شطحة غريبة للنظام العسكري الجزائري: يأمر أئمة المساجد بمهاجمة المغرب من المنابر في خطبة الجمعة
عبدالقادر كتــرة
بعد الهزائم الدبلوماسية الصاعقة والانتكاسات المتتالية في المحافل الدولية وتوجيه صفعات قوية بدعم سياسة المملكة المغربية في قضية وحدته الترابية عقب الزلزال المدوي الذي خلفه المرسوم الرئاسي الأمريكي وفتح العشرات من بلدان العالم لقنصليات بكل من العيون والداخلة، لم يجد النظام العسكري لجنرالات الجزائر الطواغيت، وفي شطحة غريبة وخبطة عشوائية، إلا اللجوء إلى استغلال المساجد لمهاجمة المغرب.
وزارة الشؤون الدينية الجزائرية وبأمر من النظام العسكري الجزائري الطاغوت، وزعت خطبة الجمعة على جميع المساجد لتجييش الأئمة ضد الجارة المملكة المغربية الشريفة والشقيقة في أسلوب بئيس ويائس، جاهلين أو متجاهلين الآيوة الكريمة “وَأَنَّ ٱلْمَسَٰجِدَ لِلَّهِ فَلَا تَدْعُواْ مَعَ ٱللَّهِ أَحَدًا”: وأن المساجد لعبادة الله وحده، فلا تعبدوا فيها غيره، وأخلصوا له الدعاء والعبادة فيها؛ فإن المساجد لم تُبْنَ إلا ليُعبَدَ اللهُ وحده فيها، دون سواه، وفي هذا وجوب تنزيه المساجد من كل ما يشوب الإخلاص لله، ومتابعة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وفي تفسير آخر: “أن المساجد التي هي أماكن الصلاة والعبادة لا تكون إلا الله – تعالى – وحده ، ولا يجوز أن تنسب إلى صنم من الأصنام ، أو طاغوت من الطواغيت “.
ويسلك النظام العسكري المتهالك، آخر مسالكه قبل الإنهيار التام لمهاجمة المغرب كشماعة يغطي بها مشاكل البلاد الحقيقية ولجأت إلى أسلوب خبيث في مناسبة دينية لمهاجمة بلد جار بتخصيص خطبة الجمعة لسب و شتم المغرب والمغاربة.
وليست هذه المرة الأولى التي يلجأ فيها النظام العسكري الجزائري إلى أئمة المساجد، إذ سبق لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف الجزائرية أن دعت الأئمة، ليلة الجمعة 22 فبراير 2019، إلى تسليط الضوء خلال الخطب على “نعمة الأمن” وضرورة “الحفاظ على مكاسب الوطن” وتذكير جموع المصلين بـ “العشرية السوداء” التي عاشتها الجزائر خلال تسعينيات القرن الماضي إثر انفلات الوضع الأمني بعد توقيف المسار الانتخابي سنة 1992.
وجاء هذا بعد قرار الجزائريين التظاهر، الجمعة 22 فبراير 2019 ، ضد ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة المخلوع لولاية خامسة، في أغلب المحافظات، والنداءات الداعية إلى العصيان والاحتجاج مما نشرته وسائط التواصل الاجتماعي وتناقله الناس فيما بينهم، بل لم تكتف السلطة بذلك بل عمدت، وفق نشطاء، إلى خفض تدفق الإنترنت لمنع تداول صور وفيديوهات الاحتجاجات على مواقع التواصل الاجتماعي.
لكن جزائريين خرجوا إلى الشوارع مباشرة بعد انتهاء صلاة الجمعة، ضاربين عرض الحائط بنصائح الأئمة، بل منهم من انتفض مقاطعا الإمام وهو على المنبر “في رسالة صريحة تنذر بنهاية عهد تسييس المسجد لصالح الزمرة الحاكمة” وفق الباحث في علم الاجتماع نسيب تركماني الذي أكد أن “شباب الجزائر أثبت وعيا سياسيا صحيحا وانقطاعه عن التسويق الذي تمارسه دوائر إعلامية ووسائط دينية لصالح السلطة وعدم تأثره بخطاب قديم ما زالت السلطة وحدها من يطمع في نجاحه”.
لكن رئيس جمعية مسجد الهدى وسط العاصمة الجزائرية، الحاج أحمد بشير كشف في حديث مع “الحرة” أن أغلب الأئمة لم يتحدثوا في صلاة الجمعة عن الاحتجاجات، و”لم يمتثل كل الأئمة لبيان الوزارة” و”البيان كان محاولة بائسة لخنق قبس الحرية الذي ضرب الجزائر الجمعة” يؤكد تركماني.
وفي الأخير أورد تعليق لأحد قراء موقع “الجزائر تايمز” المعارض “أيها المواطن الجزائري المغبون تذكر من يسرق أموالك… ليس الشعب المغربي … بل العصابات مثل شكيب خليل وعمار غول وجنرالات الحركى أبناء فرنسا…من قتل 500 ألف جزائري في العشرية السوداء؟ ليس الشعب المغربي بل جنرالات العسكر أبناء فرنسا الذين قتلوكم بدم بارد للاستحواذ على السلطة والثورة النفطية والغازية … ولازال العديد من الأسر تبحث عن جثامين أبنائها وأين دفنهم العسكر! والذي قتل الرئيس بوضياف بالرصاص أمام شاشة التلفزيون ليس الشعب المغربي ..بل جنرالات فرنسا الحركيين ومخابرات بلدك! الذي سرق ثروتك النفطية المقدرة ب 800 مليار دولار… ليس المغرب بل النظام العسكري المخابراتي الحركي… فقط قارن بين دولة قطر التي لها إمكانيات نفطية قليلة وبين الجزائر الغنية… أنظر كيف يعيش سكان ورقلة وحاسي مسعود وحاسي الرمل وسكان غرداية رغم أن آبار النفط قريبة منهم! هل تعلم أيها الجزائري أن نظامك يصرف أموالا ضخمة على مرتزقة “بوليساريو” من ميزانية بلدك؟…”