تتناول من حبات القمح الموجودة أمامها وكتاكيتها بجوارها في وضع يوحي لك وكأن
هذه الصورة حقيقية فعلا…….اما في الليل فتمتاز هذه الساعة
بكون عقاربها ونقط أرقامها تنبعث منها كلها اشعة ضوئية تدلك على مكان تواجد الساعة من جهة وتساعدك من جهة أخرى في معرفة التوقيت ليلا دونما حاجة للإستعانة بمصدر ضوئي. علاوة على هذا وأنت في بحر الظلام الدامس، مستلق على فراشك لايحلو لك النوم إلا على تكتكات هذا
المنبه التي تكسر هدوء الليل فلا تسمع إلا :تاك…..تاك……تك..
تاك….تاك…..تاك….تاك…….في حركة لاتنتهي والدجاجة بدورها
لا تتوقف عن حركاتها في الصيف كما في الشتاء تنهي إلى
مسامعنا مذكرة لنا أن الوقت من ذهب وهو من حيث يمضي
لايعود والدليل على ذلك أنني وانا طفل كنت حينما أسمع
تكتكاتها لا اعير الوقت أهمية ومع مرور الايام وهذه الساعة
تكتكت “،وما عقت وفقت من القلبة ” حتى وجدت نفسي وقد صرت رجلا كبيرا ولا زلت اسمع تكتكاتها عبر هذه الساعة
التاريخية التي لازلت احتفظ بواحدة منها بعدما قطعنا في هذه الحياة أشواطا فتغيرت ملامحنا وصورنا وهي رغم
قدمها لازلت كما عرفتها صغيرا تتكتك وتكتكت ….وتلك الدجاجة لا تتوقف عن” التكتكة ” والتلويح برأسها العجيب الذي لايتوقف بدوره عن الحركة.