مجلة “جون أفريك”: “على الجزائر أن تعترف بدورها كطرف في نزاع الصحراء”
إجماع دولي على تورط النظام العسكري الجزائري في قضية الصحراء المغربية،
مجلة “جون أفريك”: “على الجزائر أن تعترف بدورها كطرف في نزاع الصحراء”
عبدالقادر كتــرة
أجمعت دول العالم في قاراته الخمس وبمختلف تياراتها وتوانيها على أن النظام العسكري الجزائري طرف رئيسي وأساسي في نزاع الصحراء المفتعل منذ ما يفوق الخمسين سنة، في محاولة لتقسيم المملكة المغربية الشريفة، إشباعا لغطرسته وعجرفته وعقدته المرضية من جاره الغربي، ضدا على وحدة الشعوب المغاربية وحسن الجوار والمصاهرة والدين والهوية، وتنكرا لتضحيات رجال المقاومة المغربية في سبيل استقلال الجزائر ومواقف الملكين الراحلين محمد الخامس والحسن الثاني طيب الله ثراهما.
وبعد الصدمة التي تلقاها النظام العسكري الجزائري وأزلامه عند إقدام أشاوس القوات المسلحة الملكية على تطهير معبر الكركرات من قطاع الطرق والمهربين وتجار المخدرات والإرهابيين التابعين لجبهة “بوليساريو” الانفصالية المؤتمرة بأوامر جنرالات ثكنة بنعكنون، والدعم المنقطع النظير من جميع دول العالم ومنظماته الدولية ، لا زالت أقلام الإعلام الدولي تضع النقط على الحروف وتشير بالبنان إلى مسؤولية النظام العسكري الجزائري في تأزيم الأوضاع وتحمله توابع تأزيمها باعتباره الطرف الوحيد والرئيسي في هذه الأحداث المفتعلة.
مجلة “جون أفريك” إحدى المجلات العالمية المقروءة والمعروفة بنزاهة إدارتها وكفاءة صحافييها، كتبت، في عدد الأخير ليوم الأربعاء 25 نونبر 2020، افتتاحية وقعها مدير تحرير المجلة، فرانسوا سودان، تحت عنوان “الصحراء.. الجزائر يجب أن تخرج من حالة الإنكار”، أنه “طالما لم يتم تبديد وهم “بوليساريو” مستقلة، ولم تعترف الجزائر بدورها كطرف في النزاع، لن تكون هناك أية تسوية نهائية ممكنة”.
وتطرقت “جون أفريك” للأحداث الأخيرة في منطقة الكركرات، بعد مبادرة المملكة الرامية إلى استعادة حرية حركة البضائع والأشخاص في هذه المنطقة العازلة، قائلا “يكفي إلقاء نظرة على الخريطة لإدراك أن إعادة فتح منطقة الكركرات العازلة أمام حرية الحركة يعد أمرا حيويا بالنسبة للمملكة”، مضيفا أن “زهاء مائتي شاحنة كانت محاصرة عند الحاجز الذي أحدثته بها “البوليساريو”، بما كان يهدد بالتوقف، شريانا تجاريا أساسيا بالنسبة للصادرات والمبادلات التجارية بين المغرب وموريتانيا وإفريقيا جنوب الصحراء”.
وذكرت المجلة بأن هذا “الورم المتجذر” الذي أحدث في منتصف شهر أكتوبر، حسب الترجمة التي قام بها موقع “بناصا – “Banassa ، “كان في طريقه إلى أن يصبح معسكرا دائما لجميع أصناف التهريب”، حيث بدأ الانفصاليون “في توطين عائلات صحراوية، ما جعل إجلائها أمرا معقدا وخطيرا أكثر من أكديم إزيك، غير بعيد عن مدينة العيون، في نونبر 2010”.
واعتبر كاتب الافتتاحية “فرانسوا سودان” أن “قيادة جبهة “البوليساريو”، من خلال المضي على هذا النحو، امتثلت لمنطقها الخاص للبقاء”، مشيرا إلى “البوليساريو” تعتبر “الاستقرار في الكركرات بين المركزين الحدوديين المغربي والموريتاني، هو في ذات الآن إحداث مصدر للدخل وخلق اشتقاق “وطني” قادر على إعادة تعبئة الساكنة المنهكة”.
لكن “بعد الوقوف على عدم قدرة بعثة الأمم المتحدة على تدبير هذه الإشكالية (تتكررت توغلات “البوليساريو” في المنطقة منذ ست سنوات)، لذلك قرر صاحب الجلالة الملك محمد السادس الحسم”.
وأضافت “جون أفريك” أن “عملية تطهير الكركرات، التي استفادت من نافذة للفرص الدبلوماسية وبدعم من غالبية دول الجامعة العربية، جرت من دون أية خسارة بشرية من كلا الجانبين، ولم يقم بإدانتها أحد خارج الجزائر”.
وبالنسبة للمجلة، فإن اتهام المغرب بخرق وقف إطلاق النار، بينما “انتهك هذا الأخير بالفعل” من قبل “البوليساريو” “منذ تمركزها غير القانوني، يشكل خلطا بين رجل الإطفاء ومفتعل الحرائق”.
وأشارت المجلة التي ذكرت بأن الانفصاليين أعلنوا في 13 نونبر الجاري عن “حالة الحرب” و”استئناف الأعمال العدائية” عقب التدخل المغربي بالكركرات، إلى أنه “حتى لو أعلنوا عن تعبئة “الآلاف من المتطوعين” من أجل هجمة وصفت بـ “الصاعقة”، يعلم الجميع أن الانفصاليين “الذين يمتلكون ترسانة من الأسلحة لم تتغير إلا قليلا منذ ثمانينيات القرن الماضي، والتي تعتمد في تجديدها بشكل كامل على محتضنها الجزائري، أضحوا يقتصرون على الحد الأدنى من التكتيك القائم على الكر والفر”.
ويتعلق الأمر ، حسب الكاتب، بـ “نزاع من عصر آخر، خرج من ثلاجة الحرب الباردة ونجم عن مخلفات فترة إنهاء الاستعمار”، لكن “طالما أن وهم “البوليساريو” المستقلة لم يتبدد بعد، ولم تعترف الجزائر بدورها كطرف في النزاع، لن تكون هناك أية تسوية نهائية ممكنة. الجزائر، أو بالأحرى أولئك الذين يسيرونها، فضلا عن جزء من طبقتها الإعلامية-السياسية. الغالبية العظمى من الجزائريين لا يهتمون بهذه القضية التي عفا عليها الزمن”.
هذا المقال زعزع النظام العسكري الجزائري ووظف أزلامه وأقلامه الخبيثة والفاسدة وفاقدة الضمير، كعادته، وعلى رأسهم “ألجيري باتريوتيك” موقع الجنرال المجرم الهارب إلى فرنسا، سفاح العشرية السوداء، لإطلاق مجموعة من الاتهامات العشوائية على الأقلام النزيهة.