الوزير الأول الفرنسي السابق : “بوليساريو” متورط في الإرهاب وتجارة الأسلحة والبشر والمخدرات ويشكل تهديدا لمنطقة الساحل
عبدالقادر كتــرة
أكد الوزير الأول الفرنسي السابق “مانويل فالس” الذي نزل ضيفا على القناة الثالثة الإسبانية ، يوم الجمعة 20 نونبر 2020، على أن عصابة “بوليساريو” متورطة في الإرهاب وتجارة الأسلحة وتجارة البشر والاتجار الدولي في المخدرات، وتمثل بذلك تهديدا حقيقيا في منطقة الساحل.
ودعا “فالس” الحكومة الإسبانية إلى “عدم الغناء خارج المنصة”، مضيفا “على الحكومة أن تكون مسؤولة وفي مستوى التحديات التي تواجه إسبانيا وأوروبا”، مذكرا ” بأن المغرب بلد حليف جدّ مهم ّلأوروبا، وبلد ضروري في محاربة الإرهاب الذي يشكل تحدّيا لأوروبا”.
من جهته صرح الرئيس التونسي الأسبق، المنصف المرزوقي حول ملف الصحراء المغربية ، في حوار مع “القدس العربي”: “لا يمكن أن نضحي بمستقبل مئة مليون مغاربي لأجل مئتي ألف صحراوي”.
وقال:” أن هناك قوى مصممة على إجهاضه. وبالتالي فكلما تقدمنا ووجد حل معقول للمشكل الصحراوي في إطار الحكم الذاتي داخل المغرب واتحاد مغاربي كبير إلا تقوم قوى معينة بنوع من الضربات الإرهابية لمنع ذلك. والناس التي تتحمل مسؤولية إفشال المشروع المغاربي هي التي تقف وراء عمليات “بوليزاريو” الأخيرة التي لا هدف من ورائها إلا منع أي تقارب أو تحقيق للحلم المغاربي. وأنا لدي أمل في أن التغيير الذي سيحصل في الجزائر بتغيير القيادات وبالحراك وبالديمقراطية سيأتي بجيل جديد من الحكام تكون لهم الشجاعة والوطنية ليفهموا أن هذه السياسة التي ضيعت علينا أربعين عاماً يجب أن تنتهي وينبغي علينا اليوم أن ندخل في عملية إيجابية للتقارب بين الشعوب”.
وأضاف “فلا يمكن أن نضحي بمستقبل مئة مليون مغاربي لأجل مئتي ألف صحراوي في حين إن هؤلاء يجدون أنفسهم معززين ومكرمين داخل اتحاد مغاربي وضمن الحكم الذاتي في الدولة المغربية. نحن نريد توحيد الدول ولا نريد إعادة التقسيم. لأنه إن قبلنا بذلك فما الذي سيمنع غداً من المطالبة بتقسيم الجزائر أو تونس؟ لقد كنا للأسف الشديد رهائن لدى مجموعة في النظام الذي ثار ضده الشعب الجزائري. وأملي الكبير في أن الجيل الجديد من الحكام الجزائريين الذي سيأتي به الحراك والديمقراطية هو من سيسعى إلى إنهاء هذه المشكلة وأن نبني اتحاد المغرب الكبير الذي لن يكون ب”بوليساريو” وبتقسيم المغرب”.
من جهة ثانية، أكد نائب رئيس جامعة (نيو انغلند) الأمريكية المكلف بالشؤون الدولية، الأستاذ الجامعي الأمريكي من أصل مغربي، أنور مجيد، أن التصعيد الذي افتعلته “بوليساريو” في المنطقة العازلة للكركرات، يشكل دليلا آخر على أن أعمال العصابات وقطع الطرق التي تقوم بها هذه المجموعة الانفصالية المسلحة، تمثل “خطرا حقيقيا” على بلدان المنطقة والقارة الإفريقية برمتها.
وقال رئيس جامعة (نيو انغلند) ، وهو أيضا مدير مركب “طنجة” الجامعي التابع لجامعة (نيو انغلند)، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن “الحركة الانفصالية تعرقل حرية التدفقات التجارية وحركة المرور بين بلدين ذوي سيادة، المغرب وموريتانيا، مما يقوض جهود إرساء السلام التي يبذلها، بحسن نية، كل من المغرب والأمم المتحدة”.
وبخصوص تسوية قضية الصحراء، أشار الخبير المغربي- الأمريكي إلى أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس عزز، منذ عدة سنوات، الحكم الذاتي في الصحراء في إطار الجهوية المتقدمة بالمملكة، مسجلا أن الحكم الذاتي هو “السبيل الوحيد الذي يتيح لسكان الصحراء إدارة شؤونهم المحلية والانخراط بحرية داخل مجتمعهم”.
من جهة أخرى، حذر فيديل سينداغورتا، المدير العام للسياسة الخارجية والأمنية بوزارة الخارجية الإسبانية والاتحاد الأوروبي والتعاون، من التهديد الإرهابي الحقيقي الذي تشكله جبهة “بوليساريو” في منطقة الساحل على الجوار الأوروبي.
وقال المسؤول الإسباني رفيع المستوى خلال تدخله في ختام أشغال منتدى حول الإرهاب العالمي نظمه معهد (إلكانو)، يوم الثلاثاء 17 نونبر 2020، إنه “صدم” حين علم أن زعيم الجماعة الإرهابية “الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى”، عدنان أبو الوليد الصحراوي، ينحدر من مخيمات تندوف، مشيرا إلى أن هذه المنطقة أضحت أرضا خصبة للجهادية الإسلامية.
وذكر سينداغورتا الذي نقلت تصريحاته وكالة (أوروبا برس)، أنه تم إبلاغه بأن هذه الميليشيات المسلحة كانت تتدرب في كوبا خلال الفترة التي كان يعمل فيها كدبلوماسي بذلك البلد، مشيرا إلى أن ظاهرة الجهاد المتطرف الراسخة في هذه المنطقة “يجب أن تثير انتباهنا لأنها قريبة جدا من عالمنا”.
وأشار المسؤول الإسباني إلى عودة بروز هذه الظاهرة منذ أن بدأت من الجزائر، ليس فقط في منطقة الساحل، ولكن أيضا في المناطق المجاورة الأخرى، مما أودى بحياة المئات من الضحايا.
وحذر من أن الأمر “يتعلق بتهديد خطير، فنحن نواجه ظاهرة على مستوى القارة”، داعيا بلاده إلى إيلاء عناية واهتمام خاص لمنطقة الساحل.