النظام العسكري الجزائري المنبوذ يهدد العالم بعد صدمة الدعم الدولي للمغرب
عبدالقادر كتــرة
يحكى أن أفعى دخلت ورشة نجار بعد أن غادرها في المساء بحثاً عن الطعام، كان من عادة النجار أن يترك بعض أدواته فوق الطاولة ومن ضمنها المنشار. وبينما كان الأفعى يتجول هنا وهناك؛ مر جسمه من فوق المنشار مما أدى إلى جرحه جرحاً بسيطاً، ارتبك الثعبان وفي ردة فعل قام بعض المنشار محاولا لدغه مما أدى إلى سيلان الدم حول فمه.
لم يكن يدرك الثعبان ما يحصل، واعتقد أن المنشار يهاجمه، وحين رأى نفسه ميتا لا محالة، قرر أن يقوم بردة فعل أخيرة قوية ورادعة، التف بكامل جسمه حول المنشار محاولاً عصره وخنقه. استيقظ النجار في الصباح ورأى المنشار وبجانبه ثعبان ميت لا لسبب إلا لطيشه وغضبه.
مناسبة حكاية “قصة الأفعى التي ذبحت نفسها” نوردها لتذكير النظام العسكري الجزائري المنبوذ الذي أصبح يهدد العالم بعد صدمة الدعم العربي والإفريقي والدولي للمغرب حول قضيته الوطنية الأولى، علَّ ها النظام المعزول يأخذ العبرة ويتعظ ويستيقظ من أحلامه ويتخلى عن أوهامه ويتحلى بالواقع، ويكُفَّ عن معاكسة جاره الغربي ويمُدَّ يد السلام لتعانق يدّ المحبة للمملكة المغربية الشريفة، وينزع من قلبه الحقد والغِلّ والحسد والكراهية ويفتح الباب للشعبين الشقيقين المتصاهرين المسلمين المغربي والجزائري .
لقد كشف التوتر الأخير في الكركرات بين المغرب و”بوليساريو” بل الجزائر التي تعتبر قضية الصحراء المغربية قضيتها الأولى بل “ولاية جزائرية رقم 49″ من استراتيجيتها الأمنية كما صرح بذلك مسؤولوها السياسيين والعسكريين وتخوض حربها بالوكالة ضد المغرب، (كشف) عزلة الجزائر الراعي الرسمي للميليشيات الانفصالية عربياً وإفريقيا ودوليا وأمميا، بعد إعلان عشرات الدول العربية والإسلامية والإفريقية والدولية بما فيها القوات العظمى وكذا المنظمات الدولية، دعمها لمغربية الصحراء، ولتدخل القوات المسلحة الملكية لتحرير معبر الكركرات وتطهيرها من قطاع الطرق لميليشيات الجبهة الانفصالية.
لقد أكدت المحكمة الدولية للوساطة والتحكيم، أن الأعمال التي قامت بها جبهة بوليساريو في منطقة الكركرات، من منع لمرور البضائع والشاحنات في اتجاه موريتانيا ودول إفريقية، تعتبر شكلا من أشكال عرقلة حرية التجارة، وتستوجب المساءلة الدولية، باعتبار أن مبدأ حرية التجارة الدولية مبدأ ثابت.
واعتبرت المحكمة الدولية، في بلاغ لها، أن تدمير جبهة بوليساريو الطريق الرابط بين المغرب وموريتانيا، وتسليح مجموعات للقيام بأعمال تخريبية في منطقة منزوعة السلاح، يعتبران عملين عدوانيين يستوجبان تدخل مجلس الأمن، ويعطيان الحق للمغرب في الدفاع عن نفسه، بل وفي إثارة المسؤولية الدولية لجبهة بوليساريو والدول الداعمة لها.
وأكدت المحكمة أن رد فعل المغرب لوضع حد للأعمال العدوانية لجبهة الانفصالية بمنطقة الكركرات، عمل مشروع ويجد سنده في المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، التي تنص على أنه ليس في ميثاق الأمم المتحدة ما ينقص حق الدول، في الدفاع عن نفسها، إذا اعتدت قوة مسلحة على أحد أعضاء الأمم المتحدة.
وتهاطلت رسائل التضامن والدعم على المغرب من قبل دول عربية شقيقة على رأسها دول مجلس التعاون الخليجي ، بالإضافة لتضامن ودعم منظمة التعاون الإسلامي، التي تضم 57 بلداً، والبرلمان العربي وعدد كبير من الدول الإفريقية ومجموعة من دول العالم والمنظمات الأممية والدولية والقوات العظمى، وذهبت أبعد من الدعم والإشادة حيث نددت ب”قطاع الطرق” التابعة لميلشيات عصابة “بوليساريو”.
بعد الصدمة التي كانت قوية أفقدته وعيه وعقله وجُّنَّ جُنونه، ارتبك النظام العسكري الجزائري ولم يجد من ردود إلا توزيع التهديد والوعيد لدول العالم، باستثناء الدول العظمى مخافة من ردودها التأديبية، كما ذهبت بعض التيارات المتشددة في الجزائر إلى الدعوة بتجميد عضويتها في جامعة الدول العربية، وكذا قطع العلاقات مع دول الخليج أو إعادة النظر في العلاقات الاقتصادية بين الجزائر والدول العربية.
جاء في بيان المجلس الشعبي الوطني الجزائري “على مؤسسات العمل العربي المشترك أن تنأى عن المسائل الخلافية والعالقة العربية – العربية.
وشدد البرلمان الجزائري في الأخير على ضرورة مراعاة التوافق والتقارب بين البرلمانات العربية بما يحقق طموحات شعوبها” (ومن الغرائب الجزائرية أن تمنح لنفسها التدخل في شؤون المغرب وتدعم المرتزقة بالمال والعتاد وشراء الذمم وفي المحافل الدولية لكما سنحت له الفرصة وبددت أكثر من 500 مليار دولار، ولا زالت على حساب القوت اليومي للمواطن الجزائري الذي يعاني في البحث عن نصف لتر من الحليب وكيلوغرام من الدقيق وكيلو من البطاطس…، منذ أكثر من 50 سنة، كيف يفهم هذا الموقف المليء بالتناقض والانفصام الشخصي للنظام الجزائري؟).
أخبار تم تداولها تشير إلى أن رئيس الأركان للجيش الوطني الشعبي الجزائري الفريق السعيد شنقريحة يجند مرتزقة من مالي والنيجر في صفوف “بوليساريو” تكلف خزينة الدولة 300 مليون دولار.
الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، أبو الفضل بعجي، إن الآلاف من مناضلي جبهة التحرير الوطني تحت تصرف “القضية الصحراوية”، وأن “الجزائر وجبهة التحرير الوطني لن يتخليا على موقف مقدس مثل “دعم القضية الصحراوية” (وهو ما يعتبر حربا جزائري بالوكالة ضد الجار الغربي).
مباشرة بعد نشر بيان المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة “الإيسيسكو” الذي يدعم تدخل المغرب في الكركرات، زار سفير الجزائر بالمغرب عبد الحميد عبداوي مقر هذه المنظمة بالرباط.
لم يستطع سفير الجزائر في المغرب احتواء غضبه عندما عبرت “الإيسيسكو” عن دعمها لعملية تحرير الكركارات، حيث التقى الدبلوماسي بمدير العام ل”الإيسيسكو” السعودي محمد المالك بمقر هذه المنظمة بالرباط للاحتجاج وأعرب له عن رفض الجزائر لدعم “الإيسيسكو” المغرب ، بل وهدده بتعليق مساهمة الجزائر في المنظمة.
أصيب النظام العسكري الجزائري بالدهشة والصدمة من الإجماع الدولي لتدخل القوات المسلحة الملكية المغربية لتطهير معرب الكركرات من “قطاع الطرق” التابعين لميلشيات “بوليساريو” صنيعة النظام العسكري الجزائري والمؤتمرة بأمره، ووجد نفسه في عزلة قاتلة، جعلت المدير العام للمعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية الشاملة بالجزائر، عبد العزيز مجاهد المصدوم من تعاطف دول العالم مع الموقف المغربي في قضية الكركرات يتساءل: “هل اصبحت الجزائر دولة منبوذة؟، وكشفت للجزائر أن قضيتها خاسرة وتعيش لوحدها أوهاما وأحلاما، وعليها الاستفاقة منها.
ومما لا شكّ فيه أن عنترية النظام العسكري الجزائري المرضي وكبرياؤه الزائد وحقده الدفين وحسده السكيزيفريني على المغرب واعتباره عدوه اللدود والوحيد، بدل الفقر والتخلف والاستبداد والفساد، جعله يعيش في أوهام دونكشوطية ويحارب طواحين الهواء مثل الأفعى التي رأت في المنشار عدوا قد ينقض عليها في أية لحظة…..