زبالة إعلام جزائرية: “نقل جرحى مغاربة إلى مستشفيات مدن الفنيدق والعرائش وأصيلا التي تقع على الحدود مع الصحراء الغربية”
عبدالقادر كتــرة
في خرجة غريبة لزبالة الإعلام الجزائرية وأقل ما يقال عنها أن أصحابها ضربوا أمثلة غير مسبوقة في الغباء والبلادة والجهل الجهول والكذب والتلفيق والتزوير تجاوزت حدود “الاستحمار” و”الاستبغال” و”الاستضباع” ولم تعد حتى قابلة للسخرية والتهكم والضحك.
زبالة إعلام جزائرية واصلت الترويج لأخبار تتحدث عن وجود معارك على طول الجدار الرملي المغربي في الصحراء، بين “بوليساريو” والمغرب، وتحدث عن وقوع خسائر يومية في الجانب المغربي، مثلما اعتادت نقل بلاغات “بوكيمون” اليومية عن حروب النجوم الخيالية الكرتونية والأقصاف والهجومات بصواريخ المفرقعات والألعاب النارية التي يلعب ها أطفالنا بمناسبة عاشوراء وعيد المولد النبوي الشريف…
جريدة “البلاد” البليدة تحدثت عبر موقعها الإلكتروني، يوم الإثنين الماضي، عن تكثيف “الجيش الصحراوي” هجماته على القوات المغربية، ما “خلف خسائر هائلة في عتاد المخازنية”، متهمة المغرب بالتكتم على حقيقة الوضع.
وقالت الجريدة، حسب ما تناقلته وسائل الإعلام بسخرية وتهكم، إنها حصلت على معطيات تشير إلى نقل جنود مصابين “إلى عيادات طبية مؤقتة في الفنيدق والعرائش وأصيل (تقصد أصيلا)”، ولم تكبد الجريدة نفسها عناء البحث عن مكان تواجد هذه المدن وقالت إنها “تقع على الحدود مع الصحراء الغربية”، رغم أنها جميعها تقع في شمال المملكة على بعد مئات الكيلومترات من الصحراء.
زبالة الإعلام الجزائرية تجهل حتى المواقع الجغرافية للمدن المذكورة وبالتالي موقع الصحراء المغربية التي يتواجد على حدودها وجدارها جنود القوات المسلحة الملكية المغربية والتي لقنت درسا لقطاع الطرق بمعبر المركرات يوم الجمعة التاريخي، إذ يتذكر هؤلاء المرتزقة كيف فروا مثل الجردان إلى جحورهم بمخيمات الذل والعار بتندوف بالجزائر، مخلفين وراءهم “الصندلات والأبرايق وخيام محروقة وعباءات، هربوا للنجاة بحيواتهم يولولون ويندبون حظهم ويلعنون من نصحهم بإغلاق المعبر الذي فقدوه إلى الأبد…
وسبق هذا مشهد لمسرحية بليدة وغبية وبذيئة ودنيئة روجت لها قنوات الصرف الصحي الجزائرية والبوليسارية “زبالة الأنباء الجزائرية” و”مزبلة الأنباء الصحراوية”، بعد أن صدمها الواقع للقوات الملكية المغربية التي دكت جحور قطاع الطرق لبوليساريو بالكركرات الذي فرّوا مثل الجردان إلى خيامهم البالية بتندوف بالجزائر، مشهد أثار السخرية والضحك وتحول إلى موضوع للتنكيت في أوساط الشعب الجزائري والصحراوي بتندوف وحتى وسط “بوليساريو” ، قبل أن تستغله بعض برامج ولقاءات القنوات الدولية للفرجة والتهكم والضحك…
قناة الصرف الصحي للتلفزة الجزائرية الرسمية صورت مشهدا ليليا من مسرحية لحرب وهمية بطلاها إعلامي جزائري يتحدث عن قصف بلغة ركيكة وضعيفة لا هي عربية فصحى ولا عامية، ثم رجل ملفوف في لباس عسكري وملثم بعمامة يتمعن في الظلام مستعملا منظارا…
مدون صحراوي علق على هذه الحرب التي تتأرجح بين الوهم والواقع بتدوينة تقول: “هي المرة الأولى في حياتي التي أسمع فيها عن حرب حامية الوطيس ولا أراها على قناة الجزيرة في تغطية مباشرة”…
موقع بوليساري علّق على هذا الواقع الميؤوس بقوله “بلاغات قيادة بوليساريو لم يصدرها حتى “الصحّاف” في حرب العراق الحقيقية والواقعية ضد التحالف الدولي، وبعد أن عجزت صفحات الذباب الفيسبوكي للبيت الأصفر التسويق للحرب على أنها أمر واقع، وسقطت أمام الحشد الذي قام به المغرب على كل المنصات وكشف بهتان الصور وزيف المشاهد…، عثر قادتنا أخيرا على منفذ إعلامي إلى الرأي العام الجهوي و الدولي، وأرسلت الجزائر طاقما صحفيا لتغطية الحرب الدائرة بالمحبس، وظهر في الحصة الإخبارية موفد التلفزيون الجزائري إلى ساحة المعركة وهو يراسل الرأي العام الجزائري ويذيع له ما يجري بالقرب من حدود دولته الهادئة المطمئنة، فحدثت المراسلة الحربية الأغرب من ميدان الحرب، والتي أرشحها لأن تكون جزءا من طرائف نهاية هذه السنة المفزعة”.
وزاد الموقع البوليساري بغصة وأسف “إذ ظهر الصحفي غارقا وسط الظلام بعد أن جنّ عليه الليل، وهو يحمل ميكروفون لقناة رسمية جزائرية ألفنا أن تدعم قضيتنا بموضوعية، وكنا نعتبر معالجتها للأخبار الأكثر مصداقية، وخلال التغطية الميدانية من مكان المعركة قال أنه يتواجد مع القوات الصحراوية بأرض العمليات، وأن المدفعية الصحراوية تقصف و تدك القاعدة 22 التابعة للقوات البرية المغربية منذ 11h00 صباحا، وأن هذا الدك والهجوم هو ردا على القصف المدفعي والصاروخي العنيف لقوات المغرب، والذي دمر مسكنا لأسرة صحراوية تنبأ الجيش الشعبي الصحراوي بنية المغرب تدميره، وأن الرد الحازم لقواتنا جعل المحتل يتكبد خسائر فادحة، وتم دحره إلى الخلف…، وجرى تدمير جزء مهم من تلك القاعدة التي تتوسط الجدار، وأن جيش المغرب أمضى الليل يحصي ضحاياه ويجلي جرحاه”
النظام العسكري الجزائري أصبح شغله الشاغل الإساءة إلى المملكة المغربية الشريفة حيث كلما حجزت مصالح الأمن الجزائرية كمية من المخدرات، إلا اتهمت مروجيها بإدخالها عبر الحدود مع المغرب، بل ذهبت إلى نسج مشهد مسرحي بئيس وغبي أسندت فيه الأدوار لجزائريين فقيرين معروفين في بلدتهما على أنهما تاجري مخدرات مغربيين، وهو المشهد الزائف الذي كذبه جزائريون بأنفسهم وأكدوا أن الأمر يتعلق بـ “جزائريين لا علاقة لهما بتهريب المخدرات ومعروفين لدى سكان عين الصفراء بولاية النعامة الجزائرية”.
ولأول مرة في تاريخ تفكيك شبكات الاتجار بالمخدرات عبر العالم- يلاحظ على الصناديق التي تحتوي مواد مخدرة وجود إشارة إلى بلد المنشأ عوض الأرقام التي تخص الأوزان والنوع، وهذا كما هو معلوم غير ممكن عمليا، إذ علق مدون جزائري يقدم نفسه كخبير في عالم التهريب، بكل تهكم على وجود اسم MROC بأنه خطأ أمني جزائري بدائي وفادح، يكشف فبركة العملية، ويزيد بالشرح في تدوينته “بأن استعمال هذا المصطلح هو حصري وخاص بالجزائريين، فيما العالم بما فيه المغاربة ينطقون ويكتبون MAROC”، وأضاف “أن من يكتب اسم بلد المنشأ على منتوج المخدرات فهو غبي والأفضل له أن يضيف العنوان حيث جرت معالجتها”.
وبدل الاعتراف بالواقع الذي فرضته المملكة المغربية بالشرعية التاريخية والدولية والبحث عن حلّ واقعي كما دعمه الصحراويون أنفسهم بداخل المغرب ومن المحتجزين بالمخيمات بتندوف ومن طرف الأمم المتحدة وغالبية بلدان العام خاص منهم الدول العظمى ويتعلق الأمر بالحكم الذاتي الذي اقترحته المملكة المغربية الشريفة، بدل كل ذلك يتعنت النظام العسكري الجزائري حيث فَقَد البَوْصلة وجُنّ جنونه والتجأ إلى الكذب والبهتان والتزوير والتلفيق واختلاق أحداث وهمية بأسلوب سخيف ومقيت وظف فيه زبالة الأنباء الجزائري لترويج أخبرا زائفة عن حرب وهمية خيالية من الأفلام الكرتونية لحروب النجوم لا يصدقها حتى أصحابها ولا حتى الأطفال الصغار الذين اختصوا في الألعاب الالكترونية …