جبهة البوليساريو تؤكد انعدام كيانها القانوني وكونها مجرد جماعة ارهابية لا علاقة لها بقواعد القانون الدولي الانساني
ذة, سليمة فراجي
قد نتحدث عن خرق اتفاقية جنيف الرابعة المؤرخة في غشت 1949 المتعلقة بحماية المدنيين في زمن النزاعات المسلحة ، على اعتبار ان الزج بمدنيين في منطقة عازلة ملغومة بحجة التظاهر السلمي كرد فعل على احترام المغرب للشرعية الدولية وتحقيق نجاحات دبلوماسية وحرصه على المسار التنموي والتنمية المستدامة ، يعتبر خرقا سافرا لاتفاقيات القانون الدولي الانساني ، هذا لو كان للجماعة الارهابية المسلحة كيان او وجود قانوني معترف به
كما ان الخرق السافر لاتفاقية جنيف المؤرخة في 1951 والبروتوكول الملحق بها التي تخص احصاء اللاجئين ومنحهم حرية التجول وإمكانية العيش الكريم مسألة ثابتة تؤكدها الوضعية الكارثية التي اذاقت محتجزي تندوف شتى انواع العذاب والتنكيل في المخيمات ، تجعلنا لا نتحدث عن خرق اتفاقيات جنيف والبروتوكولات الملحقة بها بل نطرح اكثر من سؤال حول نشأة جماعة وهمية منعدمة الكيان القانوني نشأت فوق التراب الجزائري من طرف بعض المستقطبين من المغرب بأجندة جزائرية وبمرتزقة متنوعة الجنسيات وفي عملية تزوير لحقائق تاريخية ثابتة
لكن واعتبارا للقواعد الانسانية القوية والسريعة التي يجب ان تحترم في كل الظروف ،والقيم الجوهرية للانسان التي اعتمدتهما المادة الثالثة من المؤتمر الدبلوماسي لعام 1949 الذي عدل اتفاقيات جنيف ، ما كان على الجماعة او ما يسمى بالجبهة ارغام اكثر من ستين مدنيا أعزلا لتشكيل دروع بشرية في معبر الكركرات المعتبر منطقة عازلة والمخاطرة بحياتهم وتعريضهم لمختلف انواع المعاناة من تنقل عبر الحدود الجزائرية في زمن الوباء لاستعمال الاشخاص كدروع بشرية لعرقلة وتهديد مرور الشاحنات وتعريض التجارة الدولية و الامن الغذائي لموريتانيا ودول افريقية للاختلال والخطر ، في ضرب لابسط القواعد المتعارف عليها دوليا وقانونيا وانسانيا ، علما ان موريتانيا تستورد 80 في المائة من المنتوجات الغذائية من المغرب تمر عبر المعبر الذي تعرض للتخريب والاتلاف ، الشيء الذي يدل على ممارسات لا تمت للقانون الدولي بصلة ولا ينفي عن الجماعة الصفة الارهابية ولو انها محمية من طرف ولية امرها الجزائر، ناهيك عن استهتارها بحياة المدنيين وتعاملها كجماعة ارهابية رافضة للتدابير المشروعة منها قرارات مجلس الامن الداعية الى عدم انتهاك المنطقة العازلة ، بل وصفت الامم المتحدة على حد لسان احد ممثلي البوليساريو ببروكسيل ابي بشرايا البشير بالفاشلة المنحرفة عن المسار ، والمينورسو بأنها عديمة الصلاحية واصفا اياها بانها تشرعن نهب الثروات ، في تبرير لخرق اتفاق وقف اطلاق النار ، مضيفا ان المغرب إن دافع عن نفسه بالتصدي للمدنيين المتظاهرين فإنه يكون قد اطلق رصاصة الرحمة ويأذن بذلك بهجومات الجبهة !
اي استفزاز اكثر مما يحدث ومما يصرح به ؟
المغرب يتعامل بصفته دولة شرعية ملتزمة بمعاهدات دولية وقرارات اممية ومعتمدة على الياتها الديبلوماسية ، سيادته ثابتة على اقاليمه ، وانجز مشاريع مهيكلة أرست نموذجا تنمويا جديدا للاقاليم الجنوبية مكنت من الانخراط في مسار التنمية الشامل للبلاد ، بالاضافة للمبادرة الدولية المتمثلة في فتح 16 قنصلية افريقية وعربية في كل من الداخلة والعيون في ترسيخ لمبدأ كون الاقاليم الجنوبية جزء لا يتجزأ من التراب الوطني
في حين تعتبر الجبهة فاقدة للكيان القانوني و للشرعية الدولية وعديمة المصداقية ، ما يفسر تجاهلها التام للقرارات الأممية وتوجيه السب والقدح لاجهزتها ، واستعمالها لما وصفتهم بالمتظاهرين السلميين كدروع بشرية ، وبالتالي فانها لا تستفيد اطلاقا من الحماية والحصانات المنصوص عليها في القانون الدولي الانساني شأنها شأن المعتدين في عقيدة الحرب اذ يظل الارهابي خارج اختصاص القانون مما يجعل من غير المرجح ان يتقيد بأوامره لعدم قدرته وعدم توفره على حجج تَعِد باحترامه للقواعد إذ هو نفسه محروم من الحماية التي تكفلها هذه القواعد لعدم توفره على الشرعية .
سليمة فرجي ـ محامية برلمانية سابقة