الجزائر: صفقات غامضة ” لجنيرالات العسكر ” …تضرب نضالات الحراك الشعبي في الضفر… !!
بدر سنوسي : مختص في الشؤون المغاربية
ما يحدث في الجزائر- في الآونة الاخيرة – ، يدعو الى طرح اكثر من علامة استفهام ، ففي الوقت الدي واصل فيه ناشطون في انتقاد السلطة ممثلة في الرئيس غير الشرعي تبون، الذي يرفضه ناشطو الحراك لعمله مع الرئيس السابق منذ توليه مهامه في 1999، و بالرغم من ان محاكمة رموز نظام بوتفليقة ، والدي كان بمثابة التزام من المؤسسة العسكرية، بإحدى أهم مطالب الحراك الشعبي….وقع ما لم يكن في الحسبان، بعدما تم تجسيد تسريبات المخابرات على ارض الواقع ، والمتعلقة بمراجعة الأحكام القضائية الصادرة في ملفات الفساد والتآمر على الدولة والجيش، تمهيدا لإخراج المتورطين فيها من السجن، و هدا ما وقع – ضدا عن ارادة الشعب الجزائري – بعدما برأ القضاء العسكري ذمة كل من الجنرال توفيق مدين رئيس جهاز الاستخبارات القوي السابق، ومساعده الجنرال عثمان طرطاق، المدعو بشير طرطاق، وسعيد بوتفليقة شقيق الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة ومستشاره، والأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون من تهمة التآمر ضد الجيش والدولة، غير أن الإفراج لم يتقرر رسميا ، في حق كل من سعيد بوتفليقة وعثمان طرطاق حيث تم الابقاء عليهما في السجن…( في انتظار رد فعل الحراك الشعبي)
و تزامنا مع الافراج على العصابة ـــ كما كان يلقبها القايد صالح ـــ ، أثارت عودة الجنرال المتقاعد خالد نزار الى الجزائر الكثير من الجدل سيما انه مدان غيابيا بعقوبة 20 سنةً سجنا ومحل مذكرة توقيف دولية ، كما ان هناك اخبار اخرى تفيد أن العديد من الموقوفين في قضايا “فساد” و”تآمر” خلال الأشهر التي أعقبت استقالة بوتفليقة قد تم الإفراج عنهم أو تبرئتهم أو تخفيف الأحكام عليهم بعد إعادة محاكمات وطعون في الأحكام الأولى.
و انطلاقا لما يجري ويدور في الساحة السياسية للجزائر في بحر هدا الاسبوع ، يبدو انه ليس من الواضح أن هنالك رؤية للتغيير وبدائل للإجابة عنها، في ظل مؤشرات اقتصادية صعبة تخيم على البلاد ، و استمرار تداعيات جائحة كورونا على الاقتصاد، وانهيار أسعار مواد الطاقة من الغاز والبترول التي تشكل عائداتها نسبة 95 في المائة من الدخل القومي.
يدكر انه بالإفراج على صقور العصابة والتي كانت بالأمس القريب تصنف ضمن ” عصابة السراق ” ، ذهبت بعض وسائل الإعلام والمحللين ، عن احتمال طرح سيناريو بوتفليقة ، علما ان كل التقارير تفيد بأن ال ” تبون ” الدي خضع – على ما يبدو – لعمليات جراحية عدة، غير قادر على ممارسة مهامه الرئاسية على الوجه الأكمل، لدلك بقدر ما تثير حالة الرئيس الجزائري من فضول وتساؤلات، فان العصابة تسعى بكل الوسائل ايجاد خليفة – الرئيس المريض دو الخامسة والسبعين – في محاولة لاحتواء مطالب الحراك الشعبي، التي ما تزال مفتوحة، رغم “هدنة الشارع” التي فرضتها جائحة كورونا…
هدا و تبقى كل التكهنات مفتوحة على مصراعيها لصفقات غامضة بين اجنحة ” نظام فاسد” يخوض سباقا مع الزمن من اجل المضي نحو وضع اجندة تخدم مصالحه بالدرجة الاولى ، و هو رهان محفوف بالمخاطر يمكن ان يبعثر الاوراق، امام تعنت حركة احتجاج حافظت على زخمها طيلة سنة ونصف ، و التي بإمكانها ارجاع الاوضاع الى نقطة الصفر في البلاد…..