الصين تختار المغرب كمنصة وحيدة لإنتاج وتوزيع لقاح كورونا بأفريقيا وصدمة في الأوساط السياسية الجزائرية
عبدالقادر كتــرة
لم يستيقظ النظام العسكري الجزائري وأذنابه في الأوساط السياسية الجزائرية من وقع الصدمات المتتالية التي تلقوها بمناسبة تدخل القوات المسلحة الملكية المغربية لتطهير معبر الكركرات والدعم الدولي السياسي منقطع النظير الذي واكبه لصالح المغرب، حتى تلقى صفعة جديدة اقتصادية، هذه المرة، من التنين الصين العملاق الذي اختار المملكة الشريفة كمنصة واحدة ووحيدة لإنتاج وتوزيع لقاح كورونا بأفريقيا، بعدما سبق للمغرب والصين أن وقعا في يونيو الماضي اتفاقية التجارب السريرية لهذا اللقاح.
وتناقلت وسائل الإعلام الجزائرية على مضض وبغضب شديد، خبر اختيار جمهورية الصين الشعبية للمملكة المغربية كمنصة وحيدة بالقارة الأفريقية لإنتاج وتسويق اللقاح الصيني ضد فيروس كورونا، عبر شركة “صوطيما” المغربية، حيث تم توقيع اتفاقية في هذا الشأن، حيث نقلت أن بكين تخلت عن “حليفها” التقليدي بأفريقيا لافتقاده للاستقرار الأمني والاقتصادي، لصالح المغرب الذي تحول إلى قبلة للاستثمارات الصينية.
فبعد المشروع الضخم “طنجة تيك” الذي سيمثل وجهاً جديداً لمارب القرن 21، باحتضانه أضخم شركات التصنيع الصينية في مجالات الطاقة البديلة، التكنولوجيات الحديثة، الطيران وغيرها من الصناعات التحويلية والحديثة، أغضب اختيار الصين للمغرب الجارة الشرقية ليكون أول بلد خارج القارة الأسيوية يُنتج ويسوق اللقاح الصيني ضد كورونا، بعدما سبق للمغرب والصين أن وقعا في يونيو الماضي اتفاقية التجارب السريرية لهذا اللقاح.
مشروع مدينة محمد السادس طنجة تيك، المدينة الصناعية العصرية والمستقبلية والإيكولوجية والمتصلة بالتكنولوجيات الحديثة ورمز إفريقيا المنفتحة على العالم بأسره، بمشاركة شركة “آيلون”، واحدة من الشركات العالمية الرائدة في صناعة شفرات مراوح الطاقة الريحية، التي أعلنت عن نيتها الاستقرار بمدينة محمد السادس طنجة تيك باستثمار يصل إلى 140 مليون دولار وإحداث 2000 منصب شغل.
كما سبق لبنك إفريقيا ومجموعة “تشجيانغ” الصينية لمجموعة مدينة الخدمات أن وقعا، خلال نونبر الماضي، على مذكرة تفاهم بهدف تأكيد الدور الذي تلعبه المجموعة المصرفية المغربية في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين المغرب والصين، وبشكل عام بين الصين وإفريقيا، مشيرة إلى حرصها على أهمية وجدوى زيادة إيقاع اتفاقيات الشراكة مع فاعلين اقتصاديين صينيين رفيعي المستوى.
ويأتي توقيع هذه الاتفاقية مع CCC Group في سياق تطوير البرامج اللوجستية، والتي تتكون من الدعم المالي للمجموعة الصينية من أجل تنميتها الدولية وبشكل خاص في إفريقيا، من خلال مجمعات التجارة واللوجستيات، كما تسمح هذه الاتفاقية للمؤسستين بالتعاون في مشروع لبناء وتهيئة وتطوير منطقة تجارية ولوجستية في المغرب.
كما سبق لوزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي أن أشرف على التوقيع على اتفاقية مع المجموعة الصينية “shangdong shangang ” تتعلق باستثمار الشركة الصينية لأكثر من 1.3 مليار درهم في المغرب، بهدف إحداث وحدة لتصنيع هياكل وخطوط الأنابيب من الصلب بالمنطقة الحرة في طنجة.
وسيتم توجيه إجمالي إنتاج الوحدة الصناعية التي تقدر طاقتها الإنتاجية السنوية ب250 ألف طن من أنابيب الصلب نحو التصدير إلى كل من أوروبا وإفريقيا، لذلك فقد طمأن العلمي رجال الأعمال المغاربة بأن هذه الشركة الصينية لن تنافسهم في السوق المغربي وإنما إجمالي منتوجها موجه نحو التصدير.
وتعتبر المجموعة الصينية “shangdong shangang ” رائدا عالميا في مجال صناعة الصلب، حيث يصل رقم معاملاتها إلى 7 مليار درهم، مشيرا إلى أن هذا المشروع يعتبر مشروعا ضخما حيث سيمتد على مساحة 14 هكتار وسيمكن من خلف 228 منصب شغل لفائدة اليد العاملة.
هذا المشروع يندرج في إطار مخطط تسريع التنمية الصناعية، كما أنه سيشكل حافزا للشركات الصينية على الاستثمار بشكل أكبر في المغرب خصوصا وأن نسبة الاستثمار الصيني في المغرب مازالت جد ضعيفة، حسب تعبير الوزير، الذي أكد على أن المغرب سيشكل بوابة عبور للشركة الصينية ليس فقط إلى القارة الإفريقية وإنما حتى إلى أوروبا وأمريكا وذلك بفضل ميناء طنجة المتوسط.
من جهته، قال السفير الصيني الذي كان حاضرا للتوقيع على هذه الاتفاقية بأن الشركة الصينية وعلى الرغم من تواجدها في أربع دول إفريقية إلى أنها اختارت المغرب نظرا لما يقدمه من فرص حقيقية للنمو، كما أن سيساعد المغرب على تطوير شبكة الطرق السيار، ومشروع القطار الفائق السرعة.