مقبرة لالة ميمونة بوجدة تتحول إلى مطرح للأزبال والأحجار ومرتع للحيوان ووكر للمتسكعين
عبدالقادر كتــرة
في مشهد مقزز ومثير للسخط والغضب وفي ظل غياب المسؤولين على المدينة، تحولت مقبرة لالة ميمونة الإسلامية الواقعة بحي الأمل وتجزئة بالحسين، آهل بالسكان في قلب مدينة وجدة، إلى مطرح للنفايات والأزبال والأحجار والأتربة المتخلص منها من طرف البنائين، وملجأ للقطط والكلاب والحمير ووكرا للمتشردين والمتسكعين والمتعاطين للخمور والكحول.
هذا الوضع يُدْمي قلب المسلم خاصة لما يلاحظ المواطن الوجدي الاهتمام المتواصل الذي يولى للمقبرة المسيحية واليهودية، رغم رحيل المسيحيين واليهود هند المدينة الألفية منذ عشرات السنين، والتي لا زالت تحافظ على نظافتها ونظامها وصباغتها إضافة إلى أن لا أحد يقترب من محيطها المسيج بجدار كامل ولها حارس يسكن داخل بيت خصص له داخل المقبرة.
ورغم النداءات المتكررة والشكايات الموجهة للمسؤولين، لا زال السكان المجاورون لمقبرة “لالة ميمونة” يعانون مثل أمواتهم التي تضم اللحود والقبور رفاتهم، من الإهمال والتهميش وصراخ الحيوانات الضالة من نهيق ونباح وعويل وصخب المتسكعين والمتشردين والسكارى الذين اتخذوا من هذه المقبرة وكرا لجميع الفواحش والموبقات والانحرافات فوق رفات الأموات من دون حسيب ولا رقيب.
المقبرة المفروض فيها أن تكون مكانا آمنا مثل مسجد له حرمته أكثر من أي مكان آخر، تحولت إلى مطرح للأزبال وإسطبل للحمير والبغال بعد أن انهارت أسوارها بسبب قدمها ولم يلتفت إليها أحد، وتعرت قبورها وكشفت عن رفات راقديها وعبثت بها الحيوانات ودكتها الأرجل الوسخة والنجسة من السكارى والمتشردين والمومسات يتعاطون للخمور والمخدرات ويمارسون الفسوق والفجور أمام أعين الساكنة التي لا حول لها ولا قوة إلا الاستنكار.
وزاد في استفحال وضعية المقبرة التي أغلقت منذ أكثر من أربعين سنة انهيار الجدار المحيط بها الأمر الذي سهل على العربات المجرورة بالحيوانات ولوجها والدوس بعجلاتها على قبور المسلمين دون الحديث عن الحيوانات الضالة من كلاب وقطط جائعة وغيرها الباحثة عن طعام، يضاف إلى كلّ هذا ما يرمى من أتربة وأحجار يتخلص منها عند البناء.
وتساءل السكان عن مصير هذه المقبرة التي أصبحت مصدر إزعاج للأحياء قبل الأموات ومآل رفاتهم إن تمكنت الكلاب والقط من زيارة القبور وسبر أغوارها عبر الحفر والانفاق التي تمكنها من ذلك بعد أن تحولت المقبرة إلى فضاء مفتوح تأثرت بالتقلبات الجوية في غياب أي صيانة أو حماية.
وذكر بعض العارفين بتاريخ المدينة مشيرا إلى أنه كان من المفروض أن تحاط المقبرة بجدار أمني إسمنتي يمنع الدخلاء من ولوجها ثم يبحث القائمون على الشأن المحلي في إقامة مشروع اجتماعي عليها بحكم أنه مرّ على إغلاقها أكثر من أربعين سنة، كما تم ذلك على القطع الأرضية للمقابر القديمة، حيث شيدت إعدادية الوحدة على إحداها وسوق مليلة على مقبرة “أوبازا”.
شدد السكان على ضرورة إغلاق مقبرة سيد المختار الواقعة على مشارف شارع محمد الخامس وسط مدينة زيري بن عطية التي، رغم قدمها وامتلائها، لا زالت تستقبل موتى المسلمين، كما أكد على ضرورة الإسراع بإنجاز المقبرة الجديدة التي تحدث عنها الجميع والتي سيكون تصميمها عصري وتنظيمها محكم.
وتشهد مداخل المقابر الأخرى بالمدينة الألفية فوضى عارمة ومضايقات متعددة ومتنوعة يساهم فيها قراء القرآن على الموتى والمتسولون وبائعو قنينات الماء لرش القبور والأفارقة المنحدرون من بلدان جنوب الصحراء المرشحون للهجرة السرية، في الوقت الذي تطالب أصوات أخرى بتهييء بقع أرضية لإقامة مقابر لأموات مدينة وجدة بعد ضاقت المقابر الأربعة الأخرى بأمواتها .