الوجدية/المغربية “لطيفة الكحوشي” سيناتور بمجلس الشيوخ البلجيكي
عبدالقادر كتــرة
بعد مسار نضالي طويل وقوي، من خلال الدفاع عن المهاجرين والمستضعفين، تفوز “لطيفة الكحوشي” بمقعد في المؤسسة التشريعية ذاتها للولاية الثانية تواليا، حيث حصلت على لقب “سيناتور”، وهو موقع اعتبرته تكليفا أكثر مما هو تشريف ولامرأة متشبثة بأصولها المغربية.
رأت لطيفة الكحوشي النور بمدية وجدة الألفية بشرق المغرب بمدينة وجدة، في شهر فبراير من سنة 1961، ثم هاجرت إلى بلجيكا بعد خمس سنوات أي سنة 1966، حيث كان والدها يشتغل بسلك الأمن الوطني بالمدينة التي ولدت فيها، وأنها لازمت وقتها حي “لازاري” الشعبي، كما فتحت عيناها على اللعب بإحدى دور الحضانة التي بقيت تزور مبناها كلما زارت وجدة.
“الكحوشي” تذكر أن سفرها رفقة العائلة لم يكن بدوافع اقتصادية أو مادية، بل يعود إلى السياق التاريخي للمغرب آنذاك، إذ كان والدها مضطرا لتجنب أي تضييق ناتج عن انخراطه السياسي.
وتضيف في السياق نفسه، استنادا إلى صرحت به للموقع الالكتروني “هسبريس”: “كان أبي منتميا إلى الاتحاد الوطني للقوات الشعبية في ستينيات القرن الماضي، وهو التنظيم الذي كان المناضل اليساري المهدي بنبركة بارزا فيه، وقد جاء الذهاب إلى بلجيكا بسبب تضييقات في تلك الفترة”.
وصلت لطيفة الگحوشي إلى بلجيكا، بمعية والديْها واثنين من إخوانها، لتتوسط بلدا أوروبيا لم يكن فيه عدد كبير من المهاجرين المغاربة، ومن تواجد وقتها كان يلاقي صعوبة في إتقان التواصل بلسان المجتمع الجديد.
استفادت “ابنة وجدة” من المستوى التعليمي لوالديْها لنيل دعم مدرسي منزلي مستمر، كما مكن حسن تواصلهما باللغة الفرنسية من المواظبة على مواكبة اجتماعات أولياء التلاميذ بكافة المؤسسات التي مرت منها.
بقيت لطيفة الگحوشي ملتزمة بالنضال الميداني، حسب نفس المصدر، وهي تغدو، في الـ18 من عمرها رئيسة للاتحاد الوطني لطلبة المغرب في بلجيكا، وتلوح كأول فتاة ضمن هذا الموقع في كل أوروبا، مترافعة عن الطلبة المغاربة الذين كانوا مطالبين بمغادرة البلاد بعد التخرج.
سنة 1998، انتزعت مقعدا تمثيليا في اللائحة الانتخابية المحلية للحزب الاشتراكي بمدينة “شارلوروا”، منتزعة لم تسبقه إليها أي امرأة مغاربية في هذه المدينة التي تعد الأكبر في جهة “والونيا” البلجيكية، ثم تمت تسميتها سنة 2006 نائبة لعمدة “شارلوروا” مسؤولة عن تدبير قطاع التعليم بالمنطقة، وفي عام 2012 كانت تحقق ل”ابنة حي لازاري” ولوج برلمان “نامور” ونظيره في بروكسيل.
إلى مجلس الشيوخ
أفضى البريق السياسي للطيفة الگحوشي إلى اختيارها من لدن حزبها السياسي، سنة 2014، لشغل مقعد “سيناتور” في مجلس الشيوخ البلجيكي. وتم ذلك أيضا سنة 2019 كي تصير رئيسة للمجموعة الحزبية لتنظيمها السياسي في الغرفة البرلمانية الثانية ببلجيكا.
السيناتور “لطيفة الكحوشي” عضو مجلس الشيوخ البلجيكي يسكنها المغرب حيث تزوره على الدوام، كما تتشبث بالدفاع عن بلدها الأصل من منطلق الواجب، خاصة أن تطورات كثيرة قد جرت لتوصل نساء عديدين إلى أعلى مراتب المسؤولية، وبوادر التطور أكثر وتعزيز العصرنة بارزة.
وتضيف الگحوشي لنفس المصدر: “المغرب فيه فسيفساء طبيعية وثقافية حقيقة، وبموروث تراثي يعبر عن ثراء فعلي .. كما سبق لي أن شاركت في ملتقيات بالمملكة حول الاقتصاد الاجتماعي، مطلعة على التطور الذي يتم بمشاريع تتصدر غالبيتها نساء .. هذا الحضور الرسمي عرفني على قدرات نساء مغربية بسيطات تجاربهن تستحق الإشادة والتعريف بها عبر العالم”.
وعلاقة بالمغرب أيضا، تؤكد لطيفة الگحوشي التشبث بدعم الجالية المتواجدة في بلجيكا، بتعبير نفس المصدر، كما تثمن العطاء القنصلي المغربي الذي يتفاعل مع حاجيات هؤلاء المواطنين بتنظيم سلسلة من “القنصليات المتنقلة” لقضاء مآربهم الإدارية، حاصة التحرك من “لييج” إلى “شارلوروا